البث المباشر

مدح أنوار العترة المحمدية أبي الفرج الإصفهاني

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 10:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 797

بسم الله والحمد لله جميل الصنع الذي رزقنا مودة وموالاة صفوته الرحماء حبيبه وحبيبنا سيد الأنبياء محمد وآله الأصفياء عليهم تترى صلواته وبركاته وتحياته كل صبح ومساء.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته..
معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لمقطوعات لشعراء تحدوا التعصبات التي تصد عن مدح أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – وتغلبوا عليها وأذعنوا بشجاعة للحق المتجلي في هذا البيت الطاهر وطفقوا يمدحونه رغم الأذى الذي علموا أنه سينالهم من عباد العصبية الجاهلية.
وقد خصص العلامة المتتبع الخطيب الحسيني المجاهد السيد جواد شبر – رضوان الله عليه – موارد متعددة من كتابه القيم (أدب الطف) لذكر هؤلاء الشعراء الأحرار، نشير الى بعضها في لقاء اليوم فتابعونا مشكورين.
نبدأ أيها الإخوة والأخوات، بما نقله السيد شبر – رحمه الله – عن كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الإصفهاني – وهو أيضاً أموي النسب، فقد نقل عن أحد مشاهير الشعراء الأمويين – يبدو أنه من القرن الهجري الثاني – نقل عنه المقطوعة التالية في مدح أنوار العترة المحمدية.
قال أبو الفرج: أبو عدي الأموي، شاعر بني أمية، وهو عبدالله بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس، كان يكره ما يجري عليه بنو أمية من ذكر علي بن أبي طالب – صلوات الله عليه – وسبه على المنابر ويظهر الإنكار لذلك، فشهد عليه قوم من بني أمية وأنكروا عليه ونهوه فلم ينته فنوه من مكة الى المدينة فقال ذلك:

شردوا بي عند امتداحي عليا

ورأوا ذاك فيّ دويا ،

فوربي لا أبرح الدهر حتى

تمتلي مهجتي بحبي عليا ،

وبنيه، لحب أحمد أني

كنت أحببتهم لحبي النبيا ،

حب دين، لا حب دنيا، وشر

الحب حباً يكون دنياويا ،

صاغني الله في الذؤابة منهم

لا زنيما ولا سنيداً دعيا،

عدوياً خالي صريحاً وجدي

عبد شمس وهاشم أبويا ،

فسواء علي لست أبالي

عبشمياً دعيت أم هاشميا


أيها الأكارم.. ومن الشعراء الأمويين الذين واجهوا تلك التعصبات الجاهلية الشاعر الشهير مروان بن محمد السروجي المرواني المتوفى سنة ٤٦۰ للهجرة، فقد قال في التبرء من طواغيت بني أمية وهو يمدح العترة الطاهرة – عليهم السلام – كما في كتاب معجم الشعراء:

يا بني هاشم بن عبد مناف

إنني معكم بكل مكان ،

أنتم صفوة الإله ومنكم

جعفر ذوالجناح والطيران ،

وعلي وحمزة أسد الله

وبنت النبي والحسنان ،

فلئن كنت من أمية إني

لبريء منها الى الرحمان


أيها الإخوة والأخوات..
أمير الشعراء في العصر الحديث أحمد شوقي المتوفى في القاهرة سنة ۱۳٥۱ للهجرة؛ أشار ببلاغة الى تلك التعصبات الجاهلية الأموية والعباسية التي كان تعاقب الشعراء على مدح العترة النبوية؛ فقال وهو يذم تلك التعصبات ويمدح الحسين عليه سلام الله..

أنت إذا ما ذكرت الحسين

تصاممت لا جاهلاً موضعه ،

أحب الحسين ولكنني

لساني عليه وقلبي معه ،

حبست لساني عن مدحه

حذار أمية أن تقطعه


وعلى الرغم من إشارات أحمد شوقي الى تحرزه من مدح أهل بيت النبوة خشية من أذى أهل تلك التعصبات الى أنه سعى تجاهله كلما سنحت له فرصة؛ فنراه مثلاً يقول في منظومة (دول العرب وعظماء الإسلام):

هذا الحسين دمه بكربلا

دوى الثرى لما جرى على ظما،

واستشهد الأقمار أهل بيته

يهوون في الترب فرداى وثنا،

ابن زياد ويزيد بغيا

والله والأيام حرب من بغى ،

لو لا يزيد بادئاً ما شربت

مروان بالكأس التي بها سقى


ونقرأ أيها الأفاضل لأمير الشعراء أحمد شوقي في روايته (مجنون ليلى) المدح النثري التالي للعترة الطاهرة حيث يقول:
(كان الحسين بن علي كعبة القلوب والأبصار في جزيرة العرب بعد أن قتل أبوه علي ومات أخوه الحسن، وكذلك ظل الحسين قائماً في نفوس الناس صورة مقدسة تستمد أنضر ألوانها من صلته القريبة بجده رسول الله وبنوته لرجل – يعني علياً – كان أشد الناس زهداً واستصغاراً لدنياه، وكذلك ظهرت بلاد العرب وقلبها يحفق باسم الحسين).
ثم قال – رحمه الله -:

حنانيك قيس الام الذهول

أفق ساعة من غواشي الخبل ،

صهيل البغال وصوت الحداء

ورنة ركب وراء الجبل ،

وحاد يسوق ركاب الحسين

يهن الجبال إذا ما ارتحل ،

فقم قيس واضرع مع الضارعين

وأنزل بجنب الحسين الأمل


ختاماً تقبلوا منا مستمعينا الأطائب أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران دمتم بألف خير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة