بسم الله والحمد لله الذي هدانا للتوسل إليه بأحب الخلق إليه مصطفاه الهادي المختار وآله الأصفياء الأطهار صلواته وبركاته وتحياته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات... بفضل الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نتقرب فيها الى الواحد الأحد تبارك وتعالى بقراءة بعض ما أنشأه أدباء الإيمان في مديح أنوار أهل بيت نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله –
أيها الأطائب، نقرأ لكم في هذا اللقاء قصيدة فريدة في جميل تصويرها لآثار حب الحسين – عليه السلام – في إيصال المحب الى الفوز بحب الله جل جلاله.
ولهذه القصيدة مناسبة جميلة فقد أنشأها صاحبها بمناسبة نصب الشباك الجديد والبديع للضريح الحسيني المبارك، وهو شباك يمثل آية بديعة من آيات الفن الإسلامي صب فيه كل من عمل في صنعه حبه القدسي لحبيب الله الحسين – عليه السلام -، ومن هذه الحقيقة انطلق الأديب المبدع ليصور لنا بركات حب الحسين – عليه السلام – في الفوز بالقرب والسلوك الى الله جل جلاله.
هذه القصيدة أنشأها أحد أعلام الأدب الإيماني المبدعين في حاضرة الإحساء العريقة في بلد الحرمين الشريفين، إن أخونا الأستاذ المهندس جاسم بن محمد بن أحمد الصحيح المولود في مدينة الجفر عام ۱۳۸٤ للهجرة والحائز على العديد من الجوائز الأدبية في المسابقات الشعرية من نادي (أبها) الأدبي ونادي المدينة المنورة، وكذلك جوائز ثلاث من مسابقات (عجمان) للشعر وجائزة العالم العربي؛ وغير ذلك من الجوائز؛ وجوائز الله على صدق مديحه لأهل بيت رحمته – عليهم السلام – أسمى وأعظم؛ وفقه الله لكل خير.
بدأ أخونا الأستاذ جاسم الصحيح قصيدته مخاطباً سيد الشهداء – عليه السلام – بقوله:
شباكك المبكى ونحن مآسي
أبداً يشد جراحنا ويواسي
أبداً نطل عليك من شرفاته
فنراك حلماً ساطع النبراس
ماذا سننقش في أضالعه سوى
وله النفوس وحرقة الأنفاس
هذي شجون العاشقين فرائدٌ
تغنيه عن ذهب وعن ألماس
إن جددوه فإنما لك جددوا
عهد الضمير وبيعة الإحساس
مانصبوه على ضريحك حارساً
يحميك من دنسٍ ومن أرجاس
فالله يعرف كيف يحرس حبه
والحب لايحتاج للحراس
قسماً بحجاج الفداء توافدوا
وقلوبهم سفن بغير مراسي
كلٌّ يطش عليك كيس حنينه
حيث الحنين يفور في الأكياس
لن أعذل الشباك لو قضبانه
ذابت بلهفة هؤلاء الناس
قسماً بحجاج الفداء وإنه
قسم بحجم تأججي وحماسي
كلٌّ له في الحب غصن قداسة
وهواك سدرة منتهى الأقداس
شباكك المبكى حديد تائب لله
من طبع الحديد القاسي
ماذا سننقش في أضالعه سوى
وهج الصلاة ولهفة القداس
فهنا انسجام الكون ساعة يلتقي
صوت الأذان ورنة الأجراس
وهنا الحسين رسالة كونية
زنة الجبال شواهق ورواسي
وهنا العراق على مصابك لم يزل
في كل حزن ضارباً بأساس
يا أيها الوطن الذي لم يكتشف
رئتيه لولا ضيقة الأنفاس
رأس الحسين من الجنوب يحده
ومن الشمال سواعد العباس
رأس الحسين من الفداء يحده
ومن الوفاء سواعد العباس
وطن يقيم على صفيح ساخنٍ
مما يحس من الأسى والياس
وطنٌ بحجم الحب مدَّ حسينه
واحتل كلَّ خرائط الإحساس
فإذا انتميت إلى العراق فعاذري
أن الحسين حسين كلِّ الناس
وإذا انتميت إلى الحسين فعاذري
أن العراق عراق كلِّ الناس
شباكك المبكى وأنت وراءه
عرس الشهادة سيِّد الأعراس
في رحلة العنقود جئتك هائماً
أسري من البستان حتى الكاس
في رحلة العنقود جئت وداخلي
وجدٌ يمارسني ألذَّ مراس
أوسعتني حباً فلو قايستني
بالكون جاء الكون دون مقاسي
تزهو الحروف على رؤوس أصابعي
زهو الشموع على رموش أماسي
أوحت لي الأشواق عن بحر الهوى
ما أوحت الأعماق للغطاس
آتيك أحمل في القرارة من دمي
حزن البنفسج وابتهاج الآس
هَجَرُ الحبيبةُ قبَّلتك على فمي
وتحضَّنتك بنخلها المياس
منذ القصيد و أنت تأخذني إلى
قلمي إلى فكري إلى قرطاس
لم أفتح الكراس ذات قصيدة
إلا وجدتك داخل الكرَّاس
كانت هذه مستمعينا الأطائب القصيدة التي أنشأها في حب الحسين عليه السلام، الأديب الإحسائي المبدع الأخ المهندس جاسم الصحيح بمناسبة نصب الشباك الجديد للضريح الحسيني المبارك، قرأناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران وضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) شكراً لكم ودمتم بألف خير.