البث المباشر

(هدية العشاق) مديحة حسينية للأديب الموصلي حسن بن عبد الباقي

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 09:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 792

بسم الله وله الحمد خالصاً إذ رزقنا الإستهداء إليه بأنوار ثقليه المعظمين قرآنه الكتاب المبين وأهل بيت سراجه المنير وبشيره النذير حبيبنا محمد الصادق الأمين صلوات الله وتحياته وبركاته عليه وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله وبركاته..
معكم بتوفيق الله في لقاء جديد في رحاب مدائح الأنوار الإلهية فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأفاضل، الإستهداء بمصباح الهدى المحمدي مولانا أبي عبدالله الحسين – عليه السلام – هو من أوسع أبواب الهداية الإلهية لمعرفة الحق وتمييزه عن الضلال، كما أن التوسل الى الله عزوجل به – صلوات الله عليه – هو من أوسع أبواب الرحمة الإلهية.
وقد تواترت كثير من الأحاديث الشريفة المروية من طرق مختلف المذاهب الإسلامية مفصلة الحديث عن هاتين الحقيقتين اللتين نشهد ظهورهما في المديحة الحسينية التي اخترناها لهذا اللقاء.
هذه المديحة الغراء من إنشاء أحد أدباء أهل السنة من المذهب الحنفي، وهو الأديب المبدع حسن بن عبد الباقي بن أبي بكر الموصلي، وهو من أشهر أدباء الموصل في القرن الهجري الثاني عشر والمتوفى في بغداد سنة ۱۱٥۷ للهجرة، وقد ترجمه وأثنى عليه كل من كتب عن أدباء الموصل، ويتميز شعره بقوته الفنية وجمالية مضامينه المستلهمة من النصوص الشريفة؛ رحمة الله عليه.
قال الخطيب الحسيني المخلص السيد جواد شبر – رضوان الله عليه – في الجزء الخامس من موسوعة (أدب الطف):
جاء في ديوان الشاعر حسن بن عبد الباقي بن أبي بكر الموصلي أنه توجه لزيارة المشهدين الشريفين: العلوي والحسيني فعندما زار مرقد الإمام الحسين عليه السلام بكربلاء أنشأ هذه المرثية وكتبها على جدار الباب الشريف:

قد فرشنا لوطئ تلك النياق

ساهرات كيلة الآماق ،

وزجرنا الحداة ليلا فجدت

ثم ارخت ازمّة الاعناق ،

حبّذا السير يوم قطع الفيافي

ما احيلا الوداع عند الفراق ،

وأمامي الامام نجل علي

فخر آل البتول يوم السباق

 

لم تلد بعد جده وابيه

امهات بسائر الآفاق ،

بسناء الحسين يا حبذا الخلق

ويا حسن احسن الاخلاق ،

أي أم تكون فاطمة الزهراء

أو والد على الحوض ساقى ،

أي جد يكون افضل خلق اللّه

والمجتبي على الاطلاق

 

هل علمتم بما أهيم جنونا

ولماذا تأسفي واحتراقي ،

يوم قتل الحسين كيف استقرت

هذه الأرض بل وسبع الطباق ،

ايها الأرض هل بقى لك عين

ودماء الحسين بالاهراق ،

كيف لا تنسف الشوامخ نسفا

ويحن الوجود للامحاق ،

اغرق اللّه آل فرعون لكن

لم يكن عندهم كهذا النفاق


 

يا سماءاً قد زينت واستنارت

وبها البدر زائد الاشراق ،

هكذا يوك كربلا كان يزهو

فرقد فيك والنجوم البواقي ،

كيف باللّه ما غدت كعيون

سابحات بانهر الاحداق ،

كيف لم تجعل النجوم رجوما

ورميت العداة بالاحراق

 

وا حياء الزمان من آل طه

وعتاب البتول عند التلاقي ،

ما تذكرت يا زمان عليا

كيف ترجو بان ترى لك واقي ،

لو ترى جيد ذلك الجيد يوما

ودماء على المحاسن راقي ،

كل عرق به الهداية تزهو

لعن اللّه قاطع الاعراق ،

انت تدري بمن غدرت فأضحى

بدماء مرملا بالعراق ،

هكذا كان لا يقا مثل شمر

يلتقى الآل بالسيوف الرقاق ،

حرم المصطفى وآل علي

سائبات على متون العتاق ،

ناشرات الشعور بين نحيب

وافتراق بعد حسن اتفاق ،

هذه تخصب البنان دماءا

ثم هاتيك أيقنت بالتراق ،

بين ضم الحسين وهو قتيل

واعتناق الوداع أي اعتناق

 

يا ابن بنت الرسول قد ضاق امري

من تناء وغربة وافتراق ،

ودجا الخطب والمصائب القت

رحلها فوق ضيق هذا العناق ،

جئت اسعى إلى حماك ومالي

لك واللّه ما سوى الاشواق ،

وامتداح مرصع برثاء

فتقبل هدية العشاق ،

وعلى جدك الحبيب صلاة

ما شدا طائر على الأوراق


جزى الله خيراً الأديب الموصلي المبدع العالم المرحوم حسن بن الباقي الموصلي وهو من أعلام أدباء الموصل في القرن الثاني عشر على هذه المديحة الحسينية الغراء.. وجزاكم الله خيراً مستمعينا الأطائب على طيب استماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لكم منا دوماً خالص الدعوات.. دمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة