البث المباشر

نوم الطفل

الإثنين 12 مارس 2007 - 00:00 بتوقيت طهران

منذ فترة بدأت تعانين من سهر طفلك وعدم الالتزام بوقت النوم فبدأ نومك ايضاً يتأثر وتتوترين بعد الساعة التاسعة نتيجة متطلبات ابنك او طفلك التي لا تنتهي حين تضعينه في السرير، ما العمل اذن او ما العمل اذا ما علمنا ان هذه المتطلبات هي استراتيجيات يستعملها الطفل في وقت النوم، ولماذا يقوم طفلنا بهذا العمل؟
*******
الاسئلة
المحاورة: بداية نحيي الدكتورة اميمة عليق في الستوديو، اهلاً بك دكتورة. الدكتورة اميمة عليق: اهلاً وسهلاً بكم. المحاورة: دكتورة سؤالنا الاول هو ما هو عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل؟ الدكتورة اميمة عليق: بسم الله الرحمن الرحيم، مدة النوم عند الاولاد تختلف من طفل الى آخر ومن عمر الى آخر ابن السنتين ينام حوالي ثلاثة عشر ساعة في اليوم في الليل وبعد الظهر حتى يصبح الست سنوات اوقات النوم لا تتجاوز العشر ساعات وطبعاً قبل عمر السنتين اذا كنا نريد ان نعرف فبعد الولادة ينام الطفل اثني وعشرين ساعة وتبدأ بالانخفاض حتى تصل الى ثلاثة عشر في عمر السنتين وقد تختلف حاجات الطفل بكميات قليلة جداً حسب نشاطه، يعني اذا تعب كثيراً ينام اكثر واذا لم يبذل اي مجهود ينام اقل، اما اذا اردنا ان نساعد الاهل اكثر وكيف ينام طفلهم بنسبة كافية طبعاً هذا يتعلق بنشاطه وحركته ومع النوم المتكررفي النهار فهذا يعني ان نومه كاف او لا. المحاورة: طيب ولماذا يقاوم الاطفال النوم؟ الدكتورة اميمة عليق: عادة عندما يريد الطفل ان ينام تكثر متطلباته كما ذكرت في المقدمة، في عمر الاربع او خمس سنوات يريد ان يذهب الى الحمام، يطفي ضوء الغرفة، يريد ماء، يريد ان يبقى مع اهله قليلاً، وكل هذه هي استراتيجيات يقوم بها الطفل لتأجيل النوم، اما الاسباب لهذه التصرفات فمنها ان الطفل في هذا العمر لا يشعر بالنعاس في الوقت المحدد للنوم او انه يشعر بالقلق لوجوده وحده في الغرفة، وايضاً من الاسباب المهمة في مقاومة النوم عند الاولاد عادة يصبح الطفل قادر على القيام باحتياجاته بسهولة ويريد ان يؤكد وجوده ككيان مستقل ويجعله يرفض القوانين المفروضة عليه من قبل اهله ومنها طبعاً اهم القوانين النوم وقد تستمر هذه التصرفات لساعة او اكثر احياناً، تأتي بعض الامهات وتسأل انها اكثر من ساعة تعاني من طفلها حتى ينام وتتكرر هذه كل ليلة، الشيء المهم ان الاهل غير قادرين على وضع وقت او حدود للنوم والمحافظة ايضاً على هذه الحدود عند وقت النوم، مثلاً يقاوم الطفل فكرة النوم يحاول الاهل بالقوة اجباره على النوم بعد ذلك يستسلمون له فتزداد مقاومته يتفاقم الامر من سيء الى اسوء، ايضاً نلاحظ انه لا مرجعية ولا قوانين لوقت النوم في البيت والاولاد الذين ليس لديهم وقت محدد للنوم والبيت الذي فيه عادة فوضى ولا نظام ولا اشراف على النوم يعني كل يذهب الى النوم كما يشاء، هذا المشكلة عند الطفل الصغير تكبر وتزداد ولكن في عائلة اخرى عند الساعة التاسعة يقولون للطفل يجب ان تذهب وتنام، اعتقد ان هذا النظام يجب ان يبدأ منذ ان يولد الطفل لان عادة حين لا نحترم اوقاتنا، متى نخرج من البيت او متى نستقبل الزوار او يكون الطفل نائماً ونأتي الى الغرفة ونتكلم او نفتح الدواليب عندئذ يأتي وقت ولا يحترم الطفل وقت النوم واخيراً قد تكون مقاومة مرتبطة بتغير حادث في حياته مثل مرض ام حادث لشخص في العائلة التغيير في نمط حياة الاهل كل هذه الامور تولد حالة قلق متزايدة عند الطفل وتجعل انفصاله عن اهله وقت النوم اصعب عليه مما يجعله يقاوم.
*******
لا تنسي ابداً ان
• النظام العام للاسرة يؤثر على نظام نوم الطفل. • اذا لم تحترمي وقت نوم اطفالك سيصبح من الصعب جداً ان تنيميه في وقت معين.
*******
المحاورة: اذن هذه النقاط نستطيع ان نضعها في خانة اضطرابات النوم، دكتورة ما هي اهم هذه الاضطرابات؟ الدكتورة اميمة عليق: اول اضطراب واهمه ان صح التعبير هوالكوابيس و الاحلام المزعجة، وهي شائعة بين الاطفال من كلا الجنسين عند الاربع والخمس سنوات، قبل الصباح وقبل الاستيقاظ ، عندها يستيقظ الطفل باكياً مرعوباً صارخاً على الاهل في هذه الحالة ان يستجيبوا فوراً الى الطفل واحتضانه كي يشعرونه بالراحة والامان اما سبب هذه الكوابيس عادة ما تحصل بشكل طبيعي لكل الاولاد ولاتعني دائماً ان هناك مشكلة عاطفية او نفسية عند الطفل اما اذا تكررت هذه الاحلام المزعجة بشكل ثاني ام اكثر، اكثر من ثلاث مرات في الاسبوع ولفترة تتجاوز شهر على الاهل ان يبحثوا عن السبب، عليهم ان يعرفوا ان هناك ضغط شديد على الطفل في حياته اليومية، ايضاً قد يكون احد اسباب هذه الكوابيس الارهاق الجسدي من خلال النهار قد يؤدي الى مثل هذه الكوابيس، على الاهل ان يبحثوا عن السبب، اما الاضطراب الثاني في النوم هو التبول اللاارادي، يجب على الاهل ان يدركوا انه اذا نظف الولد كلياً بعد السنتين او ثلاث سنوات لابد ان يحدث ويعود ويتبول في الليل بين الحين والاخر، الدراسات تدل الى ان ربع الاطفال في عمر الاربع سنوات لديهم هذه المشكلة لكن هذه المشكلة تخف تدريجياً وعند السابعة تنتهي، اطباء الاطفال عادة لا ينظروا الى هذه المشكلة على انها مشكلة حتى لو استمرت بعد الست سنوات حتى يعتقدون انها مشكلة فقط لان تسبب انزعاجاً اجتماعياً عند الطفل واهله وكل الاطفال الذين عانوا من التبول اللاارادي شفوا دون اي تدخل طبي ولكن دون وجود حالة نفسية عند الطفل، هذه اهم الاضطرابات التي يعاني منها الاطفال. المحاورة: سؤال اخير دكتورة، مالذي يجب على الاهل فعله عندما يرفض الطفل النوم؟ الدكتورة اميمة عليق: هناك بعض النقاط السريعة والبسيطة التي يستطيع الاهل ان يقوموا بها، اولاً اخذ الولد الى النوم في نفس الوقت كل ليلة، يعني في الساعة التاسعة يجب ان يكون وقت نومه ويبدأ الاستعداد للنوم قبل التاسعة، يجب ان يقوم بكل الاعمال التي يجب عليه ان يقوم بها. المحاورة: اعتذر دكتورة على المقاطعة، اكيد هذا الشيء الذي ذكرتيه مؤثر جداً يعني انا شخصياً كتجربة اعرف اطفال كثيرين مقيدين بالنوم في الساعة التاسعة وعند الطفل ملكة حتى لو ذهبوا الى ضيافة او مكان اخر انهم في الساعة التاسعة يحسون بالنعاس ويجب ان يذهبوا الى الفراش ويخلدوا الى النوم فهذه نقطة مهمة جداً بأن نؤكد على الوقت. الدكتورة اميمة عليق: نعم كما ذكرتي حتى لو كان الطفل خارج البيت لذلك نحن نطلب من الاهل حين يذهبون خارج البيت ويريدون ان يصطحبوا ابناءهم معهم ويعرفوا ان هذا استثناء والاطفال لا يستطيعون ان يسهروا بعد التاسعة ولكن لا اذا ارادوا ان يحافظوا على هذا النظام الافضل ان يبقى الاطفال في البيت مع احد لكي لا ينكسر هذا النظام لكن اذا اردنا ان نكسر هذا النظام لحالات استثنائية هذا امر اخر، هناك شيء آخر اتباع نفس النظام كل ليلة مثلاً الاستحمام، تنظيف الاسنان، ارتداء ملابس النوم، قراءة قصة، نحتضن الطفل ، نقبله، نطفئ الضوء ونخرج، الطفل حتى جسمه فسيولوجياً يصبح جاهزاً للنوم طبعاً اذا سار الاهل على هذا النظام كل يوم، طبعاً هناك امر بسيط جداً لكن مهم ان يرتدي الطفل ملابس خاصة للنوم ولانسمح له ان ينام بثياب النهار الافضل ان يشعر انه لما يرتدي هذه البجاما الان حان وقت النوم، قراءة قصة له كل ليلة هذا امر يساعده كثيراً، نبقى قرب الطفل قبل النوم يكون من السهل له الانفصال عن الاهل قبل النوم وطبعاً هذه القصة اذا تكون جميلة تساعده على ان لا يرى كوابيس او الاحلام المزعجة وايضاً هناك امر افضل ان اقوله هو ترديد نفس الكلمة في توديع الطفل عند النوم مع التأكيد على مدى حبنا له لان الانفصال عن الاهل امر صعب جداً ونقبله ونخرج من الغرفة.
*******
خط احمر
• لا تحولي وقت النوم الى وقت متوتر بسبب رفض اطفالك للنوم. • لا تسخري من قلق ابنك قبل النوم بل حاولي تفهم الامر لترفعي هذا القلق.
*******
عملياً
• اتركي ضوءاً خافتاً في غرفة طفلك فذلك سيساعده على النوم اكثر من الظلمة. • لا مشكلة من ان تضعي موسيقى هادئة تريح اعصابه وتساعده على النوم.
*******
كان يا ما كان
قصة مازن
احبتي الصغارمازن طفل صغير، ذكي ومتوقد يريد ان يعرف ويطلع على كل ما يدور حوله، لديه الكثير من الاصدقاء والالعاب، وهو يحب امه كثيراً ويحاول ان يطيعها، وما يغضب امه كثيراً هو انه لا ينام باكراً فكلما حان وقت النوم تبدأ طلباته مرة يريد ماءاً ومرة يريد ان يبقى المصباح مضاءاً ومرة اخرى يريد ان يشاهد برنامجاً تلفزيونياً ومرة اخرى يتحجج بأنه يريد ان تنام امه الى جانبه ومرة يريد ان ينهي رسمه الذي كان قد بدأ برسمه اثناء النهار ومرة يريد بدل القصة قصتين والخ. نعم يا اعزائي هكذا كان الوقت يتأخر الى ان جاء ذلك اليوم الذي قدرت المربية في الحضانة ان تأخذ مازناً ورفاقه الى حديقة الحيوانات. منذ ان عاد مازن الى البيت وهو يتحدث عن رحلة الغد وعن الحيوانات التي سيشاهدها، الاسد والنمر والغزال والعصافير الملونة وعن طريق حديقة الحيوانات ولكن عندما حان موعد النوم وككل يوم بدأت طلبات مازن ولن تنتهي. اجل يا اصدقاء تأخر الوقت وتعب مازن كثيراً حتى اذا جاء الصباح لم يستطع ان يستيقظ باكراً مع كل محاولات امه فوصل الى الحضانة متأخراً وكان رفاقه قد انطلقوا في رحلتهم.
*******
كلامكم نور
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): «الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة». وقال الامام الصادق (عليه السلام): «ان الله ليرحم العبد لشدة حبه لله».
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة