وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وذراعها العسكري "سرايا القدس" في الذكرى السنوية الأولى لمعركة "سيف القدس"
تمر علينا اليوم الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس التي تجسدت فيها قوة الإرادة الفلسطينية وسطر فيها شعبنا ومقاومتنا أروع نماذج الوحدة والتكامل في ملحمة وطنية كبرى لا تزال مفاعيلها راسخة في الفعل الوطني المدافع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يدلل على حالة الاجماع الفلسطيني على نهج المقاومة بكل أشكالها دفاعاً عن أقدس مقدساتنا وعن عاصمتنا الأبدية وعن مسرى نبينا.
لم تكن معركة سيف القدس مجرد محطة من محطات الصراع فحسب، بل تحولت إلى نهج وبرنامج عمل للشعب الفلسطيني الذي يقف متأهباً ـ في كل أماكن تواجده - للدفاع عن القدس وفداء مسجدها الأقصى بكل غالٍ ونفيس.
لقد شكلت معركة سيف القدس مفصلاً هاماً في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، الذي كان يظن قبيل المعركة أن يده طليقة في القدس وأن سياساته ومخططاته قد وفرت الفرصة لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى وتهجير أهلنا في الشيخ جراح، حتى أشهرت المقاومة سيفها وتمترس رجالها في خطوط المواجهة واشتعلت فلسطين كلها غضباً وثورةً حاصرت العدو ومستوطنيه داخل الملاجئ، ولتفرض المقاومة والشعب معادلات وقواعد اشتباك وضعت القدس والأقصى في رأس الأولويات.
إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وتزامنا مع المستجدات التي تصاحب ذكرى معركة سيف القدس، نؤكد على التالي: -
أولاً: إن سيف القدس لم يزل مشرعاً في وجه الإرهاب والعدوان الصهيوني، و المقاومة على أتم الجاهزية للدفاع عن شعبنا، لا ترهبها لغة التهديد والتحريض المرتفعة لقادة العدو، ولا مناوراته.
ثانياً: ندعو أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم، بالضفة والقدس والأرض المحتلة عام 1948، إلى إبقاء جذوة الصراع مع العدو مشتعلة، ومشاغلة الاحتلال والاشتباك معه، والتصدي بكل قوة لاقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، واقتحامات قوات الاحتلال لمدن وقرى الضفة المحتلة.
ثالثاً: نوجه التحية لأبناء شعبنا الذين يقفون سداً منيعاً في وجه مخططات العدو الصهيوني، ويواصلون التصدي لقواته الإرهابية، دفاعاً عن الأرض والمقدسات.
رابعاً: نجدد العهد لأبناء شعبنا، بأن نبقى الأوفياء لدماء الشهداء وعذابات الأسرى والجرحى، وألا نخذل أهلنا ومقدساتنا، مهما بلغ حجم التضحيات، فلا سبيل أمامنا سوى مواصلة الطريق حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وتطهيرها من دنس إرهابه.
خامساً: نبرق بالتحية لشعوب أمتنا العربية والإسلامية، الذين كان لهم دور بارز خلال وبعد معركة سيف القدس، خاصة أولئك الذين تحدوا الجدران والحدود وهبوا نصرة لشعبنا، وقد واصلت الشعوب في التعبير عن دورها وواجباتها خلال المسيرات التي ساندت المرابطين خلال شهر رمضان المبارك، وندعو تلك الشعوب إلى مواصلة دورها حتى يكتمل مشهد الانتصار بتحرير فلسطين ومسجدها الأقصى.
سادساً: إن التطبيع مع عدو الأمة، لن يحقق لأصحابه شيئاً، فالكيان الذي اهتزت صورته وضُرب أمنه على يد ثلة من الشباب الثائر والمقاوم بأدوات بسيطة، هو أوهن من بيت العنكبوت، ولن يقدم شيئاً للمطبعين سوى الخزي والعار.
ختاماً: نترحم على شهدائنا الأبطال الذين سطروا أروع صفحات العز والفداء، ونوجه التحية لعوائلهم وسيبقى الشهداء أوسمة ومنارات في صفحات العز الجهادي وفي حياة الشعب الفلسطيني وحياة الأمة، كما نوجه التحية للجرحى الميامين وللأسرى البواسل.
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
الثلاثاء 9 شوال 1443 هـ ، الموافق 10 مايو 2022م