البث المباشر

اما اليتيم فلا تقهر. كيف نساعد الاطفال الذين فقدوا احد افراد اسرتهم؟

الثلاثاء 29 مايو 2007 - 00:00 بتوقيت طهران

من الطبيعي ان يواجه الاطفال موت احد افراد عائلتهم او اصدقائهم فنجد انفسنا نحن الاهل امام اسئلة تبدأ ولا تنتهي مع ما يصحبها من القلق وفقدان الامان لدى الطفل.والاطفال في هذه الحالات هم المتضررون الصامتون في اكثر الاحيان فهم نادرا ما يعبرون كالكبار عن ما يجول في داخلهم.كيف تساعد طفلك على ان يمر بهذه التجربة مع الحد الاقل من الآثار السلبية المحتملة وكيف نتحدث مع اطفالنا عن الموت قبل حدوثه؟ وهل يدرك اطفالنا ما نشرحه لهم حول الموت؟
*******
لا تنسى ابداً ان
• ان الاطفال ينظرون الى الموت النظرة نفسها التي يشاهدونها من اهلهم. • ان الاطفال مهما كان عمرهم قادرون على ادراك ما نقوله لهم حول الموت. • الحديث بوضوح وبساطة عن الموت دون اظهار الجزع والجهل بهذا الموضوع.
*******
الاسئلة
المحاورة: ننتقل الى الدكتورة اميمة عليق الاخصائية النفسية التي تشاركنا في هذا الموضوع تحية طيبة لكي، دكتورة كيف يدرك الاطفال دون السابعة الموت؟ الدكتورة اميمة عليق: الاطفال بين الثالثة والخامسة يعتبرون ان الموت هو حادثة عابرة وينتظرون ان يعود الانسان المتوفى مرة ثانية الى الحياة، هذا الامر طبعاً يأخذونه من مشاهدة افلام الكارتون التي لا يوجد فيها موت طبعاً هذه الافلام تؤثر على هذه النظرة التي يمتلكونها ولان الاطفال هم في المرحلة الشهودية العينية في هذا العمر او بداية المرحلة العينية يكون الطفل تحت السابعة الافضل ان لا تستعمل كلمات انتزاعية مجردة للحديث عن الموت مثل نقول ترك الدنيا الفانيا او ذهب الى الحياة الاخرى، لانه ليس لديهم مفهوم عن الذهاب وعدم العودة وقد ينسجون بين الذهاب المؤقت لاهلهم والموت هذا امر يجب ان نلتفت اليه بين عمر الثالثة والخامسة، الاطفال بين السادسة الى التاسعة ونحن طبعاً يهمنا الى السابعة نعرف معظم الاطفال في هذا العمر ان كل الموجودات ستموت لكنهم يميلون الى نسب بالموت الى الاخرين يعني مثلاً يقولون سوف نموت جميعاً لكنهم لا يضعون في ذهنهم انه نحن سنموت او اهلنا الاخرين قد يفقدون اهلهم او قد يموتون هم يعرفون ان الذي يموت لا يستطيع ان يرى ان يأكل او ان يسمع وهم ايضاً يدركون مشاعر الاخرين فيستطيعون ان يواسوا الاخرين في مشاعرهم في هذا العمر وهم في هذه السنوات ايضاً يبدأون بالتعلم من الاخرين كيفية ابراز مشاعرهم لدى مواجهة الموت، طبعاً من هنا نعرف ان الصبيان الذكور يميلو الى عدم البكاء بصوت عالي او عدم الصراخ والفتيات بالعكس لانهم يرون النساء كيف يتصرفن في هذه المواقف والرجال ايضاً كيف يتصرفون. المحاورة: هل كل الاطفال يعبرون بالطريقة نفسها لدى فقدان احد افراد العائلة؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً لا فالاهل والمحيطون بالطفل يؤثرون على طريقة ردة فعلهم، ولكن هناك ردات فعل عامة عند كل الاطفال مثلاً واحدة منها العدوانية والغضب عندما يكون الفرد المتوفى هو اساس في تأمين الامن والدعم للطفل اذا كانت الام او الاب طبعاً يصبح لديهم عدوانية وغضب، هناك قلق من ان يفقد الاشخاص المتبقين له ويبقى لوحده انه هناك احساس بالذنب فالطفل يفكر انه لو كانت علاقته بالشخص المتوفى افضل لما فقده طبعاً خاصة اذا كان هناك بعض مشاعر الغضب بينه وبين امه او ابيه مثلاً قبل الموت الاكتئاب والحزن عدم الاهتمام والسكوت عند الصغار جداً وهم يتصرفون وكأنه لم يحصل شيء هذا التصرف بحد ذاته هو عبارة او وسيلة دفاعية اذا سلح بها الطفل تجاه حزنه وقلقه وهناك امر ايضاً نستطيع ان نقول اضطرابات في النوم وخاصة اذا ما تم توصيف الموت على انه نوم دائم عندها الطفل يخاف جداً من النوم او انه اذا متنا يخاف ان لا يستيقظ عندها تبدأ مشكلات النوم الاضطرابات في النوم طبعاً اذا كان الطفل في السابعة او في المدرسة هناك مشكلات دراسية تبدأ في الظهور هناك ايضاً امر نستطيع ان نضيفه هو التخيل والتشاؤم من المستقبل يعني يتكلمون عن الفرد المتوفي او يتكلمون معه يعني خيالهم يصبح اكثر بكثير حتى يتكلمون معه وكأنه موجود امامهم. المحاورة: طيب دكتورة في اسئلة كثيرة يطرحها الاطفال على الامهات والاباء او على ذويهم كيف نجيب الاطفال عن اسئلتهم حول الموت دون ان نفقدهم الاحساس بالامن؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً اهم شيء هو الصدق والشفافية، نجيبهم بان لا نقول لهم ان هذا الفصل لم يمت انشاء الله سوف يعود يجب ان لا نكذب ابداً ان نعطيهم اجوبة غير منطقية، هناك امر آخر ادراك مشاعر الطفل والتعبير للطفل عن هذا الادراك لنقول له نحن نعرف انك فقدت امك اوابيك او اي شخص او جدك مثلاً ولديك علاقة جيدة به نحن ندرك انك حزين ونحن لو كنا مكانك لحزنا مثلك، نعطي الطفل المجال للتعبير عن اي مشاعر يحسها ولانمنع الطفل من ان يطرح سؤالات حول الموت او حول من مات ويجب ان نجيبه باجابات بسيطة جداً مثلاً اذا سأل هل سأموت انا نقول له لديك وقت طويل طويل جداً حتى نموت علينا ان نقوم باعمال كثيرة حتى يأتي ذلك الوقت وهناك ايضاً من الامور المهمة التي يجب ان نحافظ عليها في اجاباتنا هي عدم فقد الطفل الامان نجيبه باجابات لا تفقده الامن، طبعاً اذا سأل هل اهلي سيموتون امي وابي نستطيع ان نقول له كما اجبنا يعني قبلاً هناك وقت طويل جداً سوف يبقونه معك وتستطيع ان تقوم بكثير من الاعمال معهم ولا تفكر الان في هذا الامر، ولكن طبعاً قد يحصل هذا الامر في يوم من الايام نستطيع ان نقول له هذا الامر، وطبعاً هناك بعض الاعمال التي نستطيع ان نقوم بها هي ان نحكي الذكريات ونحييها نتكلم عن الذي مات نشاهد صور فوتوغرافية بهذا الشخص طبعاً نستطيع ان نجمع هذا الالبوم بعد موته نجمع كل الصور عند الاصدقاء وعند الاقارب لهذا الشخص المتوفى ونضعها دائماً بين ايدي الطفل، وايضاً نستطيع ان نقوم بالاعمال التي يحبها هذا الشخص طبعاً هناك عمل مهم جداً هو حينما نتكلم عن هذا الشخص نتكلم بابتسامة واذا ما كان هناك ذكريات طريفة لنضحك لهذه الذكريات هذا الامر يساعد كثيراً الطفل كي يتخطى هذه المرحلة. المحاورة: دكتورة قد لا يظهر الطفل اي ردود فعل واضحة لكن هناك ردات فعل غير مباشرة تكون بمثابة ناقوس الخطر لمشكلة حقيقية؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً هذا امر شائع جداً عند الاطفال والتي هي عادت تكون ردود فعلهم غير مباشرة طبعاً الاكتئاب الطويل لمدة مع ترافقه مع عدم نيل للقيام بالانشطة المختلفة، صعوبة في النوم مع الخوف من البقاء لوحده ترافق ايضاً مع قلة الشهية، العودة الى تصرفات الاطفال الصغار منهم مثل في عمر السابعة يعود ويضع يده في فمه او اصبعه في فمه او الحاجة للاحتضان بشكل مبالغ به، انكار وفاة الفرد المتوفي ان يتصرف وكأن هذا الامر لم يحدث، الحديث الزائد عن المتوفي ويعبء وان يحب ان يموت ليصبح مع الشخص الذي فقده، الانزواء بشكل مبالغ به حتى عن الاصدقاء الذي يحبهم، هذه النقاط انها تدل على ان هناك خطر فيجب مراجعة اخصائي لحل هذه المشكلة، طبعاً ايضاً هذه الامور اذا استمرت لمدة طويلة يعني اكثر من شهرين هذا الامر يعني يجب حتى شهرين او اكثر عندها يجب مراجعة اخصائي. المحاورة: ما هي الخطوات العملية التي يجب اتباعها في دعم الاطفال الذين يواجهون الموت؟ الدكتورة اميمة عليق: هناك مرحلتان المرحلة الاولية يجب على الطفل ان يعرف هذا الموت الشخص القريب له الامر سيساعد كثيراً على خلاف ما يعتقده البعض يساعد على درك الموت ومواجهته تحت هذه المرحلة ايضاً نستمع لسؤالات الطفل ونجيبه عليها، ايضاً في هذه المرحلة يجب ان يشارك الطفل في مراسم العزاء ولنحاول ان تكون ردات فعلنا والتعبير عن حزننا معقولة كي نكون قدوة لهذا الطفل يعني يرى امه انهارت او امه طبرت على وجهها او انه صارت مكتئبة فهذه ستكون قدوة لديه ليقوم بهذه الاعمال، المرحلة الثانية الان تأتي بعد ان يدرك الطفل الموت ويعرف السبب ونجيب على اسئلته ونجعله يشارك في العزاء نتركه يعبر بالطريقة التي يريدها لان التعبير باي طريقة افضل من عدم التعبير او التعبير غير المباشر الذي ذكرناه، فاذا ما استمرت كثيراً طبعاً ستكون لديها اعراض جانبية خطيرة هذا التعبير غير المباشر كما ذكرنا في السؤال الذي سبق. المحاورة: الدكتورة اميمة عليق الاخصائية النفسية نشكرك جزيل الشكر على حضورك معنا.
*******
خط احمر
• لا تنتظري لحظة موت احد الاقارب للحديث عن الموت. • لا تمنعي الطفل عن الحديث عن الشخص المتوفى. • لا تبعدي الطفل عن المشاركة في مراسم العزاء.
*******
عملياً
لننظر مع اطفالنا الى الطبيعة من حولنا (الاشجار والحيوانات) فعبرها نستطيع ان نشرح لابننا عن الموت والحياة والافضل ان يحتفظ اطفالنا بأحد الحيوانات وبنبتة فيواجه فقدانها ويلامس مفهوم الموت.
*******
كان يا ما كان
حكاية سارة
كان هناك في قرية صغيرة طفلة جميلة وهادئة وحنونة اسمها سارة. عمر سارة 6 سنوات. منذ عدة سنوات مرضت ام سارة كثيراً وبعد عدة ايام توفيت ولكن سارة ما زالت تنتظر امها لانها تظن انها ستعود يوماً ما و تراها مرة اخرى. اشتاقت سارة لتسمع صوت امها ولترى ضحكتها وتقول لها انها تحبها. فامها هي التي كانت تهتم بها و تاخذها الى السرير، وهي التي كانت تصطحبها الى مدينة الملاهي والى بيت جدتها والى الحضانة وكانت تحضر لها طعاماً لذيذاً.... سارة تحب كثيراً ان ترى امها مرة ثانية وكانت تنظر دائماً الى السماء لان خالتها قالت لها ان امها قد ذهبت الى السماء، ولكنها لم تكن ترى سوى الغيوم والطيور، فكانت تتمنى ان تكون عصفوراً صغيراً لتطير وتبحث عن امها. في يوم من الايام كانت سارة حزينة وكانت تبكي فغفت فاحست ان يدا تمسح على رأسها نظرت اليها فرأت امها في السماء وحولها الملائكة ركضت سارة فاحتضنتها امها وغنت لها اغنية قبل النوم فارتاحت سارة قليلاً. قالت لها امها انها ليست لوحدها في السماء بل ان الله يهتم بها وانها تنظر اليها دائما وتفرح كثيراً حين تراها سعيدة. سألتها سارة: "لماذا لا تعودين الى البيت". فأجابتها امها: "انها لا تستطيع وانها سعيدة في الجنة". استيقظت سارة وهي تشعر بالفرح لانها رأت امها وقد عرفت ان امها عند الله في الجنة وانها سعيدة هناك وانها بالقرب منها دائماً. طلبت سارة من الله ان يهتم دائماً بامها وبها وبابيها. منذ ذلك الوقت صارت سارة تنظر الى السماء كي تبحث بين الملائكة عن امها ولكن هذه المرة دون حزن بل بفرح و سعادة.
*******
كلامكم نور:
قال الرسول الاعظم(ص): "اكرموا اولادكم واحسنوا آدابهم يغفر لكم". "رحم الله عبداً أعان ولده على بره بالاحسان اليه والتآلف له وتعليمه وتأديبه".
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة