البث المباشر

تفسير موجز للآيات 132 حتى 136 من سورة آل عمران

الإثنين 27 يناير 2020 - 09:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 98

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي من لانبي بعده سيدنا محمد المصطفي وعلي آله الأطهار ، السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج حيث نتابع تفسيراً موجزاً لأيات اخري من القران الكريم

 

يقول تعالي في الايتين 132و 133 من سورة آل عمران المباركة:

واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون  وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين 

كما يعلم المستمعون الكرام ان الآيات السابقة كانت قد تحدثت عن معركة احد وعن موضوع اقتصادي مهم في الاسلام الا وهو النهي عن اكل الربا . وتأتي هاتان الآيتان لتوصي المسلمين بامرين مهمين احدهما اطاعة الله والرسول)ص( اذ في طاعة الله ورسوله )ص( رحمة للمسلمين ونصر ، والسبب في انكسار المسلمين في احد هو عدم طاعتهم للرسول القائد حينما امرهم بملازمة اماكنهم ، بيد ان بعضاً منهم كما حكي التاريخ خالفوا هذا الامر وانشغلوا بجمع الغنائم وحدث من بعد ذلك ما حدث من هزيمة مرة.

لقد جاء في بداية الآية فعل الامر أطيعوا  وفعل الامر كما حققه علماء الاصول يدل علي الوجوب الا ان تصرفه قرينة الي الاستحباب وليست هاهنا قرينة من هذا القبيل فيكون الحاصل ان طاعة الله تعالي ورسوله (ص) امر واجب.

أما التوصية الثانية فهي المسارعة الي فعل الخيرات وفيها رحمة الله وجنة عرضها السموات والارض . ونتعلم من هاتين الآيتين :

اولاً: ان من يشمله غفران الله ورحمته هو من يحن علي الضعفاء والمعوزين ويسدي الاحسان اليهم .

ثانياً: علي المؤمن ان يتنافس مع غيره ويتسابق لكن المنافسة هذه لابد ان تكون شريفة والتسابق هذا لابد ان يكون في سبيل الخير

نسأل الله تعالي ان يوفقنا لعمل الخير وخير العمل انه خير موفق ومعين

 

ويقول تعالي في ألآية 134 من سورة آل عمران المباركة:

 الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين

الايتان السابقتان لهذه الاية دعت المؤمنين الي المسارعة لنيل رحمة الله تعالي و أما هذه الاية فتبين طرق الحصول علي الغفران الألهي ان العفو وكظم الغيظ من اهم صفات المتقين لكن قبل هذا لابد من الاحسان بحق الأخرين والاحسان من صفات المؤمن سواء كان غنياً او فقيراً علي ان العفو الذي جاء في هذا النص القرآني الكريم هو امر شريف جسده ائمة العترة الطاهرة سلام الله عليهم في حياتهم الكريمة. اذ كانوا (ع) المثل الاعلي في نبل الاخلاق وطيب السريرة وعلو الفضيلة . وما نتعلمه من هذه الاية:

اولاً:ان الانفاق يحتاج الي السخاء لاجمع المال حيث نري كثيراً منالاغنياء يستبد بهم البخل وفي المقابل نري كثيراً من الفقراء هم من الاسخياء.

ثانياً:ان من يريد رضا الله تعالي لابد ان يكظم غيظه ويعفو ويصفح لأن الله هو العفو الغفور.

 

ويقول تعالي في الأية 135 من سورة آل عمران:

 والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون 

ثمة مسألة ينبغي التنويه اليها هنا وهي أن المؤمن ليس معصوما ً من الخطأ مهما بلغ ايمانه ومهما علت تقواه، فالكمال هو من صفات الله تبارك وتعالي والعصمة هي للمعصومين (ع) من الانبياء والائمة علي ما هو مقرر في اصول العقائد.

لكن المؤمن اذا ماأرتكب اثماً فأنه لايصر عليه ويتراجع عنه الي التوبة فيطلبها من الله لأن الله تعالي يحب التوابين

اذن ما يمكن ان نصل اليه هنا هو:

اولاً:العصمة ليست من لوازم التقوي بل التوبة هي السبيل للحفاظ علي التقوي.

ثانياً: واشد من الأثم الغفلة عنه فاذا ماغفل الانسان عن المعصية لم يسلك للتوبة سبيلاً ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم.

 

ويقول تعالي في الأية 136 من سورة آل عمران الشريفة:

 اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين 

تأتي هذه الأية لتؤكد مرة اخري ان المتقين هم الذين ينالون رحمة الله وغفرانه ، حيث من بعد ان يغفر الله تعالي لهم الذنوب يكونون علي استعداد لدخول جنات النعيم ونتعلم من هذه الآية ان العمل لا ألامل هو السبيل لنيل رضي الباري تبارك وتعالي نسأل الله جل شأنه ان يوفقنا للعلم والعمل وان يمن علينا برضاه وعفوه وكرمه .

آمين آمين لا أرضي بواحدة حتي يضاف اليها الف آميناويرحم الله عبداً قال آميناً

 

حضرات المستمعين الأفاضل، حتي لقاء قرآني جديد نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة