البث المباشر

يوم الحسين.. علي الأكبر عليه السلام

الأحد 15 سبتمبر 2019 - 15:54 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- يوم الحسين: الحلقة 4

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة والأخوات سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات وحياكم الله، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم الى حلقة أخرى من برنامج يوم الحسين.

أعزاءنا الكرام إظهار جمالية الاسلام المحمدي النقي هي من أبرز القيم التي خلدها يوم الحسين وقيام سيد الشهداء عليه السلام ومن أزكى تجليات هذا الجمال هو ما جلاه فتى الحسين علي الأكبرعليهما السلام في ملحمته الحمراء يوم عاشوراء. 

كتب أستاذنا الحاج ابراهيم رفاعة يقول تحت عنوان: البدر المحمدي المقطع بالسيوف
أعزاءنا لهذه القصيدة مزايا تنفرد فيها عن قصائد كثيرة في موضوعها العاشورائي العام.

أولى مزاياها أنها من أولها الى آخرها خالصة لشبيه جده رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن الحسين الأكبر أول شهداء الله من آل محمد في ملحمة كربلاء. وثانيها أنها سلكت وادياً أخر في المعنى غير الشائع المألوف من تصوير الأكبر سلام الله عليه فارساً بهياً يجول في ميدان القتال المحتدم في عاشوراء. ومن توصيف بطولاته ثم إستشهاده الفجيع مع إشارات في السياق الى ملامح من خصاله في الشهامة والجود والحياء. 

إن قصيدة البدرالمحمدي المقطع بالسيوف للشاعرعبد الحسين الحائري هذه معنية في المقام الأول بعلي الأكبر بوصفه آية إلهية فذة تجلت بجمالها وجلالها في اليوم العاشر بكربلاء ومركزاً لدائرة الحسن في الصورة المتجسدة وفي النظارة والجمال في الخلق وفي الفعال من خلال مشهد يضوع بالعطر ويشرق بالنور.

أعزاءنا حتى الإشارات اللماحة الى فتوته القتالية ورجولته في حرب المواجهة وإستشهاده الدامي، كل ذلك نراه في القصيدة عبرالنوروالعطرومحاسن الجمال. السياق كله يرف بالحب السماوي الأطهر ويومئ بهذا الإرث الإلهي المعنوي الذي ورثه أكبر الحسين روحي فداه من الخمسة أصحاب الكساء الطاهرين، فكان به حقاً علي الأكبر فتى الحسين. 

وثالثة المزايا أن هذه القصيدة التي تمت في ثلاثة وعشرين بيتاً من الشعر الطيع اللفظ، الجميل الإيقاع تنهض أمامك وحدة واحدة متماسكة ترسم بقدر ما يسعه طوق الألفاظ صورة شاملة لشخصية الأكبر في شمائله الظاهرة وفي باطن هذه الشمائل النابعة من عظمة المعنى وفريد الكمال. 

إن القصيدة توصيف لتفاصيل فإذا تم التوصيف إكتملت الصورة قائمة أمامك شامخة بتواضع بعيدة في قرب مشرقة صافية تروق البصر وترضي العقل ويحلق في أفقها القلب وتنتعش لسموها ودنوها الروح. إنها عائمة على موجات من النور واللون والعطر وملكوتي السماء، يسبغ عليها الحسن والجمال فيضاً من الحب والبهجة والعشق المرفرف الشفيف. هذه المزية الخلابة هي ما نحاول الآن تذوق مافيها من روعة الواقع وروعة الفن بما نقدر عليه من التذوق. 

مستمعينا الأفاضل حياكم الله أول عبارة في قصيدة البدرالمحمدي المقطع بالسيوف تفتح الى رؤية الفتى الحسيني المتدفق شباباً نافذة متألقة بالحب والنور والجمال.

ألق المحاسن في علي الاكبر

جمع النضارة في عيون الانور


إننا منذ الومضة الاولى أمام مواطن الحسن الزاخرمتجمعة في شاب فتي وأمام نضارة أحدية متركزة في عينيه سلام الله عليه وعين المرء مرآة نرى فيها المرء نفسه. مانرى في هاتين العينية إلا الحسن والصفاء والحنان والعزة والوفاء على نحو يحملك الى عالم بهي من الطيبة والنقاء والشهامة والكرم والسعادة والإسعاد. 

