البث المباشر

تجلي رحمة المصطفى (ص) يوم القيامة

الأربعاء 15 يناير 2020 - 13:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نبي الرحمة: الحلقة 26

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على كنوز رحمة الله محمد رسول الله وآله الهداة الى الله.
- السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله.
- تحية من الله مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
- في يوم القيامة تتجلى للعالمين رحمة غراء يختص بها سيد الرسل عن جميع الخلائق من الأنبياء وما دونهم.
- وهذا ما صرحت به عديد من الأحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين، نختار منها ما روي في تفسير علي بن إبراهيم القمي مسنداً عن الإمام أبي الباقر جعفر عليه السلام قال:
- لما نزلت آية "وجيء يومئذ بجهنم" سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عنها، فقال بذلك أخبرني الروح الأمين ان الله لا إله غيره إذا ابرز الخلائق وجمع الأولين والآخرين اتي بجهنم لها هدة وغضب وزفير وشهيق وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله أخرهم للحساب لأهلكت الجميع . ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلا ينادي نفسي نفسي وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي.
- قال جبرئيل الأمين عليه السلام: ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف ، عليها ثلاث قناطر فاما واحدة فعليها الأمانة والرحم ، والثانية فعليها الصلاة ، واما الثالثة فعليها عدل رب العالمين لا إله غيره فيكلفون بالممر عليها فيحبسهم الرحم والأمانة فان نجوا منهما حبستهم الصلاة فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين.
- وقد روي من طرق الفريقين تفصيل هذا الموقف النبوي الرحيم في روايات عدة منها ما رواه الحافظ إبن المغازلي في كتاب المناقب وجاء فيه:
- بينما فاطمة جالسة إذ أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى جلس إليها فقال : يا فاطمة مالي أراكِ باكية حَزينة ؟ قالت : يا أبي وكيف لا أبكي وتريد أن تفارقني؟ فقال لها : يا فاطمة لا تبكين ولا تحزنين فلا بدَّ من مفارقتك. فاشتدَّ بكاء فاطمة ثمَّ قالت عليها السلام: يا أبَه أين ألقاك ؟
- قال – صلى الله عليه وآله -: تلقيني على تَلَّ الحمد أشفعُ لأُمّتي.
- قالت : يا أبه فان لم ألقَكَ فقال : تلقيني على الصراط وجبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساوي وإسرافيل آخذ بِحُجْزَتي والملائكة من خَلفي وأنا أُنادي : يا ربِّ أُمَّتي أُمّتي هَوِّن عليهم الحساب ! ثم أنْظُرُ يميناً وشمالا إلى أمتي وكل نبي يومئذ مشتغل بنفسه يقول : يا رب نفسي نفسي ، وأنا أقول : يا ربِّ أمتي أمتي .
- ثم قال صلى الله عليه وآله: فأول من يَلْحَقُ بي من أمتي يومَ القيمة أنت وعلى والحسن والحسين فيقول الربُّ : يا محمد ! ان أمتك لو أتَوني بذنوب كأمثال الجبال لعفوتُ عنهم ، ما لم يشركوا بي شيئاً ولم يوالوا لي عدوّاً .
- مستمعينا الأفاضل، ومن عظم مظاهر رحمة الرسول الأعظم بالعباد ما روي أنه – صلى الله عليه وآله – طلب من الله تشديد سكرات الموت عليه لكي تخف على أمته؛ قال العلامة السيد علي الحائري في تفسير "مقتنيات الدرر":
- قد ثبت أنّ النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله أخذ روحه الطيّب ببعض شدّة حتّى قال : « واكرباه » وقال : « لا إله إلَّا اللَّه إنّ للموت سكرات اللَّهم أعنّي على سكرات الموت » وكان يدخل يده الشريفة في قدح فيه ماء ثمّ يمسح وجهه المنوّر بالماء ، ولمّا رأته فاطمة عليها السّلام يغشاه الكرب قالت وا كرب أبتاه ! فقال : « ليس على أبيك كرب بعد اليوم » فإذا كان أمر النبيّ حين انتقاله هكذا فما الوجه فيما ذكر من الرفق بالمؤمن عند احتضاره؟ ثم قال رضوان الله عليه:
- فالجواب روي بأنّه طلب من اللَّه أن يحمل عليه بعض صعوبة الموت تخفيفا عن امّته فإنّه بالمؤمنين رؤوف رحيم وأيضا يحتمل أن يبتليه اللَّه بذلك ليدعو اللَّه في أن يجعل الموت لأمّته سهلا يسيرا وفيه تسلية امّته إذا وقع لأحد منهم شيء من ذلك الكرب عند الموت.
- نشكركم أيها الإخوة والأخوات على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (نبي الرحمة) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- دمتم في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة