البث المباشر

تفسير الايات الخامسة و السادسة و السابعة من سورة البقرة المباركة

الإثنين 20 يناير 2020 - 09:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 6

 

بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا في كل مكان طابت أوقاتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في الحلقة السادسة من برنامج نهج الحياة، هذا البرنامج القرآني ومع ثلاث آيات أخرى من سورة البقرة، هي الآيات الخامسة والسادسة والسابعة.

 

بداية مستمعينا الكرام لنصغي معاً الى الآية الخامسة من سورة البقرة المباركة:

أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥﴾

نعم مستمعينا الأفاضل تبين هذه الآية الكريمة إن عاقبة المؤمنين المتقين هي النجاح والفلاح في ظل الهداية الربانية، والمراد بالفلاح، التحرر من الأهواء النفسانية والتحلي بالفضائل الأخلاقية؛ إن الفلاح حضرات المستمعين هو أعلى وأسمى مراحل الكمال الإنساني ويستفاد من آيات القرآن الكريم أن الكون قد خلق للإنسان وأن الإنسان قد خلق للعبادة والعبادة إنما هي من أجل الوصول الى التقوى، وتقول هذه الآية إن المتقين يصلون بتقواهم الى مدارج الفلاح؛ وتعلمنا هذه الآية مايلي: الف- إن طريق الوصول الى السعادة يتفرع من قبول الهداية الإلهية. ب- الفلاح لا يأتي من دون مثابرة، إنه يحتاج العلم والإيمان والعمل المستمر البناء.

 

وفي الآية السادسة من سورة البقرة يقول عز من قائل:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ 

بعد ذكر أن الفلاح هو عاقبة المتقين يأتي القرآن الكريم لذكر حال الكفار الذين اتخذوا العناد والتعصب سبيلا لهم، فهم لا يقبلون قول الحق ولا يؤمنون، والكفر في اللغة بمعنى الإستتار والتجهل وكفر النعم تجهلها وعدم الشكر عليها والكافر هو من يكتم الحق ويتجاهله. إن الله تعالى فعال لما يشاء ولو أراد سبحانه الإيمان الجبري لعباده لفعل ولحصل على ذلك، لكن الإيمان الجبري لا قيمة له، والباري جلت قدرته أراد لعباده الإيمان عن طوع واختيار، ومن هنا لا يينبغي لنا أن نتوقع أن يكون كل الناس متقين مؤمنين.

والدروس التي نستقيها من هذه الآية الكريمة هي:

  •  إن الكفر والتعصب يجعلان الإنسان كالجماد، فيكون في مقابل الإرشاد والنصح، كالحجر والخشب لا يعبأها.
  • إذا لم يقبل الناس دعوة الحق فإنه لا فائدة من هذه الدعوة، إن دعوة الأنبياء العظام هي كالغيث إذا ما انهمر على أرض معطاء أنبتت من كل زهر بهيج، أما إذا هطل على أرض سبخة فلا حاصل منها ولا نفع. وثالثا: حتى وإن علمنا أن الكفار لايؤمنون ولكن لابد من إنذارهم فهذا واجب شرعي علينا إتماما للحجة عليهم.

 

وننتقل الآن مستمعينا الأفاضل الى الآية السابعة من سورة البقرة حيث يقول تعالى:

خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾

للكفار مستمعينا الأفاضل عقل وبصر وسمع، ولكن أعمالهم السيئة وروح العناد والتعصب عندهم هي كالستار أمامهم سلبت منهم قدرة الإدراك والسمع والبصر، وهذا جزاء الله لهم في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب عظيم، وهنا يطرح هذا السؤال وهو: إذا كان الله قد ختم على قلوب الكفار وسمعهم وأبصارهم، إذاً هم لا تقصير لهم في كفرهم بعد ما أجبروا عليه! لقد أجاب القرآن الكريم بوضوح على هذا السؤال حيث يقول تعالى في الآية الخامسة والثلاثين من سورة المؤمن: كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار؛ وفي الآية الخامسة والخمسين بعد المئة من سورة النساء المباركة يقول تعالى: (بل طبع الله عليهم بكفرهم) وفي الحقيقة فإن هذه الآية الكريمة تبين سنة الخالق في الخلق، فالإنسان إذا ما ركبه الغرور والتكبر أمام الحق فإنه يفقد القدرة على التشخيص الصحيح ويرى الحقائق على غير ما هي عليه أو بلغة العوام مقلوبة، وبذلك خسرانه الدنيا والآخرة.

أما الدروس التي نستقيها من هذه الآية فهي:

  • إن من يدرك الحق ويستره تكون عاقبته أن يختم الله على عين بصيرته وهذا هو جزاءه من قبل الله تعالى.
  • إن ما يميز الانسان عن الحيوان هو العقل والإدراك والرؤية الصحيحة، وإذا ما كفر الانسان فإنه يفقد هذه الإمتيازات.

 

هكذا مستمعينا الكرام إنتهت هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، قدمناها لحضراتكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نتمنى لكم أطيب الأوقات والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة