البث المباشر

تفسير موجز للآيات 45 الى 50 من سورة يس

الإثنين 13 إبريل 2020 - 23:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 808

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على رسول الله وأهل بيته الأطهار .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم إلى برنامج نهج الحياة حيث نواصل الحديث حول الايات 45 حتى 50 من سورة يس المباركة و نبدء البرنامج بالإصغاء إلى تلاوة الايتين 45و 46 من سورة يس المباركة: 

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٤٥﴾

 وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٤٦﴾

بعد أن كان الحديث في الحلقة الماضية عن الآيات الإلهيّة في عالم الوجود، تنتقل هذه الآيات لتتحدّث عن ردّ فعل الكفّار المعاندين في مواجهة هذه الآيات الإلهيّة، وكذلك توضّح دعوة النّبي (ص) لهم وإنذارهم بالعذاب الإلهي الأليم.

فعندما يأمرهم الانبياء بالتقوى و الحذر من عقوبات الدنيا و عقوبات الآخرة ، يعرضون عن نصيحتهم وتحذيرهم بل يواصلون طريق الغي والضلال . ولو أنهم أمنوا واتقوا وتابوا إلى ربهم لشملتهم الرحمة الالهية ولغفرالله لهم وتاب عليهم .

نتعلم من الايتين:

  •  بالرغم من كثرة الايات في الكون إلا أن الرضوخ لحقيقتها يكون ضعيفا من قبل الناس .
  • إن أبواب الرحمة الالهية مفتوحة دوما إلا أن الانسان هو الذي يغلقها على نفسه بسوء تصرفاته .

 

والان ننصت إلى تلاوة الاية 47 من سورة يس:

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٧﴾

تتحدث هذه الاية عن جانب من جهل الكفارو فهمهم الخاطئ لقضية الإنفاق ، حيث تشير إلى قولهم : إنه إذا كان الله هو الرزاق إذاً لماذا تريدون منّا أن نعطي الفقراء من أموالنا؟ وإذا كان الله يريد أن يرى هؤلاء محرومين فلماذا تريدون منّا إغناء من أراد الله حرمانه؟ هذا في حين أنهم غافلون عن أنّ نظام التكوين قد يوجب شيئاً، ويوجب نظام التشريع شيئاً غيره.

نستلهم من الاية بعضا من الدروس هي:

  • لو أدركنا أنما نملكه من الرزق هو من عند الله تعالى لكان الإنفاق في سبيله أيسر و أسهل .
  • إن الإنفاق هو أحد علائم الإيمان و من لا ينفق في سبيل الله سيسقط في بؤرة الكفر بالله تعالى .
  • إن النظرة الخاطئة للإنفاق تجعل الفرد لأن يرى العمل الحسن قبيحا و منحرفا .

 

ايها الكارم نستمع إلى تلاوة الايات 48 إلى 50 من سورة يس:

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ 

مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾

 فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴿٥٠﴾

تتمة للحديث الذي جرى في الاية السابقة عن جرأة الكفار و عصيانهم على أوامر الله تعالى تشير هذه الايات إلى استهزائهم لحقيقة المعاد فيقولون " متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ". فإذا لم تستطيعوا أنتم تحديد موعد قيام الساعة، فمعنى هذا أنّكم لستم صادقين في حديثكم. تأتي الاية التالية لترد على هذا التساؤل المقرون بالسخرية بجواب قاطع حازم، وتخبرهم بأنّ قيام الساعة ليس بالأمر المعقّد أو المشكل بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى: (ما ينظرون إلاّ صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصّمون).فكلّ ما يقع هو صيحة سماوية كافية لأن تقبض فيها أرواح جميع المتبقّين من الناس على سطح الأرض بلحظة واحدة وهم على حالهم. بحيث لا يتمكن الفرد من إيصال نفسه إلى أهله ليعهد لهم ويوصي بإنجاز اُموره . وهل تترك الصيحة السماوية فرصة لأحد ؟

نستلهم من هذه الايات:

  • يفقتر الذين لا يؤمنون بالمعاد لأي دليل على إنكارهم له . وعليه فهم يحاولون بائسين التشكيك في المعاد .
  • القيامة وعد إلهي غير مكذوب وأن عدم تحديد زمان وقوعه لا يدل على عدم إمكانية وقوعه .
  • ستنتهي الحياة الدنيوية وسيبدء يوم الاخرة و الناس منشغلون بمشاغل الحياة الدنيا و نزاعاتها .
  • مع نهاية الدنيا تنتهي جميع الصلات والعلاقات السببية والرحمية وكل واحد له شان يمنعه من الاهتمام بشؤون غيره حتى لوكان من أرحامه كأمه أو أبيه أو أي عزيز آخر على قلبه .

 

إلى هنا وتنتهي حلقة أخرى من حلقات برنامج نهج الحياة سائلين الله تعالى أن يحسن عواقب أمورنا بلطفته وكرمه . إلى اللقاء .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة