البث المباشر

(مودة آل محمد نعمة عظمى) للشاعر التونسي محمود قابادو

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 14:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 334

بسم الله وله جميل الحمد والثناء أن رزقنا توفيق مودة أحب خلقه إليه المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، حب أهل بيت النبوة ومودتهم عليهم السلام حالةٌ فطرية يهفو لها كل ذي فطرةٍ سليمة بمجرد التعرف عليهم حتى قبل أن يسمع بالأمر القرآني الذي جعلها من واجبات كل مسلمٍ آمن بالرسالة المحمدية. كما أن هذه المودة هي نعمة إلهية عظيمة لما لها من آثار مباركة على محب أهل البيت عليهم السلام في الدنيا والآخرة. هذه المعاني التي حفلت بها النصوص الشريفة تصورها ببلاغة الشعر الصادق الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء من قصيدة عصماء لأحد أعلام الشعر الإسلامي في المغرب العربي هو الأديب التونسي المبدع والمدرس العالم الإستاذ ابوالثناء محمود بن محمد قابادو، المتوفى سنة ۱۲۷۱ للهجرة رضوان الله عليه. تابعونا مشكورين.
يقول الأديب التونسي العالم ابو الثناء محمود قابادو رحمة الله عليه:

يا أهل بيتٍ له العلياء والعظم

ومنه للأمم الآلاء والعصم

جوامع الحمد لم تفرع منابرها

إلا مكارم يعزى فخرها لكم

ثناؤكم بلسان الصبح منتشرٌ

وودّكم في ضمير الليل مكتتم

عقدٌ ونطقٌ به الإيمان مرتبط

له الحديدان قلبٌ مخلص وفم

بحبكم دانَ أهل الأرض قاطبة

وَإن تباينتِ النحلات والإممٌ

أَبقى عليهم به إلهام خالقهم

كيلا تعاجله من بأسه نقم

لا يمتري في معاليكم أخو بصرٍ

ولايماري بها ذو نهيةٍ فَهم

وأينَ يبلغ مَن لَيست له قدمٌ

في علم ِ ما اِختصكم فضلاً به القدم

قد قام نص كلام الله يمدحكم

فكيفَ لاتقعدٌ الآراء والكلم

أَقصى مَدى العلم منّا أنكم قبس

من السراج الّذي اِنجابت به الظلم

وَإن حبّكم زٌلفى وودّكم

قٌربى وإكباركم فرضٌ ومعتصم

أَنتم محلّ رضا المولى ونظرته

من خلقهِ وَبكم تغذوهمٌ النِعمُ

يا سادة شرع المولى مودّتهم

ديناً وطّهّرهم من كل ّ ما يصمُ

وَطوق الخلق نعمى من سوابقهم

فبالصّلاة عليهم كلهم رَنِمُ

ولا تزالُ عوادٍ من عوارفهم

إلى معارفهم فينا لها ديمُ

تَخضرّ أكنافهم للائذينَ إذا

اِغبرت مَسالكهم وَاحمرّ أفقهمُ

إذا المذانبُ غاصت والذوائب من

مناجع الخصبِ شابت والربى قتمُ

هناك يحيي الورى أيدِ تفيضُ ندى

وَأوجهٌ تستقي غيثاً فينسجمُ

ألستم خيرَ أهلِ الدين قبلُ له

مُهاجرين به عن مُستقركمُ

قدِ اِشتملتم له ثوبَ الشمال

وأوجفتم جنوباً لها من عزمكم لجمُ

مُجالدين وأهل الأرض حربكمُ

مُجادلينَ وكلّ كاشحٍ خصمُ

تنقضّ منكم على زرقِ العدى شهبٌ

تفري دُجى الكفرِ إثخاناً فينهزمُ

حتى اِستبانَ صباحُ الدينِ منبلجاً

وَأفصحت آي حقّ ليسُ يكتتمُ

وصدر كلّ ندي منه محتفلٌ

وصدر كلّ كتابٍ منه متسم

من ذا الّذي يغني عن ظل ّدوحتكم

وهي الفروع لقطف الدين والجذم

تزهى مشاعره منكم وترزم من

وجدٍ وترحمها براً بكم رحم

أذكى من العنبر الشحري ذكركم

هبّت به سحراً مطلولةٌ نسم


ونتوجه إخوه الإيمان مع هذا الشاعر التونسي المبدع وهو يتوسل الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله متزلفاً اليه بمودة قرباه قائلاً:

يا أكرم الخلق عند الله منزلةً

ومن به الوحي مبدوءٌ ومخنتم

محبّ آلك يرجوا أن يرى معهم

غداً فكلٌّ بمن قد حبّ يلتئم

وأن يقرّبه تحبير مدحهم

إلى رضاك وإن أقصاه مجترم

وفي رضاك رضى المولى وأثرته

فهو السعادة في الدارين والرحم

لم يمنح الله عبداً فضل عارفةٍ

إلاّ وأنت لها منشا ومستلم

لا سبيل الى أبواب حضرته


الاّ لمن مقتضاه نهجك الاُمم

فالأنبياءُ بدور أنت شمسهم

نور النبوة فيهم منك يرتسم

قد كان نورك من غيبٍ يمدهم

كلاً بما تقتضي في عصره الحكم


كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران ابياتاً منتخبة من قصيدة للشاعر التونسي المبدع الشيخ محمود بن محمّد قابادو من أعلام الأدب الإسلامي في القرن الهجري الثالث عشر. وقد قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار)، نشكر لكم طيب الإصغاء ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة