بعد تسعة وأربعين يوماً فقط من انتصار الثورة الإسلامية في الحادي عشر من شباط/ فبراير عام تسعة وسبعين من القرن الماضي، وبأمر من مفجّر الثورة الإسلامية الإمام الخميني، أجرت الحكومة الجديدة استفتاءً لإقامة الجمهورية الإسلامية في إيران يومي العاشر والحادي عشر من فروردين أي يومي الثلاثين والحادي والثلاثين من مارس لتغيير إسم الدولة الى جمهورية إسلامية، وليرسم الشعب الايراني لوحة المستقبل.
فحظي الاستفتاء باقبال كبير من قبل أبناء الشعب الإيراني بمختلف شرائحه وقومياته وأديانه ومذاهبه، وصوّت الشعب آنذاك بنسبة ثمانية وتسعين بالمئة لصالح نظام الجمهورية الاسلامية، واعلنت النتائج يوم الثاني عشر من فروردين (أول أبريل)، وسمي بيوم الجمهورية الإسلامية.
وقبل إجراء استفتاء الجمهورية الإسلامية، اقترحت بعض المجموعات السياسية اسماً مختلفاً لأيديولوجية الثورة الإيرانية مثل الجمهورية (بدون الإسلام) أو الجمهورية الديمقراطية. لكنّ الإمام الخميني طلب من الناس التصويت لصالح الجمهورية الإسلامية، لا أكثر ولا أقل، ليصبح هذا اليوم ورقةً ذهبية في تاريخ البلاد.
فرحلة الديمقراطية بطرازها الاسلامي بدأت مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران لتكون الطريقة المثلى لحكم الشعب على الشعب في ظل الشريعة الاسلامية وقواعد الدين الحنيف، وتم التوقيع عليها في مثل هذا اليوم التاريخي الذي بقي خالداً في ذاكرة الشعب الايراني.
يوم الجمهورية الاسلامية بداية إرساء الدولة المرتكزة على أصوات الشعب، يوم خلّده الإيرانيون في ذاكرتهم، وأهداهم الديمقراطية في طرازها الاسلامي.