البث المباشر

قصيدة لطرماح بن عدي الطائي، وقصيدة«زهرة الاستشهاديين»

السبت 21 ديسمبر 2019 - 09:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 693

بسم الله والحمد لله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين تبارك وتعالى رب العالمين وأزكى صلواته وتحياته وبركاته على أنوار هدايته للعالمين وأبواب رحمته للخلائق أجمعين حبيبه المصطفى سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته..
بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج وقد إخترنا لكم فيها قصيدتين، الأولى هي التي كان يحدوه بها أحد شهداء كربلاء وأنصار سيد الشهداء – عليهم السلام – وهو يسير مع الركب الحسيني، إنه الطرماح بن عدي الطائي – رضوان الله عليه -.
أما القصيدة الثانية فهي لأديب حسيني معاصر هو الشاب الشاعر المبدع الأخ علي بن سلمان العجمي من سلطنة عمان، وقصيدته تحمل عنوان(زهرة الإستشهاديين) وفيها تصوير أدبي مؤثر لموقف الحسين – عليه السلام – عند إستشهاد إبنه ووليد أخيه المجتبى الفتى الحسني الغيور القاسم سلام الله عليه.
نبدأ أيها الأكارم بالأبيات التي سجلها المؤرخون للطرماح بن عدي الطائي حيث كان يحدو بالركب الحسيني قائلاً:

يا ناقتي لا تذعري من زجري

وامضي بنا قبل طلوع الفجر

بخير فتيان وخير سفر

آل رسول الله أهل الفخر

السادة البيض الوجوه الزهر

الطاعنين بالرماح السمر

الضاربين بالسيوف البتر

حتى تحلي بكريم النجر

الماجد الجد الرحيب الصدر

أصابه الله بخير أمر

إبن أمير المؤمنين الطهر

وابن الشفيع من عذاب الحشر

عمره الله بقاء الدهر

وزاده من طيبات الذكر

يا مالك النفع معاً والضر

أمدد حسيناً سيدي بالنصر

على الطغاة من بقايا الكفر

على اللّعينين سليلي صخر

يزيد لازال حليف الخمر

والعود والصنج معاً والزمر

وابن زياد العهر وابن العهر

فأنت يارب به ذو البر


ومن أبيات الحدي التي كان يرددها الطرماح بن عدي الطائي – رضوان الله عليه – أمام الركب الحسيني ننقلكم إلى مرثية (زهرة الإستشهاديين) التي أنشأها في ملحمة القاسم بن الحسن المجتبى – عليهما السلام – أديبنا الشاب الأخ علي بن سلمان العجمي واصفاً مجيء سيد الشهداء – عليه السلام – إلى مصرع القاسم قائلاً:

تَهادى مِن على المُهرِ

خَيَالٌ أحدبُ الظَهرِ

بزفراتٍ وأنَّاتٍ

كَمن يغلي من الصَهْرِ

وعِمَّةُ رأسهِ انسدلتْ

ذؤابتها على الصدرِ

كما الأعلامِ ان نُكِسَتْ

فَنَكسَتُها من الضَّرِ

أو الأزهارِ ان ذَبُلتْ

محاسنها من العَفْرِ

لتُنْبِئَ أن صاحبها

رَمَتْهُ غوائلُ الدهرِ

كأن نداءَ (واعمَّاهُ)

دَكَّ معاقلَ الصبرِ

وأن نداءَ (أدركني)

على أُذنيهِ كالجمرِ

فهيّجّ غبرةَ الهيجا

وأورى المُهرَ بالشررِ

يُسابِقُ زفرة خرجت

لوافِحُها من السَعْرِ

فأسبلَ في جَوانِحهِ

وأهوى هويةَ الصقرِ

وخرّ عليهِ يلثمهُ

ويمسحُ خدّهُ النضِرِ

ويرقبُ في وسامتهِ

وسامةَ رابعِ الطهرِ

ويَخْضِبُ من نجيعِ الدمِّ

كَفَّاً بالغَ الصغرِ

ويروي مِنْ مَدَامِعِهِ

سواقي الشُرْبِ في الثغرِ

ويهتفُ في تماوجهِ

كصوتِ النفخِ في الحشرِ

بني يا زهرةَ الدنيا

ويا عِقْداً من الدرّ

يَعزُّ علي يا ولدي

تُصِيبُكَ لسعةَ القَدَرِ

وأن تبقى بمنعرج

رهينَ البتر والطبرِ

بيومٍ قلَّ ناصرهُ

وفاضت زُمْرَةُ الغدرِ

فَغَالتْ مَنْبِعَ الأنفاسِ

في ودجيك بالسُمرِ

ولَمْ ترحمْ نواصِبها

فؤاداً لافَحَ الحرِّ

فلا انسكبت عُيونُ الغيـ

ث بالامطارِ والقطرِ

ولا هبّت بمجمعهم

نسائمُ بالهوا تجري


كانت هذه – أيها الأفاضل – مرثية (زهرة الإستشهاديين) في تصوير شهادة القمر الحسني الخالد سيدنا القاسم بن الحسن المجتبى – عليهما السلام – ومجيء الحسين عليه السلام إلى مصرعه، وهي من إنشاء الأديب العماني المبدع أخونا الأستاذ علي بن سلمان العجمي جزاه الله خير الجزاء.
نشكر لكم مستمعينا الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة