البث المباشر

شرح فقرة: "واصرف عني كيده (أي عدو الله) ... وأنسه ذكري كما أنسيته ذكرك..."

السبت 9 إبريل 2022 - 15:49 بتوقيت طهران
شرح فقرة: "واصرف عني كيده (أي عدو الله) ... وأنسه ذكري كما أنسيته ذكرك..."

إذاعة طهران- شرح دعاء علقمة: الحلقة 27

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بدعاء علقمة او صفوان، حيث وظف الدعاء لقراءته بعد زيارة الامام علي(ع) وزيارة الحسين(ع) بزيارة عاشوراء المباركة يوم عاشوراء وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة من الدعاء المذكور وانتهينا من ذلك الى مقطع كبير يتضمن التوسل بالله تعالى بان يكفينا شر الاعداء وان ينسيهم ذكرنا كما انساهم ذكره، يقول الدعاء (واصرف عني كيده) أي العدو الى ان يقول (وانسه ذكري كما انسيته ذكرك).


ان هذه الفقرة من الدعاء تتسم باهمية كبيرة حيث تفسر لنا سر التوسلات الكبيرة التي يتضمنها الدعاء بالنسبة الى معاقبة العدو حيث لاحظنا كيف ان الدعاء طلب من الله تعالى ان يذل عدو قارئ الدعاء وشغله عنه بفقر وبلاء وفاقة وسقم وعلة، كما سيفسر لنا ما نلاحظه من فقرات لاحقة تتوسل بالله تعالى بان يأخذ عنا سمع عدونا وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه.


ان هذا النمط من التوسل بالله تعالى بمعاقبة العدو بحيث لا يبقى للعدو اية فاعلية يكشف عن السر الكامن وراء ذلك، حيث استخلصنا ان مثل هذا العدو لابد وان يكون عدواً لله تعالى قبل ان يكون عدونا شخصياً فهو يؤذي المؤمنين بسبب ايمانهم بالله، وها هو الدعاء يكشف لنا في الفقرة التي نحدثك عنها عن جانب من اسرار ذلك حيث طلب او توسل الدعاء بان ينسينا ذكر العدو كما انساه ذكر الله تعالى، اذن لنتحدث بشيء من التفصيل عن الجانب المشار اليه.


من البين ان المرء حينما ينسى ذكر الله تعالى فمعناه انه عدو لله تعالى ولا اقل معناه انه مشغول عن الله تعالى لا يعرفه وفي الحالتين فان المعادي لله تعالى او الغافل عنه بمتاع الحياة الدنيا يظل متأهلاً لامثلة هذه المعاقبة الحادة وشله أي فاعلية تسمح له بايذاء المؤمنين.


اذن للمرة الجديدة امكننا ان نتبين واحداً من اهم الاسرار الكامنة وراء اللغة التي لاحظناها في هذا الدعاء بالنسبة الى التعامل مع العدو، واذا تابعنا الفقرة المذكورة ونعني بها العبارة المتوسلة بالله تعالى بان ينسي عدونا ذكرنا كما انساه الله تعالى ذكره، تواجهنا هذه الفقرات (وخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وقلبه وجميع جوارحه).


هذه الفقرة بلا شك هي تفصيل آخر لنمط العقاب الذي يتوسل قارئ الدعاء بان ينزله على عدوه ونعتقد ان قارئ الدعاء يمكنه ان يستلهم طبيعة ما ترشح به فقرات الدعاء المذكور من دلالات الا وهي الدلالات التي يرمز بها السمع والبصر واللسان واليد والرجل والقلب.


ان السمع يعني شل العدو من ان يتناهى الى سمعه ما يحمله على ايذاء قارئ الدعاء.


واما البصر فيرمز الى شله عن النظر الى كل ما يسوقه الى ملاحقة قارئ الدعاء.


واما اللسان فمعناه ان يقطع الله تعالى لسان العدو ويجعله اخرس لا يذكر قارئ الدعاء بالسوء.


واما اليد فنستلهم من رمزها ان يشل الله تعالى يد عدونا حتى لا يصل اذاها الينا.


واما الرجل فترمز الى كل مسعى يحاول عدونا ان يصدر عنه للوصول الينا وايذائنا.


واما كلمة او عبارة وجميع جوارحه فتعني ان يشل الله تعالى كل امكانية من الممكن استخدامها من قبل عدونا حيالنا.


بعد ذلك تواجهنا عبارات تبدو وكأنها تكرر دلالات سبق ان وردت في الدعاء المتقدم ولكننا سنوضح في لقاء مقبل ان شاء الله تعالى ان هذه العبارات المتكررة لدلالات سابقة انما ترد في سياق جديد وهذا هو احد اسرار البلاغة التي تتسم بها النصوص الشرعية حيث تتكرر المضمونات في سياقات جديدة تفرض مسوغاتها.


ختاماً نتوسل بالله تعالى ان يكفينا بالفعل شر الاعداء على شتى طبقاتهم من الكفار والمنافقين والناصبين العداء لمحمد(ص) واهل بيته وان يوفقنا الى ممارسة الوظيفة العبادية التي خلقنا الله تعالى من اجلها وان نتصاعد بها الى النحو المطلوب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة