بسم الله والحمد لله جميل الصنع حسن التدبير تبارك وتعالى رب العالمين والصلاة والسلام على مشارق نوره المبين المصطفى الأمين محمد وآله الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات، أطيب التحيات نهديها لكم في مطلع لقاء جديد من هذا البرنامج.
أيها الأطائب، صرحت كثير من الأحاديث الشريفة أن الله تبارك وتعالى جعل أفئدة من خلقه تهوى الى محمد وآل محمد – صلى الله عليه وآلأه – إستجابة لدعوة إبراهيم خليل الرحمن – عليه السلام – المشار اليها في القرآن الكريم.
وهذا الجعل – أيها الأكارم – هو جعل فطري، فمن الثابت أن كل إنسان سوي يحب الجمال الحقيقي المعنوي بفطرته، وأهل بيت النبوة – عليهم السلام – هو مجمع كل جمال، ولذلك تهوي القلوب إليهم عندما ترى محاسنهم.
من هنا نفهم – أيها الأفاضل – أن خلق الله الإنسان على فطرة حب الجمال هو من نعمه العظيمة عليهم لأنها تشدهم الى أصحاب الجمال الحق وتدفعهم الى التحلي بمحاسنهم والسير بالتالي على الصراط المستقيم، فهذا الصراط في حقيقته هو مجمع كل جميل حقيقي في السلوك والأخلاق والعقائد.
والشعر هو في الواقع لغة استكشاف الجمال الحقيقي وتصويره بلغة الأدب الجميلة؛ وهذا ما نراه متجلياً في القصيدتين الجميلتين اللتين اخترناهما للقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) وهما في مدح السبط المحمدي الأكبر الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – وقد أنشأتهما أديبة مبدعة من بلد الحرمين هي أختنا الكريمة إسمهان أبوتراب حفظها الله، تابعونا على بركة الله.
قدمت الأخت الكريمة إسمهان لقصيدتها بعبارة شفافة جميلة قالت فيها:
منذ أن تنفس حسنه في هذا الكون وهو يفوح عبقا جناويا يخضر أرجاء الزمان... لحسن الحسن تسجد هنا الكلمات...
وبعد هذه المقدمة قالت:
وحياً من الملكوت جئت منزلا
لتفكّ سرَّ المكرمات وتكشف
وتلاك طه نغمةً عرشيةً
لعناق معناها القلوب تَلهّفُ
لولاك ما كشف النقاب لطالب
حُسْنا ولا معنى الجمال يعرَّف
لطفٌ حنانك غامرٌ أرواحَنا
يروي بها بذرَ الكمال ويترفُ
وتزيلُ ليل قلوبنا في منطق
يحيا به الصبح الجميل ويشرف
وكأن (كنْ) في راحتيك إذا تشا
فإليك تنقاد القلوب وتصرف
إعشقْ أصولَ المكرمات تصل بها
عرش الإله فأين يرقى (آصفُ)
لترى جمال الله حيّاً نابضاً
وتذوق من كأس الوصال وترشفُ
إني عشقتُ المجتبى فتنفسَتْ
روحي صباحاً آخرا لا تعرفُ
أذياله أغصان طوبى خلتهُا
فبها مهاوي الموبقاتِ أجانفُ
والكوثرُ الرقراق سال بكفه
لأعبَّ من معناه ما لا يوصفُ
أيها الإخوة والأخوات، وفي مديحة حسنية ثانية تصور أختنا الكريمة إسمهان أبوتراب بلغة الشعر الحسن حقيقتين عقائديتين مهمتين، الأولى هي أن محاسن أهل بيت الكمال المحمدي – عليهم السلام – إنما هي تجليات تخلقهم بأخلاق رب كل كمال وجمال تبارك وتعالى.
أما الحقيقة الثاينة فهي أن التفاعل القلبي الصادق مع تلكم المحاسن هو وسيلة التحلي بها، تقول هذه الأخت الكريمة حفظها الله:
حُسْن الكريم سرى بأعماقي هدىً
مسّ الفؤاد بلطفه فتجوهرا
وزكوتُ إذ مرّ الزكي بخاطري
طيبا من الفردوس يعبق عنبرا
خِضْرُ القلوب سقى فؤادي عشقه
فأحال ذابلهُ نديّا أخضرا
وأذاقني تفاحهُ العرشيّ فإن
ساب الجمالُ على لساني أنهرا
وتلوتُه فأفاض قدساً منطقي
وعلى فمي صلّى الملاك وكبّرا
مولاي روحي من نداك نديّةٌ
لكن حولي مجدب هلاّ ترى؟
آمالنا صفْر فأنعش بؤسها
ديْما سماويا هطولاً ماطرا
مرّر أكفّكَ كي تخضّر سنبلاً
أحنته آفات الزمان تصبُّرا
خضرٌ لموسى قد أزال حجابه
فأراه من لطف السما ما لا يُرى
تسليمنا لك مطلق/ فاعبر بنا
سبل السلام كفى بحبك معبرا
واعزف ضياع سفيننا ياخضرنا
في لُجّة الأمواج لحناً آخرا
أرنا بواطن رحمة في ظاهرٍ
وجهُ العذابِ به أطلّ مُزمجرا
أرخ الحنان على شراع سفيننا
ليحطّ في مرسى أمانِك ظافرا
جزى الله خير الجزاء أختنا الكريمة إسمهان أبوتراب من أديبات الولاء في بلد الحرمين على هاتين القصيدتين البديعتين في مدح كبير سيدي شباب أهل الجنة، مولانا السبط المحمدي الأكبر الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه -.
وجزاكم الله خيراً مستمعينا الأطائب على طيب الممتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لكم منا دوماً خالص الدعوات... دمتم في رعاية الله سالمين.