البث المباشر

التطبيع مع الكيان الصهيوني: اختطاف الخليج (الفارسي)

السبت 27 أكتوبر 2018 - 17:16 بتوقيت طهران
التطبيع مع الكيان الصهيوني: اختطاف الخليج (الفارسي)

المهرولون وراء التطبيع مع كيانٍ خبيث، مثل (إسرائيل)، هم بالضّرورة يتشابهون مع هذا الكيان في كلّ أوصافه. ولكن، لماذا الآن؟

دول الخليج (الفارسي)، كما يعرف الجميع، هي مختطفة بالكامل لإرادة الاستكبار. القواعد العسكريّة الأجنبيّة في هذه الدّول؛ هي التي تحدّد مصير العروش، وتقرّر مصير الحكّام، وتفرض عليهم السياسات الداخلية والخارجية.

أما شعوب هذه المنطقة، فإنهم خارج المعادلة، وقد نجحت سياسات الحرب الناعمة، والضخ الإعلامي الكاذب.. في تجويف وعي الشعوب، وتسميم أفكارها، وتغيير ثوابتها وقلبها رأساً على عقب، وبما يتوافق مع الخطة التي ينفذها الحكّام. ومفاد هذه الخطة هو فتح الأبواب للكيان الصهيوني، ليدخل إلى دول المنطقة في العلن، واعتباره (صديقا مقرّبا)، في مقابل إغلاق الأبواب في وجه إيران، واعتبارها شرّا وعدوّا، بل (رأس الشّر وراعي الإرهاب في العالم)، كما تقول أبواق الاستكبار في دول الخليج (الفارسي).

دخول الكيان الصهيوني إلى دول الخليج (الفارسي)، واستقبال قادته المجرمين بالحفاوة والترحيب الحار ومن غير حرج أو شعور بالخزي؛ هو أمرٌ متوقع بالنسبة للذين يرصدون ما يحدث خلف الأستار وداخل الغرف المغلقة.

إلا أن المؤسف أن أغلب النخب والشعوب في هذه المنطقة؛ لا تزال تعاني من فقدان المبادرة والتصدي المبكّر لمنع وقوع المحذورات. وهذا الأمر يشير، بشكل ما، إلى نجاح الأعداء في تخدير النخب خاصة، وتحويلها إلى موقع خدمة الأنظمة والعمل وفق مشاريعها وأهدافها، المرتبطة أساساً بمخططات الاستكبار العالمي.

بدء المرحلة العلنية في تطبيع دول الخليج (الفارسي) مع كيان القتلة؛ هو إشعار بأن المنطقة باتت خاضعة ـ بالكامل ـ لكلّ إملاءات الاستكبار الشرير، ومن غير المفيد بعد اليوم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار ضد هذه الحالة أو تلك الدولة، بل المطلوب من القوى الحية والجماعات المناهضة للتطبيع أن تعلن رفضها الصريح للمحور الاستكباري، وأن تعلن بحزم إدانتها لأنظمتها الخاضعة لهذا المحور، ولا يكتمل مفعول هذا الموقف إلا بإعلان الانتماء إلى المحور المعادي للاستكبار، وأن يتم الجهر بالتأييد الكامل لمحور المقاومة.

وسيكون من اللازم، على الجميع، الاستعداد لتقديم التضحيات الجسيمة لتثبيت هذا الموقف، والثبات عليه، والنضال من أجله، لأن ذلك سيكون الأسلوب الكفيل بإسقاط مخطط التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإفشال الاختراق الإسرائيلي العلني داخل دول الخليج (الفارسي) والمنطقة، وهو مخطط في حال تمّ بتمامه فسيكون بداية اختطاف شعوب المنطقة وحرفها إلى الهاوية.

 

رضي العلواني

 

المصدر : موقع تيار الوفاء الإسلامي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة