البث المباشر

قصيدة عرس الفداء وقصيدة أواه يا كربلا

السبت 21 ديسمبر 2019 - 09:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 698

بسم الله والحمد لله الذي هدانا إلى مودة وإتباع مشارق توحيد الخالص وشموس كرامته لعباده الصالحين سادة أولياء الله الصادقين الحبيب محمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين..
مما يميز المدائح الحسينية تنوع الإستلهامات التي يقتبسها أدباء الولاء من أنوار ملحمة سيد الشهداء – صلوات الله عليه – فهي إستلهامات تبدأ بالتزود بقيم النهضة والتحرر والإصلاح والصلاح وتستمر إلى أسمى مراتب العرفان الإلهي والسير السلوكي إلى الله جل جلاله.
بعضاً من هذه الإستلهامات تتضمنها المقاطع التي إخترناها للقاء اليوم من ديوان (الوسيلة) وهو ديوان ضم مجموعة من قصائد أحد أدباء الإحساء المبدعين هو الأخ ناجي بن داوود الحرز حفظه الله؛ كونوا معنا مشكورين.
نبدأ أيها الأطائب بالأبيات التالية من قصيدة عنوانها (عرس الفداء) يقول الأخ الحرز فيها:

لذكراك أنهض من مصرعي

وأنفض يأسي عن مضجعي

وأجمع شمل الحروف التي

تحن لجانبك الممرع

لعل القوافي الخضيبات من

دمائك تتأثر من أدمعي

تنفست كالصبح لما نهضت

بسيفك في وجه ليل الدعي

فأغرقت كيد (أمية) في

عزائم والدك الأنزع

وأجهضت حلم الطليق الذي

يبشر بالظمأ المفزع

وصدرك فجرته منبعاً

فيا لصمودك من منبع

وطنبت صرح الهدى بالذي

تكسر فيه من الأضلع

ورأسك طوفته هالة

من النصر قدسية المطلع

و(زينب) تتلو بيان الخلود

هتافاً وراء القنا الشرع

فلما تألق عرس الفداء

بأقمار ثورتك اللمع

وأشرقت الأرض وازينت

لوحيك كالغادة الطيع

متى نجتليك يداً للصلاح

أطيحت عليه ولم ترجع

متى نجتليك انتعاقاً من الــ

ـــهوان إلى رحمة المبضع

فنعلم أنك لما قتلت

عزلت المحب عن المدعي


أيها الإخوة والأخوات، ونقرأ في ديوان الأديب الولائي المعاصر الأخ ناجي الحرز الأبيات التالية من قصيدة عنوانها (أواه يا كربلا) فيها جميل التصوير لآثار التفاعل مع الملحمة الحسينية في بعث كوامن التطلع الفطري للتحرر والرقي في معارج الصلاح والإصلاح.. قال حفظه الله مخاطباً سيد الشهداء – صلوات الله عليه -:

الجرح جرحك والآلام آلامي

أذاب يومك فيها كل أيامي

رغم السنين التي ما بيننا احتشدت

قد أتبع السهم قلبي قلبك الدامي

فإن وقعت صريعاً في دماك فقد

غرقت بعدك في طوفانها الطامي

ما زلت أبحث عن مجداف زورقك الــ

ـــمحفوف نصراً فلا يمتد إلهامي

أين المفر؟ وأطياف المصاب على

جفني يقلبهن المجرم الشامي

لم ينس أشياخه والحق يطحنهم

طحناً بسيف لظهر الشرك قصام

فهب يطلب ثأراً عند جدك ما

كان الألى أسسوا عنه بنوام

فكنت أنت الفدا للخلق تضحية

قدماً تقلدتها من غير إحجام

مذ كنت نوراً بساق العرش قلت: أنا

أفدي الذبيح بآمالي وآلامي

وبالضياغم من فرسان ملحمة الــ

إيمان يكلؤهم عطفي وإعظامي

وبالرحائر من أبناء فاطمة

أسعى بهن لهول الخطب قدامي

وبالرضيع تناغيه السهام على

صدري وتسلي الدما خفاقه الظامي

وبالخيام ونار الحقد وارية

فيها وفيها عيالاتي وأيتامي

وبالحبال تقاد الثاكلات بها

إلى (يزيد) فلا راع ولا حام

وبالمدامع من أكباد شيعتنا

وجداً علينا كصوب العارض الهامي

هون عليك أبا السجاد لو تلفت

نفوسنا فيك من حزن وآلام

لم نوف خنصرك المبتور واجبه

والسيف يبريه في حقد وإجرام

أواه يا كربلا واليأس ينخر في

رجاء جيل على ذكراك حوام

ألا تمدين للفجر الحبيس يداً

لم يثنها الليل عن عزم وإقدام

فتنزعين عن الأيام حيرتها

أو تبدليهن أياماً بأيام

وتزرعين دروب الصابرين منىً

تغفو على صدرها المخضل أسقامي


وبهذه الأبيات من قصيدة (أواه يا كربلا) وهي إحدى المدائح الحسينية التي أنشأها الأديب الولائي الأخ ناجي بن داوود الحرز من شعراء الولاء في الإحساء ننهي حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) نشكر لكم أيها الأطائب طيب المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران أصدق الدعوات دمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة