اعزاءنا المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم في هذا اللقاء نستمع فيه لرواية تحمل عنوان: الامام الرؤوف.. وقد نقلت اصل هذه الكرامة مجلة زائر الايرانية الصادرة باللغة الفارسية في مدينة مشهد المقدسة في عددها الرابع عشر من سنة ۱۹۹٥ والقضية مسجلة في سجل الفائزين بالشفاء ببركة التوسل الى الله تبارك وتعالى بوليه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام.
والفائزة بالشفاء في هذه الرواية هي السيدة زهراء المنصوري من اهالي مدينة خرم اباد وقد اصيبت بسكتة قلبية اصابتها بشلل مؤلم وعمىً عجز الاطبار عن معالجته.
تاريخ شفائها الاعجازي هو شهر تموز من عام سبعة وثمانين وتسعمائة والف نستمع معاً للرواية التالية لقصة شفائها...
هجمو عليها قبضوا على يديها ورجليها صرخت: اتركوني لكنهم لم يتركوها امسكوها بقوة تكاد تختنق قالت بتوسل: لخاطر الله اتركوني!
انهالت عليها ضربات شديدة مبرحة الاوجاع في كل مكان اشد الاوجاع في يدها اليمنى وفي الكتف لا تقوى على الحركة جربت ان تتحرك فاخفقت تحاملت لتجرب مرة اخرى لكن بلا جدوى.
المتلفعون بالسواد كانوا يقبضون عليها بعنف بكت منتحبة نحيبها يختلط باصوات المتلفعين بالسواد العابثة وهم يضحكون انهم يدورون حولها في رقصة بغيضة هازئة وراحت تتملاهم ببصرها: غارقون في السواد حتى وجوههم مقنعة بالاسود من يكون هؤلاء؟
وانتفضت من نومها مرعوبة الام يمور في كتفها الايمن همت ان تقوم لم تستطع الالم يتمشى ثقيلاً كريهاً من كتفها الى اطراف الاصابع ثم ينعطف سارياً الى رقبتها حتى استولى منها على الوجه: راحت تتلوى من الالم واطلقت صوتها بالصراخ جاءها صوت نم باحة الدار وتناهى الى سمعها وقع اقدام مرتبكة ترتقي السلم على عجل دخل الغرفة شبح رجل صرخت: الحقني الحقني...
ركض اليها الرجل وطوق بيده رأسها برفق: ماذا بك يا زهراء؟
انفجرت تبكي امسك بها الرجل من غضديها لنيهضها صرخت تتلوى من الالم الالم في كل مكان هرع الرجل الى خارج الدار وبعد امد حضر ومعه امها والطبيب المرأة عيناها شابحتان نصف وجهها بدون حس ولا حركة فمها املكه الشلل وفقدت السيطرة على نصف بدنها الايمن ضربت امها كفاً على كف قائلة: لا حول ولا قوة الا بالله.
الطبيب منهمك بالفحص وبعد دقائق خرج من الغرفة ومعه الرجل الام جالسة عندها: تحتضنها وتحرك شفيتها بالدعاء عاد الرجل فقرات الام على ملامحه علامات الحزن والاسى سالته: ماذا قال؟
مشى الرجل باتجاه النافذة مديراً ظهره للام وغارزاً اصابع كفيه بشعر رأسه قال: يجب ان نأخذها الى المستشفى اتصلت هاتفياً لتأتي سيارة الاسعاف.
لطمت الام وجهها ندت منها شبه صيحة: لاي شيء ما الذي نزل بها؟
استدار الرجل وسمعه الام في استدارته يقول: سكتة.
ضربت الام جبينها بيدها وقالت مستعبرة: ايها الامام الرضا.
وفي تلك اللحظة ان صوت سيارة الاسعاف يسمع من بعيد عباس عباس.
تقلب في مكانه وبعد لاي فتح عينيه الغافيتين: ها .... ا ...ا...
جلست الام في قباله: رأيت رؤيا يا عباس رؤيا عجيبة.
قعد في مكانه نصف قعدة ونظر الى الام بعينين ما يزال يخامرهما النوم: ها ماما ماذا رأيت؟
في الطيف رأيت زهراء هربت من المستشفى فاخذناها وارجعناها الى المستشفى بالقوة وهي لا تسكت عن التوسل والصياح خذوني الى مشهد خذوني الى مشهد.
فرك عباس عينيه، واخذت الام حالة بكاء سترت وجهها بكفيها باكية. وخلال بكائها سمعها عباس تغمغم: انا متأكدة ان شفاءها بيد الامام الرضا عليه السلام.
ثم كشفت وجهها المبلل وقالت لعباس: خذها الى مشهد لخاطر الله خذها كأن هذه الرؤيا دعوة من الامام الرؤوف لا تردها وبينها وبين نفسها شرعت تخاطب الامام: ايها الرضا ايها الامام الرؤوف بحق امك الصديقة فاطمة الزهراء قام عباس فارتدى ثيابه وخرج من الدار ولما بلغ المستشفى كان الطبيب المعالج ينزل من السلم باتجاه باب الخروج قفز عباس صاعداً على درجات السلم واعترض طريق الطبيب: كيف حالتها يا دكتور؟
نظر اليه الطبيب متعباً هز رأسه قائلاً: مريضتكم مرخصة.
وعزم ان ينصرف لما ساله عباس: يعني حالتها جيدة؟
اطرق برأسه وقال بهدوء: لا مع الاسف ليس في ايدينا شيء بقاؤها هنا بلا جدوى خذوها الى المنزل الا ان يشاء الله.
خر عباس جالساً على احدى درجات السلم هذه المرة شعر مال جسده الى جانب وسقط انحنى الطبيب يعينه حتى عدل جلسته ثم وضع يده على كتفه وقال يواسيه: توكل على الله الجزع لن يغير شيئاً ليكن املك بالله. ثم انه اقامه من جلسته، واعانه اخران حتى اجلسوه على المصطبة كان الطبيب واقفاً امامه وعباس يتطلع اليه. غمغم الطبيب.
مع الاسف. ثم ذهب ونظرات عباس تتبعه حعتى غيبه باب المستشفى.
نهض عباس مرهقاً يخطو خطوات متعثرة باتجاه غرفة زهراء فتحت زهراء عينيها متريثة انطبعت صورة عباس في عينيها ذابلة مكدودة ابتسمت زهراء ونطقت لكن عباس لم يميز ما قالت مرة اخرى تحركت الشفتان ادنى عباس اذنه من فمها كانت تنطق بكلمة واحدة: مشهد.
ثم اطبقت الجفنين.
استجاب الزوج لطلب زوجته وسار بها الى مشهد حيث مرقد الامام الرؤوف علي بن موسىالرضا عليه السلام متوسلاً به الى الله في شفائها وذات ليلة كانت زهراء غافية الى جنب الشباك الفولاذي وثمة حبل موصول من عنقها الى المشبك عباس جالس الى جوارها منصرفاً الى القراءة في كتاب الزيارة يزور قامت زهراء واقفة وهي نائمة تطلع اليها عباس باستغراب امسك بيدها واجلسها في مكانها ونهضت مرة ثانية بعينين نائمتين، استولت الدهشة على عباس وحانت منه التفاتة فراى الحبل محلولاً من جهة الشباك ومطروحاً على الارض سحب الحبل، ثم انتزع الحلقة التي تشكل طرفه الاخر، من عنق زهراء هزها من عضدها برفق محاولاً ايقاظها تحركت اجفان زهراء .. ووقع بصرها على عيني عباس المذهولتين عيناها صحيحتان نقلت بصرها: من عباس الى الناس الى السماء الى المنارة العالية الى شباك الفولاذ ثم الصقت بدنها بالشباك واطلقت عنان البكاء في تلك اللحظة تفطن عباس الى ان زوجته ليست مشلولة: قوة الشلل لا اثر لها، ويدها تتحرك صاح عباس صيحة من هذه المفاجئة العظيمة السارة والقى بنفسه قربها على الشباك وانتحب كلاهما كان يبكي.
تطلعت زهراء الى السماء ورفعت يديها بالدعاء وبالشكر الكبير وكانت تتذوق لاول مرة معنى من معاني "الامام الرؤوف" لم يكن قد خطر على بالها من قبل.
*******