وقال الكباشي خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": إن "الشعب السوداني يناصر الشعب الفلسطيني بنضاله المشروع وحقه في مقاومة الاحتلال، ويرفض زيارة كوهين للسودان، خاصة أن الدم الفلسطيني لم يجف في جنين والقدس وقطاع غزة".
وأضاف أن "اللقاءات لا تصب في مصلحة الشعب السوداني، إنما تأتي في إطار الصراع الداخلي بين مكونات السياسة السودانية التي تريد أن تستقوي بـ (إسرائيل) في معارك الصراع الداخلي وتسارع لإرضائها علها تنال بذلك الشرعية".
وشدد على أن "زيارة كوهين لا تخدم المصالح الاستراتيجية والأمن القومي للسودان"، مشيراً إلى أن (إسرائيل) تصنف السودان كعدو استراتيجي وتسعى لتمزقه وعدم الاستقرار فيه لأطول فترة ممكنة.
وبين أن الاحتلال هو العامل الأساسي الداعم لأي حركة تؤدي لعدم الاستقرار في السودان على مدار السنوات الماضية، محذراً من أن التطبيع جاء هذه المرة يسوّق من حكومة أكثر دموية وعدوانية، لا تؤمن بالسلام، إنما تسعى لإبادة الشعب الفلسطيني.
وتابع أن "هذه الزيارة غير مرحب بها شعبياً وهي خطوة انتهازية تريد أن تستثمر في أجواء التوتر والصراع وعدم الاستقرار في ظل المرحلة الانتقالية المتوترة التي يعيشها السودان".
وأوضح الكباشي أن (إسرائيل) تحاول أن تبيّض وجهها بمثل هذه الإعلانات والزيارات السياسية من خلال تقديم تفسها أنها تحظى برغبة العالم في السلام معها، حتى يكون ذلك سلاحاً تستخدمه ضد الشعب الفلسطيني.
واستدرك "لكن الشعب السوداني يعي تلك الألاعيب التي يروجها الاحتلال الإسرائيلي، فهو لن يبيع تاريخه الناصع خاصة أن الخرطوم هي أرض اللاءات الثلاثة قيمها وأخلاقها ونصرتها للقضية الفلسطينية مقابل السراب والخديعة".
وجدد التأكيد أن الشعب السوداني سيكنس أي اتفاقية مذلة تجعله عرضة للتدخلات الإسرائيلية الفاسدة" موضحاً أن التطبيع لا يحقق مصلحة إلا للعدو.
وبحسب قوله، فإن الوقوف مع فلسطين واجب أخلاقي والتخلي عن قضيتها "طعنة مؤلمة وخيانة". وأكد الكباشي رفضه لمبررات اللقاءات التطبيعية بأن الهدف منها شطب السودان عن قوائم الإرهاب، قائلاً: "الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب وعدت السودان بذلك لكنها لم تلتزم وابتزتها عبر اجبارها على دفع 300 مليون دولار لها".
وختم حديثه "أن الشعب السوداني وقواه الحية والسياسية والاجتماعية سيبقى رافضاً لتلك الخطوات المعزولة، وسيبقى متماسكاً في وجه هذه المؤامرات".
وزار "كوهين" الخرطوم في 26 يناير/ كانون الثاني 2021 بصفته وزيرا لشؤون الاستخبارات في الحكومة (الإسرائلية) آنذاك، وكان أول وزير (إسرائيلي) يزور السودان.
وفي تشرين أول/ أكتوبر 2020، أعلن الكيان الصهيوني والسودان تطبيع العلاقة بينهما، ضمن صفقة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تضمنت شطب اسم البلد العربي من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وتقديم مساعدات للخرطوم.