البث المباشر

توطين رادار استمطار السحب في إيران

الأربعاء 29 يونيو 2022 - 22:20 بتوقيت طهران
توطين رادار استمطار السحب في إيران

نجح باحثون إيرانيون في توطين التكنولوجيا المتطورة لرادار استمطار السحب، وذلك لاول مرة في غرب آسيا، ليخطوا بذلك خطوة كبيرة نحو حل مشكلة قلة الأمطار وشح المياه.

وفي كثير من الايام تصبح السماء ملبدة بالغيوم وينتظر الجميع هطول الامطار لكن السحب تمر من دون امطار او مع كمية قليلة من الامطار وهذا يخيب ظن المزارعين في ظل تراجع كمية الامطار خلال السنوات الاخيرة.

والان قد قام الباحثون التابعون لشركة معرفية في داخل البلاد بتوطين تكنولوجيا متطورة تحل هذه المشكلة وهي "رادار استمطار السحب".

وهذه التكنولوجيا حساسة جدا ومعقدة للغاية الى درجة انها تخضع للحظر المفروض ولا يمكن الحصول على تفاصيلها الرئيسية ومعادلاتها العلمية في أي من المراكز العلمية، لكن الجهود التي بذلتها شركة معرفية ايرانية مكنت ايران من امتلاك هذا الرادار المتطور، وبهذا الانجاز يمكن القيام بخطوات كبيرة لزيادة كمية الامطار ومواجهة شح المياه.

ونظرا لتطور هذه التكنولوجيا يمكن القول ان ايران هي الدولة الوحيدة في غرب آسيا التي وطنت هذا الرادار.

 

ماذا يحصل عند استمطار السحب ؟

لعدم هطول الامطار من السحب سبب علمي، ان تحول بخار المياه الى المطر يحتاج الى انخفاض درجات الحرارة، والاحتباس الحراري وتلوث الجو يمنعان هذه العملية، ومن اجل الاستمطار يتم حقن السحب بمواد مبرّدة بواسطة عدد من المعدات والاجهزة لكن المرحلة الاهم في هذه العملية هي تحديد اماكن تجمع بخار المياه في السحب والتي يمكن ان تتحول الى امطار واذا لم يتم تحديد هذه الاماكن بدقة تقوم الطائرة بنشر هذه المواد في اماكن غير مفيدة ولا يؤدي ذلك الى حصول النتيجة المرجوة.

ولذلك يؤكد الخبراء ان تخصيب الغيوم بحاجة الى رادارات خاصة لتحديد هذه الاماكن وخصوصيات السحاب وهذه المرحلة الاكثر تعقيدا في هذه العملية وهذه الرادارات هي العين البصيرة لعملية استمطار السحب برمتها.

 

لماذا هذه التقنية استراتيجية وبدرجة بالغة ؟

لرادار استمطار السحب جزءان اساسيان كباقي الاجهزة المتطورة وهما المكون البرمجي والمكون المادي.

والمكون البرمجي هو الجزء الرئيسي من هذا الرادار الذي يجب ان يحدد بدقة وبحاسبات معقدة المكان الذي تحقنه الطائرة او الطائرة المسيرة بالمواد المبردة او المجمدة، ولذلك تم فرض الحظر على المكون البرمجي لهذا الرادار ورغم قيام ايران بتامين المكونات المادية لهذه العملية منذ سنوات تعذر استخدام هذه التقنية لحل مشكلة شح الامطار والجفاف.

لكن الباحثين في شركة "بسامد موج قائم" المعرفية استطاعوا وضع برنامج خاص استمر لسنوات من اجل توطين هذه التقنية البرمجية المعقدة بشكل كامل وحتى تحديث قطع المكونات المادية وجعلها اكثر عملانية.

 

ما هي خصائص هذا الرادار الايراني الصنع ؟

يتم وضع هذا الردار في منطقة جغرافية مناسبة، وفي يوم مشمس وفي طقس مناسب يقوم هذا الرادار بالبحث عن العوامل الطبيعية الموجودة اطرافه مثل الجبال والاشجار والمكونات الطبيعية الاخرى في المنطقة لكي يقوم في اليوم الغائم بحذف معطيات هذه العوامل والمكونات وتشخيص وجود السحب والغيوم.

ان الاقمار الصناعية المستخدمة في رصد الاحوال الجوية يمكنها فقط استشعار وجود الغيوم وتحديد اماكنها لكن تحديد مكان تجمع الأبخرة في هذه السحب والغيوم بحاجة الى حسابات معقدة وخاصة مع حركة السحب وعدم مكوثها في مكان واحدد.

ويقوم هذا الرادار المتطور بمسح عمودي وافقي لطبقات السحب عبر ارسال الذبذبات واستلامها وتحليل المعطيات المستحصلة وهذه العملية يتخللها تغيير في قدرة الذبذبات المرسلة طوال مسارها في الذهاب والعودة والتحكم بقوة الذبذبات وهذه عملية حساسة جدا .

وعند عرض المعطيات على جهاز التحليل الرئيسي يتم تحليلها وتحديد الطول والعرض الجغرافي لمكان البخار المكثف وعندها يمكن للطائرة او الطائرة المسيرة ان تقوم بحقن هذا المكان بدقة وهذا يؤدي الى هطول الامطار.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة