وقال الشيخ قاسم، "نحن كحزب الله متحمسون ونعمل ليلاً نهاراً لتسهيل الخطوات العملية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، لكننا لسنا وحدنا من ينتخب رئيس الجمهورية، فعدد أعضاء مجلس النواب مائة وثمانية وعشرين، هذا المجلس فيه تنوع وتوزيع في الكتل النيابية إلى درجة أنك لا تستطيع أن تقول أنَّ في المجلس اتجاهين، بل هناك خمسة أو ستة أو سبعة تكتلات موجودة في داخل المجلس، وإذا أردت أن تنتخب رئيسا للجمهورية في الدورة الأولى تحتاج ثلثين وفي الدورة الثانية تحتاج خمسة وستين "النصف زائد واحد".
الشيخ قاسم تابع قائلاً، "لا يوجد إلى الآن كتل متفاهمة متجانسة استطاعت خلال هذه الفترة السابقة أن تحقق الحد الأدنى وهو النصف زائد واحد، وإن كان هناك كتل تأمل أن تصل إلى هذا العدد. لكن من المسؤول؟ الكل هم مسؤولون والكل معنيُّون. عندما يخرج لنا أحياناً بعض النواب يشتمون النواب الآخرين، ويحملون النواب الآخرين المسؤولية وينسون أنفسهم بأنهم مسؤولون أيضاً!".
وتساءل نائب الأمين العام لحزب الله "إذاً كيف نستطيع أن نخرج من هذا المأزق مع هذا التوسع الموجود بين الكتل النيابية؟ نستطيع بإجراء حوارات واتفاقات ومحاولة تقريب وجهات النظر.. يمكن للبعض أن يقول: ولكن لا يمكن تقريب وجهات النظر بين المتباعدين! دعنا نسأل هؤلاء المتباعدين لماذا هم متباعدون؟! إذا كانوا متباعدين لأنهم يريدون رئيساً كما يرغبون وهم غير قادرين على الإتيان بهذا الرئيس، فهل يعقل أن يبقوا على تصميمهم وعلى رفضهم لحلحلة الأمور بالتعاون مع الآخرين؟".
وأردف "سأبسِّط الأمر أكثر، لنفترض أنَّ مجموعة من الكتل اتفقت وتبيَّن معها أنها تستطيع أن تختار شخصاً مناسباً وكان عدد الكتل مثلاً ثلاثين، خمسة وثلاثين، أربعين.. من النواب، وكتل أخرى أو نواب آخرين يجمعون عشرة أو خمسة أو يكون وحده، هل يعقل أن لا يقترب هذا الذي لديه صوت واحد أو ثلاثة أصوات أو خمس أصوات من الذي لديه أصوات أكثر؟ بعضهم يقول أن نأتي إليهم! ولكن هم يعلمون بأنه ليس لديهم القدرة الكافية".
وتابع "إذا أردت التسهيل فعليك أن تتنازل، والتنازل عن صفات تفصيلية لأنَّ الصفات الجوهرية بالتأكيد يجب أن تكون متوفرة ولا يمكن لأحد أن يتنازل عنها".
الشيخ قاسم أشار إلى أنّ "المطلوب داخلياً أن تحدث تنازلات في التفاصيل، أما في الجوهر فبالتأكيد يجب أن يكون هذا الرئيس لديه مواصفات محددة لا يمكن التنازل عنها. هذا الرئيس يجب أن يكون عابراً للطوائف بعلاقاته وإمكانية التعاون مع كل الأطراف والقوى السياسية الموجودة في البلد، وهذا الرئيس يجب أن يكون قادراً على الانفتاح على الشرق والغرب والعرب وباقي الدول لما فيه مصلحة لبنان، وأن يكون وطنياً لا يفرِّط بالوضع اللبناني خدمة للمشروع الأميركي الإسرائيلي، الذي يريد أن يُبقي لبنان ضعيفاً أو يريد أن يُبقي لبنان محتلاً، أو أن يوطن الفلسطينيين في داخل لبنان، أو أن يبقى جاثماً على قلوبنا في المنطقة".
كما لفت إلى أن "هذا الرئيس يستطيع بتجربته وسلامة خطه السياسي ورؤيته أن يستعين باقتصاديين وماليين وبالجهات السياسية المختلفة، ليبدأ بخطط الإنقاذ والتعافي حتى نتمكن أن نتخلص من هذه المشاكل الموجودة، أو أن نضع الأمور على سكة الحل".
وقال الشيخ قاسم "نحن متحمسون لاختيار هذا الرئيس، أما أن يأتي البعض ويقول أنهم يريدون رئيساً يستفز ويواجه شرائح كبرى في لبنان لمصلحة سياسات أميركية، فطبعاً هذا لن يمر، وهذا لا نقبل به، حتى لو كائناً من كان. هم يتحملون المسؤولية لأنهم يتمسكون بمشروع واقتراحات استفزازية لشركائهم في الوطن، أما نحن ليس لدينا اقتراحات استفزازية، نحن نقول أنَّه يجب أن يتعاون هذا الرئيس مع الجميع، وأكثر من ذلك نقول بأنّه عندما يصبح رئيساً، من المفروض أن يأخذ بعين الاعتبار متطلبات القوى المختلفة بحسب القوانين والأنظمة. هنالك جماعات معقَّدة في لبنان، يريدون رئيساً يضرب ويواجه الشرائح الكبرى في لبنان وهم عاجزون عن ذلك، ولكنهم لا يعترفون بذلك.. على كل حال الناس ترى وتعرف الحقائق".
وختم الشيخ قاسم بالقول "أخيراً أريد أن أقول أنّ حزب الله لا يتحمل وحده مسؤولية الإتيان برئيس، حزب الله شريحة من الشرائح الموجودة في لبنان، من المفروض أن نتعاون مع الشرائح الأخرى حتى يأتي هذا الرئيس وإن شاء الله يكون هذا الأمر قريباً".