حيثُ أكّدت جهات فلسطينيّة أنّ قرار الأرجنتين إلغاء المباراة هو قرارٌ سياسيٌّ بامتياز، وجاء بعد تلقّي المُنتخب رسالةً رسميّةً من نادي الخضر الفلسطينيّ حثته على إلغاء المباراة بسبب همجية الاحتلال، الذي قتل لاعبه محمد غنيم في نيسان (أبريل) الماضي.
أمّا كيان الاحتلال، فقد زعم أنّ سبب إلغاء المباراة يعود لخلافٍ ماليٍّ بين الأرجنتين و"إسرائيل"، حيثُ قالت قناة الرياضة بالتلفزيون العبريّ (سبورت 5)، إنّ محاولات الطرفين التغلّب على الخلاف الماليّ بين المنتخبيْن باءت بالفشل، على الرغم من أنّ الاتحاد الدوليّ لكرة القدم (فيفا) تدّخل من أجل إجراء المباراة، علمًا أنّ الخلاف كان على مبلغ نصف مليون دولار. التلفزيون العبريّ لم يُشِر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ للرواية الفلسطينيّة، بأنّ إلغاء المباراة جاء على خلفيةٍ سياسيّةٍ مرّدها رسالة النادي الفلسطينيّ للمنتخب الأرجنتينيّ.
من ناحيتها قالت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات إنّه "لا يمكننا أنْ نلتزم الصمت بينما يخطط منتخب شهير كمنتخب الأرجنتين للمجيء إلى هنا للعب مباراة ودية سيستخدمها نظام الاستعمار والفصل العنصريّ الإسرائيليّ في تلميع جرائمه بحقنا، فهذه المباريات الاستعراضية تدعم حصانة إسرائيل وتعزز قدرتها على الإفلات من العقاب، ما يعني استمرارها في قتل وتشويه لاعبي كرة القدم الفلسطينيين،" على حدّ تعبير البيان الرسميّ للحركة، والذي تلقّت (رأي اليوم) نُسخةً منه.
وكان نادي الخضر الفلسطينيّ، الذي استشهد لاعبه محمد غنيم برصاص إسرائيلي في نيسان (أبريل) الماضي، قد أرسل رسالة للمنتخب الأرجنتيني طالبه فيها بإلغاء مباراته الوديّة مع المنتخب الإسرائيليّ، وحظيت الرسالة بتغطية واسعة من وسائل إعلام أرجنتينية وأجنبية.
وجاء في رسالة الفريق الفلسطينيّ إلى مدير المنتخب كلاوديو تابيا، وللاعبي منتخب الأرجنتين، وأعضاء الإدارة:”نكتب لكم/نّ اليوم بصفتنا زملائكم/نّ من فريق شباب الخضر الرياضي، بيت لحم، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لنحثكم/نّ على إلغاء "المباراة الودية" التي علمنا أنكم تخططون للعبها مع فريق كرة القدم الإسرائيليّ يوم 6 حزيران 2022″.
وتابعت الرسالة: يأتي وقت كتابتنا لهذه الرسالة وقلوبنا يعتصرها الألم بعد فقداننا لزميلنا في الفريق، ابن الـ19 عاماً، المدافع محمد غنيم، الذي أصيب برصاصة جنديّ إسرائيليّ في ظهره بالقرب من منزل عائلته وليس بعيداً عن جدار الأبارتهايد الإسرائيليّ، الذي يفتت أراضينا ويسرق مزارعنا ومياهنا ومواردنا ويفصل قرانا ومدننا عن بعضها البعض.
ومضت رسالة نادي الخضر الفلسطينيّ قائلةً:”في الأسبوع الماضي، وقبل حتى أنْ نبدأ بالتعافي بعد فقداننا لمحمد، قتل جنود الاحتلال لاعب كرة القدم الواعد، ثائر اليازوري ابن الـ18 ربيعًا، حيث استهدفت قوات الاحتلال ثائر بالقرب من مستعمرة بساغوت الإسرائيلية المقامة على أراضي جبل الطويل في مدينة البيرة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه في ذات اليوم، استهدفت قوات الاحتلال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وقتلتها بينما كانت تغطي أخبار الاقتحام العسكريّ الإسرائيلي لمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. والعام الماضي اغتال الاحتلال اللاعب سعيد عودة من فريق بلاطة
كما شدّدّت الرسالة على أنّه خلال العام الماضي، كنّا في حداد على سعيد عودة، لاعب فريق بلاطة لكرة القدم، الذي قتلته قوات الاحتلال، فسرقت حياته وحلمه في اللعب ضمن صفوف المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم، وقبل ذلك، كنا في حداد على الكثير والكثير من الشهداء.
آخر تقرير لمنظمة العفو الدوليّة أدان "إسرائيل" لارتكابها جريمة الأبارتهايد.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أكّدت الرسالة أنّه في تقاريرها العديدة حول الهجمات الإسرائيلية المميتة بحق الفلسطينيين، قالت منظمة العفو الدولية إنّ منظومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلية تُظهر "عدم اكتراث مروّع" بحياة الفلسطينيين، وقد أدان آخر تقرير للمنظمة "إسرائيل" بارتكابها لجريمة الأبارتهايد.
وزادت الرسالة: أوضح التقرير أنّ قتلها للفلسطينيين هو عمل ممنهج وغير قانوني وتعسفي، وشرح التقرير بالتفصيل كيف يعامل نظام الأبارتهايد الإسرائيليّ الفلسطينيين وبشكل ممنهج على أنهم "مجموعة عرقية أدنى"، ما يحرمنا كفلسطينيين من الحقوق الإنسانية الأساسية.
النادي الفلسطينيّ أشار في رسالته إلى إدارة ولاعبي منتخب الأرجنتين بكرة القدم، أشار إلى أنّ كل واحدة من هذه الأعمال الإجرامية التي ارتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي أصبات فريقنا بحالة من الحزن العميق، ولكن أيضًا بحالة مستمرة من التصميم.
واستطردت الرسالة:”لم يعُدْ زميلنا محمد، تمامًا مثل ثائر وسعيد وآخرين، بيننا على أرض الملعب، لكننا نُكرّم روحه من خلال الاستمرار في السعي لتحقيق أهدافنا كفريق وكفلسطينيين في كفاحنا من أجل الحرية والعدالة والمساواة.
وخلُصت الرسالة إلى القول:”ندعوكم/نّ لحفظ رقم 14 في أذهانكم. كان هذا رقم قميص زميلنا محمد الذي قتل الاحتلال الإسرائيلي حلمه باللعب. ولكن بإلغائكم/نّ هذه المباراة، يمكنكم المساهمة في محاسبة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي ومنعه من الاستمرار في قتل أرواح وأحلام اللاعبين الفلسطينيين، ونرجو منكم/نّ تكريم محمد وثائر وسعيد وآخرون كثر. الغوا مباراتكم مع المنتخب الإسرائيليّ، لأن لا شيء ودي في اللعب مع الابارتهايد، كما جاء في الرسالة الفلسطينيّة للمنتخب الأرجنتيني.
المصدر: رأي اليوم