وقد افتتحَ عباس خامه يار اللقاء مرحبًا بهذه الخطوة النوعية في إقامة ندواتٍ فكريةٍ فلسفيةٍ، وقال "ستكونُ لنا سلسلة من الندوات الفلسفية خلال المرحلة القادمة، تأكيدًا منّا على ضرورة الانفتاح على الفكر والفلسفة وضرورة تعليم الفلسفة في كافة مراحل الدراسة، وفتح باب التبادل الفلسفي بين الشعوب".
وأضاف "كثيرٌ من فلاسفة هذا العصر الأحياء منهم والذين رحلوا من الإيرانيين لم يسمع بهم العالم العربي باستثناء بعض المختصين بفلسفة الدين ومجالاتٍ محدودة"، ولفت إلى أنّ "الأزمة والتقصير تكمن في الترجمة وحركة النقل في مجال العلوم الإنسانية بكافة فروعها، وربما في ضعف الإقبال على تعلّم اللغات بين بلداننا".
ودعا خامه يار "الباحثين والمفكرين من العالم إلى المزيد من الحوارات الفكرية والفلسفية والنقاشات في سائر مجالات العلوم الإنسانية، لأنه من بوابة هذا النوع من النشاط الإنساني والفكري، ترتقي الشعوب وتؤسس الدول ويصبحُ بالإمكان الكلام عن حداثةٍ شرقيةٍ أصيلةٍ غير مستوردة من العوالم والثقافات الأخرى التي لا تشبهنا، وعندها يمكن الحديث عن مشروعِ دولةٍ من داخل أنساقنا المعرفية من خلال تجديد الفكر التراثي والانفتاح على النهضة العلمية والفكرية وتذليل الصعوبات أمام إنتاج المفاهيم والأفكار".
ثم توجّهت مقدمة الندوة بطرح الأسئلة على الأستاذ الدكتور خنجر حميّة، من لبنان، رئيس قسم الفلسفة في الجامعة اللبنانية سابقًا ورئيس الفرقة البحثية في الفلسفة في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب، حيث حاضر حوالي ساعة، حول موضوع "نهاية الفلسفة وبداية التفكير". ثم كانت محاضرة للدكتور محمد الصالح العياري من تونس، وهو أستاذ سابق بالمعهد الوطني للتراث، ومتخصص في فلسفة فيزياء الكوانتوم.