البث المباشر

بلاغة الإحسان الحسني والهدى الحسيني للأديب الوجداني السيد سيف الحسيني الذبحاوي

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 14:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 830

بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بمعرفة ومودة وموالاة أبواب رحمته ووسائل خيره وفيضه للعالمين سراجه المنير سيدنا المصطفى البشير النذير وآله أهل آية التطهير صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
أيها الأفاضل، تصرح الأحاديث النبوية المروية في المصادر المعتبرة عند مختلف المذاهب الإسلامية، بأن الله تبارك وتعالى شاء أن يجعل أهل بيت نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – سفن نجاته ومصابيح هداه وينابيع رحمته وحكمته وبالتوسل بهم يستجيب دعاء الداعين، وجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لأنهم – عليهم السلام – الذين تجلت فيهم الأخلاق المحمدية وبالتالي الإلهية بأسمى صورها ولذلك فإن الإرتباط بهم تمسك بالعروة الإلهية الوثقى في جميع شؤون الحياة وبالتالي طي معارج الكمال والقرب من الله والفوز بحبه – عزوجل - .
وهذا ما يصوره لنا الأديب الوجداني المبدع أخونا السيد سيف الحسيني الذبحاوي الكوفي في القصائد الثلاث التي اخترناها لهذا اللقاء وفيها يصور ببلاغة الإحسان الحسني والهدى الحسيني.. تابعونا على بركة الله..
قال السيد الذبحاوي في مديحة حسنية غراء عنوانها (لغة للجذب):

قلْ للسماواتِ انشقّي فإنَّ سنا

ريحانةِ المصطفى قد أوقفَ الزمنا

قامتْ قياماتُهُ حسناً فأذعنتِ الـ

دنيا لهُ ، واشتهتْ أيامُها الوسنا

جاءَ الربيعُ وأدلى اللهُ غيمتَهُ

للمعدمينَ وطلّاً أرسلَ الحسنا

ثغرُ المدينةِ رقراقٌ لرقّتِهِ

ووجهُ فاطمةَ الزهرا ينثُّ هَنا

والمرتضى في يديهِ حاكَ أمنيةً

بالعطرِ من دمعِهِ المنسابِ خيطَ منى

 

قد مرَّ منبجساً ملءَ الركامِ ندىً

يبني لهُ لغةً للجذبِ ، أو سفنا

للقربِ ، بيضاءَ من معناهُ ، تشتعلُ الـ

آياتُ فيها ولا تجري بغيرِ ضنا

يُحكى : بأنَّ لهُ عينينِ بلّلَها

بالشعرِ والشهدِ لحنٌ ناعسٌ ، وونى

جفنيهِ والكحلُ موسيقى ترفُّ شذىً

في الريحِ تسبحُ يتلوها الهوى مدنا

والعقلُ قالَ : ومنهُ اللهُ رشّحني

قنديلُ أحزانِهِ مذ فاضَ كنتُ أنا

والياسمينُ حكى : عن سرِّ بسمتِهِ

وذا الحمام الأبيضُ الحاني لهُ شجنا

والليلُ أرخى الليالي كالقصائدِ صا

غتْ شَعرَهُ غزلاً ، والنجمُ منهُ جنى

بريقَهُ ، وحكاياهُ العِذابُ عذو

بةٌ تمرُّ بجسمِ الأمسياتِ قنا

 

المجتبى : لبكاءِ الأرضِ هدهدةٌ

للبحرِ شقشقةٌ ، للحزنِ ما حزنا

ربٌ ، وبوصلةٌ للعمقِ ، ملحمةٌ

للعشقِ ، قافيةٌ لا تعرفُ الإحنا

المجتبى صورةٌ للهِ أوقدَها

منذُ القديمِ وصارتْ للهدى سننا


مستمعينا الأطائب، وفي قصيدة وجدانية قصيرة عنوانها (قمر الكلام) يصور أخونا الأديب الكوفي سيف الذبحاوي سر خلود الهدى الحسيني حيث يقول:

النحرُ يبذرُ قمحَهُ بفمِ السيوفْ

ويشرنقُ الدمَ فوقَ أجنحةِ الحتوفْ

لا موتَ يختزلُ الفَراشَ نهايةً

حمراءَ ، يقطرُ حزنُها عسلَ الحروفْ

لا القلبُ ينضبُ ، لا الفراتُ يجفُّ في

وطنٍ يقولُ الزهرَ يبتكرُ القطوفْ

لغةً ، عصافيرُ الشهادةِ تنتقي

قمرَ الكلامِ وحولَ شرفتِها تطوفْ

إنّ الحسينَ مجرّةٌ أخرى، وكو

نٌ عاشقٌ يبقى على أبدِ الصروفْ

معنىً مياهُ اللهِ تسبحُ في مدا

ه لذاكَ كانَ بقدرِ ما قاسى عطوفْ


ونقرأ للأخ الذبحاوي مضمون الإحياء الحقيقي للقلوب في الشهادة الحسينية وذلك في مديحة حسينية ثانية عنوانها "إحتضاراتك ماء" يقول حفظه الله فيها:

رأسُك الشمسُ وأبوا

بُ الجراحاتِ السماءْ

وضياء النحر رب

واحتضاراتُكَ ماءْ

مُتَّ لكن بكَ عاشت

أمةٌ في كربلاءْ

بعثرتْكَ العادياتُ

مُدُناً تحكي الإباءْ

وتَلتْكَ الذارياتُ

في وغى الحبِّ دعاءْ

أنتَ أشهى أمنياتِ ال

الحزنِ ساعاتِ البكاءْ

وبقلبِ الكونِ تنمو

شعلاً دون انتهاءْ

وبوجهِ الغيبِ تيهٌ

من بقاياكَ يُضاءْ

 

خطواتُ الليلِ يَبْسٌ

وانتمينا للشتاءْ

واستفاقَ الذلُ فينا

بعد موتِ الكبرياءْ

يا شهيد الطف فجرٌ

من تضاريسِك جاءْ

يبعثُ الموتَ حياةً

ويضجُ النبضُ لاءْ

مذ أرَقْتَ العشقَ دمعاً

بلَّ أضغاثَ العراءْ

وصبغتَ التربَ من لو

نِ كرياتِ الدماءْ

عابسٌ في كلِّ نبضٍ

قامَ لبَّاكَ النداءْ


وفق الله أخانا الأديب المبدع الأستاذ السيد سيف الحسيني الذبحاوي الكوفي على هذه المشاعر الولائية الزاكية التي ضمنها القصائد التي أنشأها في مدح ريحانتي المصطفى – صلى الله عليه وآله – السبطين الحسنين – عليهما السلام – والتي قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار).
مستمعينا الأطائب لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الشكر على طيب المتابعة ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة