البث المباشر

مديحة الأديب الزينبي للسيدة أم البنين (سلام الله عليها)

الأربعاء 11 ديسمبر 2019 - 10:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 440

بسم الله وله الحمد والثناء في السراء والضراء، والصلاة والسلام على خلفائه الأمناء محمد وآله الأوصياء….السلام عليكم مستمعينا الأعزاء وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نقرأ لكم فيها مديحة رثائية لسيدة الوفاء مولاتنا أم البنين فاطمة بنت حزام زوجة إمامنا أميرالمؤمنين – عليه السلام- وأم فتاه الغيور ابي الفضل العباس سلام الله عليه وثلاثة من اخوته قدمتهم جميعاً فداءً لسيد الشهداء– سلام الله عليه- في ملحمة عاشوراء. وقد نشرت هذه المديحة التي تحمل عنوان (أم النوادب) ، مجلة جنة الحسين –عليه السلام-في عددها لشهر محرم سنة ۱٤۳۳ وهي من إنشاء شاعر ولائي هو (عبد العباس الزينبي) جزاه الله خيرا.
قال الأديب الزينبي في مديحته الرثائية:

صوت الفجيعة في المدينة يصدع

من قلب مشجية النوادب يرفع

أمّ الوفاء آثار نار حنينها

ناعي الطفوف بنعيه تتفجّع

ما ساءلت عن ولدها وهم هم

أقمار حيدر بل شموسٌ أربع

صبرت وناعيهم يعزّيها لما

قد صابهم في الطفّ غدراً صرّعوا

حبست دموع القلب وهي تحفّه

بسؤالها وكأنّها لا تسمع

عن إبن فاطمة الحسين سؤالها

وله تفجّر من أساها المدمع

عن بنت فاطمة العقيلة زينبٍ

سألت وأنياط الفؤاد تقطّع

قالت: حسينٌ فلذة الكبد الذي

ولدي فداه وحبّه قد أرضعوا

أخبرني يا ناعي الطفوف: أسالمٌ

ولدي حسينٌ بالعقيلة يرجع؟

فأجابها مسترجعاً: قتل الهدى

يا أمّ عباسٍ، فذلّ الركّع

ذبحوه عطشاناً يضمّ رضيعه

والجسم منه بكربلاء موزّع

آه لزينب في السباء وقد رأت

رأس الحبيب على قناةٍ يرفع

صعقت لما سمعت فشقّت جيبها

جزعاً لخطب السبط فهو الأفضع

صاحت: حسينٌ هدّ ركني بعدكم

فمتى اللّقاء وذي الحياة أودّع

لطمت على الخدّين تخمش وجهها

فهوت وحمراءً تسيل الأدمع

وتجاذبت أمّ البنين شجونها

سارت بها نحو العقيلة تهرع

ذهبت تواسيها بفيض أمومةٍ

زاكٍ ومن عين النجابة ينبع

وتعينها بالنّوح سنّة فاطمٍ

كلتاهما ثكلى تأنّ وتجزع

ضمّت عقيلتها بدفء حنانها

فلعلّ بعض الهمّ عنها تدفع

نابت عن الزهراء وهي كليمةٌ

في موقفٍ نور الوفا به يسطع

واستوطنت أرض البقيع مقيمةً

في بيت أحزانٍ بها يتوسّع

طفقت تقيم على الحسين نياحةً

تبكي العدى وتثير من يتشيّع

بقيت تديم النّوح نوراً في الدّجى

صوت البراءة في الفضاء يلعلع

سلبت من الأعداء طيب منامهم

هزّت عروشاً ظنّ لا تتزعزع

أم البنين غدا البكاء جليسها

ومضت بمجلسها سنينٌ أربع

حتى سقوها من سموم أميّة

سمّاً به أحشاؤها تتقطّع

كي يأمنوا من نوحها ولهيبه

ويموت صوتٌ بالظليمة يصدع

لكنّ ذا صوتُ الشهيدة هادرٌ

من قبر مشجية النوادب يرفع

وعلى مدى الأيام تندب في شجىً

إبن الزكية والملائك سمّع

وتساعد الزهراء تسعد حزنها

بالنّوح والعبرات عونٌ مفجع

وتبثّ في وجدٍ يفتت أجبلاً

ألم الولاء تقوله وترجّع

قرّحت يا يوم الحسين جفوننا

هيهات نهنا بالحياة ونهجع

والراية الحمراء في كرب البلا

للثأر تدعو ثائراً لا يخضع

ويلاه آل الله غيّب بدرهم

لهفي لوتر الله وهو مقطّع

لهفي لثأر الله أدمت جسمه

أسياف كفرٍ بالعمى تتلفّع

لهفي لشمس الله تغرق بالدّما

فضياؤها بخضابها يتشعشع!

لهفي لحبّ الله شقّ فؤاده

سهم الخنا ويلاه فهو مبضّع

لهفي لغرّته أصاب بياضها

حجرٌ بأحقاد العتاة مشبّع

لهفي لشيبته الكريمة حرّقت

بلهيب نارٍ في المخيّم تسرع

لهفي لحصن الله داست صدره

خيل الدجى منها تئنّ الأضلع

لهفي لمسلوب العمامة والرّدى

سلبوه خاتمه فقطّع إصبع

لهفي لمهجة فاطمٍ سالت على

لهب الثرى فأضاء منها المضجع

لهفي لثغرك والثنايا مسّها

نكتٌ بمخصره الزنيم يقرّع

لهفي لزينب والفواطم روّعت

سبيت وزينب للمصائب مجمع

ويلاه ناموس الإله مقيد

بجبال رجس بالسياط يلوع


كانت هذه اخواتنا وإخوتنا مستمعي إذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قصيدة عنوانها (أم النوادب) أنشأها الأديب عبد العباس الزينبي في مدح ورثاء أم الوفاء وباب الحوائج مولاتنا أم البنين سلام الله عليها وقد قرأنا لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم جميل الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة