البث المباشر

مدح والدة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام مشيراً الى مواقفها الكريمة

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 09:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 787

بسم الله وله الحمد الذي أنار قلوبنا بمحبة شموس هدايته وكنوز رحمته سراجه البشير النذير وآله أهل آية التطهير وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله وبركاته..
أهلاً بكم في لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية..
أيها الأفاضل، حرص الأديب المسيحي عبد المسيح الأنطاكي الحلبي في ملحمته العلوية الكبرى التي كانت لنا وقفات عندها في حلقات سابقة من هذا البرنامج، حرص على تصوير ما هزه من القيم الإنسانية الجميلة في تأريخ وشخصيات الدعوة المحمدية البيضاء.
وكان مما أجاد في تصويره جماليات وفاء النبي الأكرم وعنايته – صلى الله عليه وآله – بأنصاره الصادقين، وكذلك جماليات نصرة هؤلاء له – صلى الله عليه وآله .
وهذا ما نشهده في الأبيات التي اخترناها للقاء اليوم من هذه الملحمة الكبرى التي قاربت أبياتها الستة آلاف وطبعها مع شرحها هذا الأديب والباحث المسيحي في مصر سنة ۱۹۲۰ ميلادية أي قبل وفاته – رحمه الله – بثلاث سنين.
في هذه الأبيات، يمدح هذا الأديب المسيحي اليوناني الأصل والحلبي النشأة والدة أمير المؤمنين الإمام علي – عليه السلام – سيدتنا فاطمة بنت أسد، مشيراً الى مواقفها الكريمة في نصرة الرسالة المحمدية ووفاء النبي وبره – صلى الله عليه وآله – بها طبق ما ذكرته صحاح الروايات الشريفة المروية من طريق الفريقين؛ والتي نقلها هذا الباحث المسيحي في هوامش هذه الأبيات.
ونلاحظ في صياغته لهذه المديحة شديدة إهتمام الشاعر بأبرز هذه القيم الجميلة وهو يدعو بذلك قراء مديحته وبصورة غير مباشرة الى تكريمها والتحلي بها..
قال الأستاذ الأنطاكي في هذه الأبيات الملحمية:

أُمُّ العليِّ وأُمُّ المصطفى أدرت

أيُّ المفاخرِ أبقتها لأهليها

فإنَّها كفلتْ خيرَ الخلائقِ أسـ

ماها وأعظمها جاهاً وهاديها

وإنَّها أنجبت صنوَ الرَّسولِ أميـ

ناً للشَّريعةِ يُفشيها ويحميها

كذا الملائكُ في جنَّاتها حفلتْ

بنيِّريها وودَّت لو تهنيها


 

فتلكَ فاطمةٌ أُولى كرائمِ ها

شمٍ لقد وُلدتْ في هاشميِّيها

وخيرهنَّ بمن ربَّت ومن ولدت

وحقُّها بهما تبدي تباهيها

واللَّهُ أسعدها دنيا وآخرةً

جزاءَ ما أسلفتهُ من مآتيها

فأسلمت بعدَ عشرٍ من تُقاةِ عبا

دِ اللَّهِ ذلكَ من ألطافِ باريها

 

وهيَ التي بايعت قبلَ النِّساءِ رسو

لَ اللَّهِ بيعةَ صدقٍ لم تؤنِّيها

وكانَ يثني عليها المصطفى ولها

يدعوْ بأُمِّي إذا ما راحَ داعيها

وكانَ يُكرمُ مثواها ويحفظُ ما

لها عليهِ قديماً من أياديها

إيَّام قد كان يثوي رحبَ منزلها

ما بين أبنائها يلقى تحنِّيها

ومثلُ أحمدَ لا ينسى جمائلَ مثـ

لها ورُبِّي يتيماً في مغانيها


 

وظلَّ يحمدُها حتَّى إذا رحلت

إلى الخلودِ انثنى يبكي ويرثيها

أوصت إليهِ قُبيلَ الموتِ حاجتها

وحسبُ رغبتها قد كان مجريها

وكانَ كافنها في ثوبهِ كرماً

ونام في القبرِ معها وهوَ باكيها

كيما يُهوِّنُ عنها ضغطةً عرفت

للقبرِ من ماتَ لا شكٌّ يعانيها

وكي تفوزَ بأثوابِ الجنانِ تُبا

هي الصَّالحاتِ جميعاً في تكسِّيها

 

وقيلَ للمصطفى عن حُسنِ فعلتهِ

معها وما عهدتهُ قبلُ آتيها

فقال: ما برَّبي من بعد عمِّي طالـ

بٍ سواها لذا إنِّي أكافيها

وإن أضفنا إلى هذا الفخارِ فخا

رَ المرتضى وغذاهُ درُّ أثديها

وإنَّها أوجدت للنَّاسِ قطبَ هُدى

بعدَ الرَّسولِ إلى الإيمانِ يهديها

وإنَّ هذا الذي ذاعت مفاخرهُ

هوَ ابنُها ومباديهِ مباديها

قُلنا لفاطمةٌ خيرُ النِّساءِ كما

قالَ الرَّسولُ ومن إلاَّهُ يُدريها


مستمعينا الأكارم، كانت هذه أبيات مختارة من كتاب (الملحمة العلوية الكبرى) في مدح سيدتنا ناصرة المصطفى ووالدة وصيه المرتضى – عليهما وآلهما السلام – وهي من إنشاء الأديب المسيحي الشهير وأحد رموز النهضة العربية في العصر الحديث، الأستاذ والأديب المسيحي عبد المسيح الأنطاكي الحلبي المتوفى سنة ۱۹۲۳ ميلادية.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
نستودعكم الله ودمتم في رعاية سالمين والحمد لله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة