البث المباشر

أقول لسجاد(ع)

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 12:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 657

بسم الله وله الحمد والمجد معبود العابدين وغاية آمال العارفين وحبيب قلوب الصادقين لا إله إلا هو تبارك وتعالى رب العالمين وأزكى صلواته وتحياته على معلمي عباده خالص عبادته وأركان توحيده النقي حبيبنا الهادي المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم إخوتنا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير، وأهلاً بكم حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لبعض ما قاله الشعراء من المتقدمين والمتأخرين في مدح رابع أئمة العترة المحمدية الإمام زين العابدين – عليه السلام – الذي جاء في سيرته: أنه (كان – عليه السلام – ليخرج في الليلة الظلماء يحمل على ظهره الطعام أو الحطب والصرر من الدنانير والدراهم فيطرق أبواب الفقراء ويصلهم بها وهو يغطي وجهه لكي لا يعرفوه، فلما توفي فقدوا ذلك فعلوا أنه كان علي زين العابدين عليه السلام).
نبدأ أيها الأكارم بالشاعر بشار بن برد المتوفى سنة ۱٦۷ للهجرة وهو من مشاهير شعراء العصر العباسي، حيث قال في مدح سيد الساجدين:

أقول لسجاد عليه جلالة

غدا أريحياً عاشقاً للمكارم

من الفاطميين الدعاة إلى الهدى

جهاراً ومن يهديك مثل ابن فاطم

سراج لعين المستضيء وتارة

يكون ظلاماً للعدو المزاحم


ونبقى في القرن الهجري الثاني ونفتح ديوان سيد شعراء الولاء فيه، الأديب الموفق إسماعيل بن محمد الملقب بالسيد الحميري، ونختار مقطوعة يشير فيه إلى حادثة تأريخية ذكرتها مصادر الفريقين يوم نطق الحجر الأسود شاهداً له بالإمامة بمحضر عمه محمد بن الحنفية؛ قال السيد:

عجبت لكر صروف الزمان

وأمر أبي خالد ذي البيان

ومن رده الأمر لا ينثني

إلى الطيب الطهر روح الجنان

علي وما كان من عمه

برد الأمانة عطف البيان

وتحكيمه حجراً أسوداً

وما كان من نطقه المستبان

بتسليم عم بغير امتراء

إلى ابن أخ منطلقاً باللسان

شهدت بذلك حقاً كما

شهدت بتصديق آي القرآن

علي إمامي ولا أمتري

وخليت قولي بكان وكان

وفي هذه القصيدة القصيرة يشير السيد الحميري إلى إنتقاله من مذهب الكيسانية الذي يزعم القول بإمامة محمد بن الحنفية – رضوان الله عليه – إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
ومما قيل في مدح في العبادة السجادية قول أديب الولاء في القرن الهجري الرابع ابن حماد العبدي حيث قال رضوان الله عليه:

وراهب أهل البيت كان ولم يزل

يلقب بالسجاد حسن التعبد

يقضي بطول الصوم طول نهاره

منيباً ويفني ليله بالتهجد


ومن شعراء القرن الهجري الرابع القاضي المغربي ابن قادوس وقد قال في مدح الإمام السجاد:

أنت الإمام الآمر العدل الذي

خبب البراق لجده جبريل

الفاضل الأطراف لم ير فيهم

إلا إمام طاهر وبتول

أنتم خزائن غامضات علومه

وإليكم التحريم والتحليل

فعلى الملائك أن تؤدي وحيه

وعليكم التبيين والتأويل


ومن ديوان (مرآة الشعور) للأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي نقرأ قوله من قصيدة في مدح زين العابدين صلوات الله عليه:

زين العباد ولن ترى من عابد

بعد الوصي سواه في الآماد

أرأيت مرتعد الفرائص مثله

عند ادكار حلول يوم معاد

سموه ذا الثفنات من كثر السجود

فصار قدوة سائر السجاد

أما الفصاحة والبلاغة فاسألن

في الشام يوم رقى على الأعواد

فأبان من فن البيان روائعاً

لفظاً ومعنى فيه ري الصادي

وعلومه إرث الحسين وعمه

عن فاطم والمرتضى والهادي

سل عن صحيفته الأكابر إذ غدت

للعالمين روى وللعباد

يا أيها السجاد عم بنا البلا

وغدا التشيع رهن سيف العادي

في كل يوم تستباح حقوقنا

من ظالم متستر أو بادي

هذا يشكك في عقائدنا قلى

وبنكر فضل الطاهرين ينادي

والآخر ارتضع العداوة ناشئاً

من صدر آل أمية الأوغاد


وبهذه الأبيات لسماحة الشيخ احمد الدر العاملي، ننهي حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) لكم منا أيها الأكارم جزيل الشكر على كرم المتابعة، ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، خالص الدعوات، دمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة