ولايتي ادلى بهذا التصريح خلال حوار خاص مع "موقع حفظ ونشر مؤلفات اية الله خامنئي"؛ موضحا ان هناك بلدان في منطقة الشرق، ومنها الهند والصين وروسيا، التي حققت نهضة اقتصادية وعلمية وتقنية كبرى؛ مما يستدعي الاستدارة نحوها لمواكبة هذا التقدم.
واضاف، ان ايران باعتبارها واحدة من قليل الدول التي اعلنت بكل صراحة معارضتها لامريكا وسياساتها، وواصلت مسارها السياسي بكل اقتدار، رسخت علاقات بناءة وناجحة مع دول مختلفة، بمافيها قوى الشرق الصاعدة مثل روسيا والصين.
وفيما اشار الى الازدهار التقني والاقتصادي لكل من روسيا والصين والهند، تساءل مستشار قائد الثورة، "مالذي يمنع من بناء تعاون مع هذه الدول التي اكدت استعدادها لتشاركنا تجاربها، وذلك خلافا لدول الغرب التي تنصلت عن ذلك؟".
وفي معرض الاشارة الى القمة السابعة لقادة الدول الراعية لمفاوضات استانا التي اقيمت في طهران الاسبوع الماضي، قال: ان تنظيم هذا الاجتماع شكل خطوة في غاية الاهمية وذلك عقب جولة بايدن الفاشلة للمنطقة.
واضاف، ان هذه القمة برهنت على ان العلاقات بين الدول الثلاث، وثيقة واخذة بالتوسع؛ مبينا ان الفرق بين قمة طهران وجولة بايدن هو ان زيارة الاخير كانت فاشلة منذ بدايتها.
وعن تصريحات قائد الثورة الاسلامية بشان تهالك سياسات امريكا والغربيين في منطقة غرب اسيا وبوادر زوال سطوة هذه القوى في المنطقة ولاسيما سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، عزا ولايتي الاسباب الى التالي:
- انسحاب امريكا من افغانستان، وذلك بعد 20 عاما من احتلال هذا البلد بذريعة القضاء على طالبان والقاعدة، بينما استعادت طالبان زمام القوة من جديد.
- مخطط طرد الامريكيين من العراق، الذي يتابعه نواب الشعب العراقي بكل حسم.
- هزيمة حلفاء امريكا الاقليميين في غزة واليمن.
- فشل سياسات الغرب وبعض الدول الاقليمية الغاشمة في سوريا.
وحول التطورات في اوكرانيا، اوضح: انه بناء على الاتفاقية المبرمة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بين الحلف الاطلسي وروسيا، تعهد الحلف بعدم ضم اي من الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي السابق واحترام المنطقة العازلة بين الجانبين.
واستطرد: لكن الحلف الاطلسي لم يف اطلاقا بتعهداته، بل عمدت امريكا واوروبا الى التدخل في شؤون اوكرانيا الداخلية وبالتالي تدبير انقلابات عديدة على السلطة واستبدالها بحكومة تابعة للغرب.
ولفت ولايتي بان ما جرى مؤخرا في اوكرانيا عبر طلب الاخيرة الانضمام الى الحلف الاطلسي، شكل انتهاكا سافرا للاتفاقية الموقعة بين روسيا ودول الحلف بعد انهيار السوفييتية.
وعلى صعيد اخر، تطرق الى اللقاء في طهران بين الرئيس التركي "رجب طيب اردوغان" وقائد الثورة الاسلامية وتاكيد سماحته بان "الهجوم التركي على شمال سوريا سيضر بمصالح المنطقة ويعرقل الاجراء السياسي المتوقع من الحكومة السورية".
وصرح ولايتي في هذا الخصوص، ان تركيا انتهجت قبال الازمة في سوريا سياسة دعم ودمج الارهابيين في اطار "الجيش السوري الحر"، لكن هذه الستراتيجية باءت بالفشل ولم تحقق اهدافها.
وفي اشارة الى الافاق المستقبلية "طويلة ومتوسطة الامد" حول التعاون بين ايران وروسيا، قال مستشار قائد الثورة الاسلامية: ان العمق الستراتيجي للعلاقات الايرانية الروسية مرشح للتوسع وصولا الى مستوى العلاقات الستراتيجية؛ الامر الذي يحرص عليه كلا البلدين في ضوء المصالح المشتركة الوفيرة بينهما.