إن هذا كله بعض ما يترائى لنا في الصورة من مضمون فتى الحسين ثم ما يلبث الشاعر أن يدلك على المنبع الذي تدفق منه هذا الجمال الأكبري الفرد، فإذا هو منبع أزهر خماسي المصدر، هو على رأس الذروة الأرفع وفي أشم ما خلق الله من قمم الطهر والصفاء. 

يقول الشاعر: 

ألق المحاسن في علي الاكبر

جمع النضارة في عيون الانور

في وجنتي شبل الحسين تشعشعت

أنوار اصحاب الكساء الاطهر

طهر النبوة في حياة فتوة

إرث الفتى من فاطم من حيدر

هو في الصباحة فاطمي بدره

هو في الشجاعة سيف طه الحيدري

هو في السماحة نور حلم المجتبى

في الجود فيض نبعه من شبر

يهب العطيا طيبات باسما

شبل الحسين غدير حوض الكوثر

هو من حسين والحسين إباءه

حق الإبا قهر البلا لم يقهر

في شبله ظهر الإباء بحقه

قهر العدا عز الغيور القسور


يوم الحسين هو عنوان المادة التي تستمعون اليها أيها الكرام من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. عظم الله لنا ولكم الأجر بمناسبة ذكرى إستشهاد مولانا ومقتدانا الإمام الحسين سلام الله عليه. 

أحبتنا الكرام الحديث هنا عن منابع الخير في العالم وعن أصوله الفياضة بمشيئة الله على خلق الله محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم أجمعين. ولقد ورث علي بن الحسين الأكبر آباءه الأطهرين الأنقياء وراثة النور للنور وهذا هو الذي يشع في وجنتيه. ورث الطهر الأطهر والحياء الأوفر والفتوة والفتية والشجاعة العلوية وطلاقة وجه عمه الحسن وحلمه وإباء أبيه الحسين وجوده وسخاء يديه، كلها متحاضنة في وجه قمري وحد متألقة متلائمة الأجزاء إلتئاماً يريك معنى الحيوية النابضة ودفق الحياة.

نعم ألا تلاحظ كيف تتداخل في تعابيرالوصف الرائع هذه الخصائص والخصال؟ بحيث تراها كلها تترجرج آخذاً بعضها بأحضان بعض. نلاحظ مثلاً تعبيرطهرالنبوة في حياء فتوة. وفي تعبير هو في السماحة نور حلم المجتبى. لايمكن عزل صفة عن صفة ولارؤية خصلة كريمة مستقلة منفردة من اخواتها من الخصال. 

أيها الإخوة والأخوات ويستمر الشاعر في إستجلاء صورة فتى الحسين علي الأكبر التي تجلت في يوم الحسين عليه السلام ليأخذ بالقلوب الى نموذج رائق راق من التوحيد الخالص اذ ينقلها الى المشاهدة بالعين القلبية للجمال الإلهي الذي هو منشأ كل جمال فيقول: 

يحيي الأعزة ذكره وبحبه

ساروا الى فجر الخلود الأزهر

يكفيهم فخراً على أزكى الهوى

حب الحبيب شبيه طه الأكبر

فيه تجلى أحمد بجماله

وجمال احمد اكبر في أنور

وبه تهيم قلوب عشاق الصفا

فترى جمال محمد لم يستر

وترى جمال الله في ثغر الفتى

حسناً تفرد مثله لم يبصر

إن يتلو آيات الكتاب يرنها

وجه الإله بحسنه مستأثر


مستمعينا الأفاضل إذن نحن هنا أمام مصداق جلي لمعرفة الله بآياته الكبرى عزوجل أظهره القيام الحسيني المقدس من خلال أحد أعلامه الخالدين، هو علي الأكبر أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسول الله كما وصفه أبوه الحسين عليه السلام. 

وهذا ما نتابع إستجلاء معالمه في الحلقة المقبلة من خلال ما كتبه الأستاذ ابراهيم رفاعة عن قصيدة البدر المحمدي المقطع بالسيوف. نشكركم على حسن الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج يوم الحسين إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران. شكراً لكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة