وقالت الهيئة، في بيان، إن "قوات الشرطة تعاملت، في أحداث الأيام الأخيرة، بصبر وتساهل، فتوهّم مثيرو الشغب والإرهابيون المرتزقة أنّ في استطاعتهم زعزعة أمن البلاد واستهداف اقتدار الشرطة".
وأكّدت الهيئة أنّ "الشعب الإيراني، في ابتعاده عن مثيري الشغب العملاء، كشف الوجه الحقيقي لهم".
وقدّمت الأركان الإيرانية المسلّحة "تعازيها بوفاة المرحومة مهسا أميني"، لكنّها حذّرت، في الوقت نفسه، "التنظيمات المعارضة للثورة والمعادية لها"، مؤكدةً أنّها "لن تسمح بانتهاك الأمن في البلاد، وستواجه كلّ من يزعزع الاستقرار بصورة حازمة".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن حرس الحدود في محافظة أذربيجان الشرقية "إلقاء القبض على خلية إرهابية، ضمنها عنصران كانا يخططان لتنفيذ عمليات تخريبية داخل البلاد، ووُجد في حوزتهما كمية من الأسلحة والذخائر، كما جرى توقيف سيارتين تحملان أسلحة حربية متنوعة وكاميرات وموادّ تفجير من بعد".
بالتوازي، علّق الجيش الإيراني على الاحتجاجات وأعمال الشغب التي شهدتها عدة مناطق، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، قائلاً إنّ "هذه الإجراءات النّاجمة عن اليأس هي استراتيجيّة خبيثة للأعداء، هدفها إضعاف مكانة النظام الإسلامي ووحدة الشعب"، مؤكداً استعداد الجيش للتّصدي "لمختلف المؤامرات التي يحوكها الأعداء".
بدورها، أعلنت قيادة قوى الأمن الداخلي في محافظة غيلان، شمالي البلاد، "اعتقال 211 عنصراً من مثيري الشغب"، ومصادرة "أسلحة ناريّة وبيضاء كانت في حوزتهم"، مضيفةً أنّه سيتمّ تحويلهم إلى القضاء المختص.
الشغب ألحق أضراراً بالأملاك العامة
وفي وقتٍ سابق اليوم الجمعة، قال جواد حميدي، عمدة بلدية بجنورد في محافظة خراسان الشمالية، شرقي إيران، إنّ "مجموعة من مثيري الشغب هاجمت مركز مدينة بجنورد الأربعاء الماضي، وألحقت أضراراً مادّية بالأملاك العامة، تقدَّر بـ 10 مليارات تومان".
من جهتها، قالت وكالة "إيسنا" الإيرانية إنّ حاكم مدينة ملاير، التابعة لمحافظة همدان، غربي إيران، أفاد بأنّه "تمّ اعتقال 69 مثيراً للشغب، أمس الخميس، كان في حوزتهم عدد من الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء ومواد متفجرة".
وكانت وكالة "إرنا" الإيرانية ذكرت، قبل يومين، أنّ 4 من ضباط الشرطة أُصيبوا وتوفي شرطي متأثراً بجروحه التي أُصيب بها الثلاثاء في مدينة شيراز الجنوبية، في أعقاب احتجاجات واشتباكات مع الشرطة.
عائلة مهسا أميني: التظاهرات ليست من أجلنا
وصباح اليوم الجمعة، قال والد الشابة الإيرانية، مهسا أميني، أمجد أميني، إنّ عائلتها "لم تتبلّغ، حتى الآن، نتائج اختبارات الطب الشرعي بشأن أسباب وفاة" ابنته.
وشدّد أميني على أنّ "التجمعات والتظاهرات المقامة في عدد من المحافظات الإيرانية، عقب وفاة مهسا، ليس لها علاقة بعائلتها"، و"لم تكن من أجلنا"، مشيراً إلى أنّه وسائر أفراد عائلة مهسا "غير راضين عن هذه الأمور"، وأنّ "رغبة العائلة الوحيدة هي التعامل مع مسببي وفاتها ومعاقبتهم".
وأمس الخميس، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في ردّ على سؤال بشأن حادث وفاة الفتاة الإيرانية، مهسا أميني، إنّه أكد لعائلتها أنّ حقها "لن يضيع"، مضيفاً أنّ "السلطات القضائية ستعلن نتيجة التحقيق في الحادث عند انتهاء التحقيقات".
وقبل أيام، نشرت الشرطة الإيرانية مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة يوثّق اللحظات الأخيرة للشابة أميني في مركز الشرطة. وقالت شرطة طهران إنّ اللقطات تُثبت عدم تعرّض أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، لأي عنف أو إيذاء جسدي.