البث المباشر

الرحمة مجازاة المحسنين

الثلاثاء 14 يناير 2020 - 13:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نبي الرحمة: الحلقة 10

بسم الله والحمد لله الذي هدانا لمودة وإتباع سيد الأنبياء وآله الرحماء صلوات الله عليهم كل صبح ومساء.
- السلام عليكم أيها الأعزاء ورحمة الله وبركاته.
- معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج نتعرف فيها إلى تجليات أخرى من أزكى وألف مصاديق الرحمة الإلهية في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله.
- فمن هذه التجليات جميل مجازاته – صلى الله عليه وآله – لمن أخلص وده ونصرته له، وهذا ما نجده في كثير من مواقفه النبيلة نختار منها ما رواه المؤرخون من مواقفه النبيلة تجاه وزيرته في دعوته سيدة أمهات المؤمنين مولاتنا خديجة الكبرى سلام الله عليها.. تابعونا على بركة الله...
- روى العلامة المتتبع والمحقق التقي آية الله الشيخ محمد مهدي الحائري في كتابه "شجرة طوبى" خبر ما أوصت به خديجة الطاهرة زوجها سيد المرسلين صلى الله عليه وآله عند إحتضارها، وجاء في هذا الخبر:
- (لما اشتد مرض خديجة سلام الله عليها قالت: يا رسول الله، إسمع وصاياي، أولها أني قاصرة في حقك، فاعف عني.)
- فقال صلى الله عليه وآله: ما رأيت منك تقصيراً لأعفو، فقد بلغت جهدك وتعبت وبذلت لي أموالك في سبيلك فجزاك الله خيراً.
- فقالت: يا رسول الله وصيتي الثانية أني أوصيك بهذه – وأشارت إلى إبنتها فاطمة وكانت يومذاك بنت خمس سنين – فإنها غريبة من بعدي، فلا يؤذيها أحد من نساء قريش ولا يرينها مكروهاً، وأما وصيتي الثالثة فإني أقولها لإبنتي فاطمة وهو تقولها لك فإني مستحية منك يا رسول الله.
- فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج من الحجرة، فقالت خديجة لفاطمة: يا حبيبتي ويا قرة عيني قولي لأبيك إن أمي تقول: أريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفنني فيه يدفع عني ضغطة القبر.
- فخرجت فاطمة عليها السلام وقالت لأبيها ما قالته خديجة الطاهرة، فقام نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – وسلم رداءه الذي كان يلبسه عند نزول الوحي وأعطاه لفاطمة ولم يحمله بنفسه إلى زوجته البارة لكي لا تخجل، فحملته فاطمة إلى أمها فسرت به سروراً عظيماً.
- فلما توفيت خديجة سلام الله عليها أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله في تجهيزها بنفسه إكراماً لها وعرفانها بجميلها، فغسلها وحنطها بيديه الشريفتين، فلما أراد أن يكفنها هبط الأمين جبرئيل بكفن ثان وقال:
- يا رسول الله، إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك: يا محمد، هذا كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهداه الله لها.
- فكفنها رسول الله – صلى الله عليه وآله – بردائه الشريف أولاً ثم بما جاء به جبرئيل الأمين، فكان لها كفنان، وكفن من رسول الله.
- أيها الإخوة والأخوات، وبعد أن عرجت روح سيد أمهات المؤمنين إلى الفريق الأعلى حمل رسول الله – صلى الله عليه وآله – بنفسه جسدها الطاهر يعينه الإمام علي أميرالمؤمنين عليه السلام لمواراته في مقبرة المعلى إلى جنب قبر عمه الكفيل أبي طالب سلام الله عليه.
- وقبل أن يواري جسدها الثرى نزل رسول الله – صلى الله عليه وآله – إلى القر واضطجع فيه في موقف ثان يعبر عن إكرامه لوزيرته المخلصة، ثم واراها الثرى بنفسه وهو يدعو لها بكل جميل.
- فقال أمير المؤمنين – عليه السلام – في رثائه لأبي طالب وخديجة:

أعيني جودا بارك الله فيكما

على هالكين ما ترى لهما مثلا

على سيد البطحاء وابن رئيسها

وسيدة النسوان أول من صلى

مصابهما أدجى لي الجوا والهوا

فبت أقاسي منهما الهم والثكلى


- وبقي رسول الله – صلى الله عليه وآله – بعد وفاة خديجة الطاهرة يبرها بكل جميل ويديم الثناء عليها، وإذا أراد أن يقسم أضحية قدم صديقاتها فيبعث لهن منها أولاً إكراماً لها سلام الله عليها، كما ذكر المؤرخون من الفريقين.
- وكان – صلى الله عليه وآله – كلما ذكرها أثنى عليها، فقد روي في كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة وغيره في خبر زواج علي وفاطمة عليهما السلام ضمن حديث أم أيمن عن إجتماع نساء النبي صلى الله عليه وآله للطلب منه أن يزف فاطمة لزوجها المرتضى، قالت أم أيمن:
- فدخلت إلى أمّ سلمة فأعلمتها بذلك وأعلمت نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فاجتمعن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأحدقن به وقلن: فديناك بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله ، قد اجتمعنا لأمر لو أنّ خديجة في الأحياء لقرّت بذلك عيناً .
- قالت أمّ سلمة : فلمّا ذكرنا خديجة بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ قال : خديجة وأين مثل خديجة ، صدّقتني حين كذّبني الناس ، ووازرتني على دين الله ، وأعانتني عليه بمالها ، إنّ الله عز ّوجلّ أمرني أن أبشّر خديجة ببيت في الجنّة من قصب [ الزمرد ] لا صخب فيه ولا نصب .
- قالت أمّ سلمة : فقُلنا : فديناك بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله ، إنّك لم تذكر من خديجة أمراً إلاّ وقد كانت كذلك ، غير أنّها قد مضت إلى ربّها ، فهنّاها الله بذلك ، وجمع بيننا وبينها في درجات جنّته ورضوانه ورحمته.
- وبهذا نصل مستمعينا الأكارم إلى ختام هذه الحلقة من برنامج (نبي الرحمة).
- إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
- تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة