البث المباشر

روضة الصدق المقدس

السبت 21 ديسمبر 2019 - 09:46 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 704

بسم الله وله الحمد والمجد حبيب قلوب الصادقين ومنيرها بمحبة سادة عباده الصادقين حبيبنا المصطفى الصادق الأمين وعترته الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
سلام من الله ورحمة وبركات عليكم إخوتنا المستمعين، تحية طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، نرسخ فيه مشاعر المودة الصادقة لأهل بيت النبوة من خلال قراءة مديحة أخرى من المدائح التي تفجرت بها أفئدة الولاء لشعراء الولاء.. ومنهم أخونا الأديب العماني الشاب الأخ علي بن سلمان العجمي حفظه الله.
وقد إخترنا لكم أيها الأكارم من شعره المنشور على موقع (شعراء أهل البيت عليهم السلام) قصيدة وجدانية في مدح ناشر السنة المحمدية مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – عنوان القصيدة هو (روضة الصدق المقدس)، إنطلق فيها من رواية رواها ثقة الإسلام الكليني في كتاب (الكافي) وصف فيها الإمام الباقر ولده الصادق – عليهما السلام – بأنه (خير البرية) مشيراً إلى أفضليته – عليه السلام – في عصره؛ فهو ناشر السنة المحمدية والداعي لها بأقواله وأفعاله.
ونلمح في القصيدة تجسيد الحقيقة المتقدمة مقرونة بإشارة لطيفة إلى بركة التزود من العلوم التي بثها الإمام الصادق – عليه السلام – ودورها في مواجهة مختلف الشبهات الفكرية والعقائدية التي يعج بها عصرنا بالخصوص.
مستمعينا الأفاضل، قدم الأخ علي لقصيدته بمقدمة شفافة قال فيها:
في نزهة من نزه الخيال، عرج الشاعر في الفيوضات الإلهية في بقيع الغرقد، فرأى ما لا يرى.. وتناهى الى سمعه ما لا يسمع.. فتبختر الشعر في مزاميره وقال مخاطباً صادق الصديقين عليهم السلام:

بوح بقلبي في هواك يسطر

وحبال صوتي في مديحك تزهر

ولباب عقلي قد أتى لك خاشعاً

يسترفد الذكرى فأنت الكوثر

ووميض شعري صار يرمق روضة

قدسية وبنورها تتدثر

فيها الملائك ركعاً أو سجداً

صارت بآيات الولاية تجهر

وأنا أتيتك والخيال يقودني

وسواد عيني من رضابك يسحر

فرأيت أفلاك الجليل تحلقت

فكأنها طرف وأنت المحور

ورأيت شمس الأفق تشحذ نورها

من نور وجهك نورها يتنور

وعليك أفئدة الخلائق قد هوت

لا غرو إن تهوي فأنت المصدر

أولست من رزق الوجود بيمنه

ويداك من فيض الجلالة تزخر

أولست من حاز المكارم كلها

بل أنت غيث بالمكارم تمطر

أولست من روث الكتاب وعلمه

والراسخون بذي المعارف أجدر

أولست من بذر المعارف بيننا

فغدوت زرعاً كل يوم يثمر

أورقت فينا عمة ورواية

ومحبة تغزو القلوب فتسكر

ورسمت في الأصلاب شكل هويتي

أنا جعفري بانتمائي أفخر

يا فارسا فوق المنابر بأسه

وأشد بأساً ما حواه المنبر

فسهامك الأفكار إن صوبتها

ويداك من نزف المحابر تقطر

كم فكرة كرت بعمق ضلالها

فإذا برزت لاه غدت تتقهقر

بل لو بصرت بشبهة في عصرنا

لو أدتها بإجابة لا تنكر

لا تعجبوا هذا معين يرتوي

من علم طه والحوادث تخبر

نور تقلب ساجداً من ساجد

وسلالة من طهرها تتحدر

هو بلسم لو بالنوائب أكتوي

ذكراه تجليها فعني تدبر

وبقية الطين التي من غزله

جاءت تغازل يومه وتثرثر

وتعلي بالقبلات فوق ضريحه

قببا تناطح في السحاب وتكبر

وتصيغ من شعري قواف علها

من مسك ذكره في الملا تتطهر


أيها الأعزاء.. إستمعتم في دقائق لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إلى قصيدة في مدح صادق الصديقين مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – وقد إخترناها لهذا اللقاء من شعر أخينا الأديب الولائي الشاب علي بن سلمان العجمي من سلطنة عمان.
لكم منا جزيل الشكر على طيب المتابعة مقروناً بخالص الدعوات، دمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة