البث المباشر

مديحة فاطمية غراء للأديب محمد عبدالرضا الحرزي

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 13:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 823

بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أهل المودة والوفاء والولاء لسراجه المنير حبيبه البشير النذير المصطفى الأمين وأهل بيته أبواب الرحمة الكبرى للعالمين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، أطيب التحيات ملؤها من الله الرحمة والبركات نهديها لكم في مطلع لقاء جديد من هذا البرنامج.
مستمعينا الأفاضل، الإسلام دين الله الذي سبقت رحمته غضبه، الدين الذي ارتضاه لعباده لأنه وسيلة رقيهم في معارج الكمال والفوز بأشكال رحماته وبركاته في الدنيا والآخرة.
وهذه الرحمة الإلهية السابقة ومصداق ظهورها في الإسلام تجلت بأجمل وأكمل صورها في النبي الأكرم وهو – صلى الله عليه وآله – المبعوث رحمة للعالمين، ثم في كنوز الرحمة ومعادن الحكمة من أهل بيته الطاهرين لا سيما قطب النبوة والولاية وبهجة المصطفى وكفؤ المرتضى وأم أئمة الهدى سيدة نساء العالمين الصديقة البتول الزهراء، فكان في الإنتماء إليها والتأسي بها الوصول الى محض الإيمان والإعتصام بعصمة الله، فهي – صلوات الله عليها – التي جعل الله رضاه في رضاها، كما أن جفاءها وإسخاطها يعني البوء بسخط الله لأنه تبارك وتعالى جعل سخطه في سخطها كما صرحت بذلك صحاح الأحاديث الشريفة المروية في المصادر المعتبرة عند جميع الفرق الإسلامية.
بهذه المقدمة ندعوكم – أيها الأكارم – للإستماع لما اخترناه بما يتسع له وقت البرنامج من مديحة فاطمية غراء عرض فيها بلغة الأدب البديع الأديب الكويتي المبدع الأخ محمد عبدالرضا الحرزي مضامين كثير من الأحاديث النبوية الشريفة بشأن منزلة الصديقة الزهراء – صلوات الله عليها – تابعونا مشكورين..
قال أخونا الحرزي في مديحته الفاطمية الغراء:

الله يا وَطَنَ الأَحِبَّةِ إنَّني

لِطَلِيقِ فِكْري في ذُراكَ مُكَبِّلُ

وأراكَ مَغْنى ما أَزُجُّ مِنَ الثَّنا

نَظْماً و إيماءً عَلَيْكَ أُدَلِّلُ

و لأنتَ عَيْنُ مَعِينِ كُلِّ رَوِيَّةٍ

بِدُموعِ ناظِمِها طِلاً تَتَكَحَّلُ

لم أقتَبِسْ مِن قاعِ قَلْبي جَذْوَةً

إلا و أنتَ بِها الشِّهابُ الأجْدَلُ

كَلا ولَنْ أُبْدي لِغَيْرِكَ هِمَّتي

ما دُمْتَ أنت مِنَ الهُمومِ الأطوَلُ

ومِنَ الهَوى دارٌ يَحِلُّ بها الفَتى

في الحِلِّ والتَّرْحالِ لا تَتَبَدَّلُ

وَطَنٌ بِهِ الزَّهْراءُ حَطَّ جَلالُها

فَفِداءُ تُرْبَتِهِ الوُجودُ الأَكْمَلُ

 

