وبحسب هذا الملفات، التقى وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في 2 مارس 2000 ، بالجنرال الأمريكي كولن باول ، الذي عمل مستشارًا للأمن القومي لرونالد ريغان بين عامي 1987 و 1989. و "تحدث باول بصراحة" طوال المناقشة ، مما دفع كوك ليطلب حماية "ثقة ... الجنرال الأمريكي بشكل صارم".
وأشار باول خلال اللقاء إلى أنه بعد أن أسقطت الولايات المتحدة الرحلة 655 ، جاء السكرتير الخاص للشؤون الخارجية في تاتشر تشارلز باول "على الفور من داونينج ستريت ليسأل عما يريد الأمريكيون أن تقوله الحكومة البريطانية".
وهكذا عرضت الحكومة البريطانية دعمًا فوريًا للولايات المتحدة، على الرغم من أنها قتلت مئات المدنيين. ولهذه الغاية ، لاحظ كولن باول كيف "لا يمكن لأمريكا الاعتماد على أي حكومة أخرى تتصرف على هذا النحو". استمر باول في أن يصبح وزير خارجية الرئيس جورج دبليو بوش ، وهو الدور الذي دفع فيه بشكل مخادع من أجل غزو العراق في عام 2003.
وفي تلك الجريمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية استشهد جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 290 شخصا من ضمنهم 66 طفلا و 52 امرأة. وكانت الطائرة في رحلة عادية من ميناء بندرعباس جنوب ايران الى دبي حيث تعرضت لهجوم صاروخي من قبل الطراد الأميركي "فينسن" فوق مياه الخليج الفارسي ما أدى إلى إصابتها وسقوطها بالقرب من جزيرة هنغام. ومن بين ضحايا هذه الجريمة النكراء كان على متن الطائرة وإضافة للركاب الايرانيين مسافرين من دول الامارات والهند وباكستان ويوغسلافيا السابقة وايطاليا ولم ينج من الحادث أي منهم كما أن جثامين البعض لم يتم العثور عليها. و لا أحد ينكر أن هذه الجريمة النكراء هي من أبشع الجرائم التي شهدتها البشرية على مر التاريخ، ولكن ما يحز بالنفس هو الدفاع المستميت من قبل المسؤولين الأمريكان عن مرتكبي هذه الجريمة النكراء ومنهم أوسمة شرف على فعلتهم هذه معتبرين أن ما حدث خطأ ولا يستوجب أكثر من الإعتذار.