أَصْلُ النبوَّةِ و الوِلا يُنْبِيكَ عَن

إجلالِها مَلَكٌ و يَشْهَدُ مُرْسَلُ

هي روحُ حَيْدَرَةٍ و مُهْجَةُ أَحمدٍ

بَل إنَّها الخَلْقُ الكَريمُ الأَوَّلُ

خَيْرُ النِّسا بَلْ خَيْرُ مَنْ وَطِئَ الثَّرى

مِنْ دونِها رُفِعَ السِّماكُ الأعْزَلُ

عَنَّتْ لها الأَيامُ فَهي شَواهِدٌ

تَمْضي على آياتِها فتُبَجِّلُ

آلاؤُها هِبَةُ الحَياةِ و فَضْلُها

في الكائِناتِ على المَدى مُتَطَوِّلُ

ولأجْلِها ابتَلَجَ الصَّباحُ و نورُهُ

و اسوَدَّ ليلٌ في المجرةِ أليَلُ

ولحبِّها خَلْقُ الجنانِ وسُعِرَتْ

نارٌ لشانِئها تشوه و تنكِلُ

سادَ الورى أجدادُها وبها على

أجدادِها أبناؤُها قد فُضِّلوا

والدرُّ كلٌ في الجمالِ مُصدرٌ

لكن يَزينُ الدرَّ ما هو أجملُ

خَلْقٌ ولكن فَوْقَ كُلِّ خَلِيقَةٍ

جَلَّتْ فَمَعْناها البَعِيدُ المُعضِلُ

 

سَلْ "هل أتى" أوَ هَلْ أتى بِمِثالِها

دَهْرٌ يَجُودُ على الأنامِ ويَبْخَلُ

هي آيةُ القُرْبى و شَرعُ وِدادِها

فرضٌ به مِنّا الفَرائِضُ تُقبَلُ

هي ليلة قد جَلَّ قدساً قدرُها

فيها الملائكُ بالقضاءِ تَنَزَّلُ

وكذاك تَرْبُو أَلْفَ شَهْرٍ مِثْلَما

هي مِنْ جَمِيعِ الخَلْقِ طُراً أَفْضَلُ

الطُّهرُ نَفساً و الرَّضِيَّةُ رُتبَةً

أبَداً و أزكى ما يكونُ و أنفَلُ

جَمَعت صِفاتَ الأنبياءِ فكلُّهم

مِنها على قَدَرٍ يَرومُ و يَنهلُ

 

والكلُّ ما نزَلَ القضاءُ بِساحِهِ

في النائِباتِ بفضلها يَتَوَسَّلُ

وشَفِيعَةٌ في الحَشْرِ يَوْمَ وُقوفِهِمْ

والكُلُّ يَرْجوها هُناكَ و يَأْمُلُ

جَهِلَ الوَرى مِقدارَها فَتَراهُمُ

يَتَصاوَلُونَ بِها و كُلٌ أعْزَلُ

فالبَعْضُ عن سَفَهٍ يَقولُ و يَدَّعي

والبَعْضُ يَخْبِطُ كالعَشِيِّ و يخطِلُ

والكلُ في دَرَكٍ تربَّصه الردى

فيه العقولُ عن البصائر تذهَلُ

جلَّت فدقَّت في النفوسِ فضاق عن

إدراكها عقلٌ وضلَّ مُضلَّلُ

أبداً كمثلِ الشَّمسِ يُبديها الضيا

وعن العيونِ بضوئها تتسربلُ

 

مفطومة عن كلِّ رجسٍ كُنهُها

سرٌّ لدى علمِ الإله مجلَّلُ

هي سرُّ بارئها و محض جلالِهِ

ومِثالُهُ الأعلى الذي لا يُعدَلُ

هي رُكنُ رحمتِهِ وغايةُ جودِه

و جَنابُ رأفتِهِ البَهِيُّ المُؤثَلُ

والحجَّةُ الكُبرى على حججِ الورى

من عِلمِها نَهَلوا و عنها أَنْهَلوا

فاللَّوحُ مما تحتويهِ علومُها

يبدي على صَفَحاتِهِ و يُسَجِّلُ

مَلَكت زِمامَ العالَمِين فأمرُها

فصلٌ لدى سمةِ القضاءِ و فيصلُ


وكان هذا البيت كأنه بيت القصيد الذي نختم به ما اخترناه من بديعة الأديب الكويتي المعاصر الأخ محمد عبدالرضا الحرزي حفظه الله والتي أنشأها في مدح من جعل الله رضاه في رضاها سيدة نساء العالمين الصديقة الزهراء فاطمة البتول صلوات الله عليه وعلى أبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحصاه كتابه وأحاط به علمه آمين.
شكراً لكم أيها الأطائب على طيب استماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
دمتم في أمان الله سالمين والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة