البث المباشر

(هكذا أحباب الحسين) أديب معاصر

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 10:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 304

بسم الله وله الحمد حبيب قلوب الصادقين، وأزكى صلواته على أحب خلقه إليه مهوى قلوب عباده المخلصين المصطفى الأمين وآله الطاهرين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، لا يخفى عليكم أن من أزكى الوسائل للفوز بحب الله جل جلاله وهو غاية آمال العارفين هو حب الحسين عليه السلام، وهذا ما يصرح به الحديث الشريف الذي رواه علماء السنة والشيعة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: أحب الله من أحب حسيناً. وفي الأشعار التي إخترناها لهذا اللقاء بيان لخصائص الحب الحسيني الذي يثمر حب الله عزوجل لمحبي الحسين عليه السلام. وقد إخترناها من قصيدة حسينية غرّاء لأحد أدباء الولاء المعاصرين، تابعونا مشكورين.
يقول الأديب الولائي:

حبيبي الحسين يا حبيبي

يا منبع العشق بلا نضوب

يا فاتح القلوب في اسمه

قافية الجنون للأريب

العشق أصناف صفا بعضها

نقيها ماض على ضروب

يجمعها قول (ألا فأعطني)

وحبك الهاتف: خذ حبيبي

حبيبي الحسين يا حبيبي

فحبك الأنقى وأزكى الهوي

حسيننا ترنيمة الطروب

تذيقه التوحيد في حبه

تذهله عن أعذب النسيب

تذيب من هواك في عشقه

تجعله كجذوة العشيب

في خيمة الحسين في مأتم

تعقده الزهراء للغريب

في رمشة تحرق أهواءنا

في حومة الهيام بالحبيب

لم تبق غير العشق بل صفوه

ونوره المنار في الدروب

حبيبي الحسين يا حبيبي


وفي مقطع آخر من هذه القصيدة الحسينية الغراء نلتقي بشاعر الولاء وهو يصور بعض علامات صدق الحب للحسين عليه السلام في قلب العاشق الحسيني، قال:

حبيبي الحسين يا حبيبي

هب لي من حزنكم نصيبي

أودعتك القلب بأنياطه

تربطه في طفّك ألرغيب

لعله يجبر بعض الذي

أصابكم في مجمع الكروب

نذرت روحي لك يا روحها

نذر حسيب بكم نسيب

لصدرك الدامي درعاً عسى

تقيه من حوافر النخيب

نذرت أشلائي عساها تقي

خيامكم من نارها اللهوب

نذرت نحري لرضيع وقى

أشياعكم بنحره الخضيب

نذرت جلدي لك يا ساتري

عباءة لجسمك السليب

نذرت خديّ وجفنيهما

مظلة لخدك التريب


ويستمر الأديب الولائي في قصيدته مستثيراً المكامن الفطرية لصدق الحب الحسيني في قلب العاشق وهو يتمثل المصرع الحسيني حيث المصاب الأعظم، قال:

هذا الحسين كعبة القلوب

في كربلا معانق الخطوب

حبيبي الحسين والهفتي

يغور شمساً في حمى الشحوب

زينة عرش الله إشراقه

مرمّل من جسمه الصبوب

مثخنة جراحه سيلها

ذا بالغ معالي الكروب

يستنصر القوم وهو ناصر

ناصره في يومه العصيب

أفئدة العشق الا فأنصري

داعية الاله واستجيبي

ذا داعي الله وهو فاتح

ضلوعه لأوبة المجيب

وإستمرئي البكاء في طفه

وردّدي بلوعة الندوب

لبيك يا من ربه هاتف:

حبيبي الحسين يا حبيبي

وإستوطني الجنون في حبه

ذاهلة في الجزع المذيب

ومزقي الحجاب في وجده

وخرّقي زخارف الجيوب

واستنفري الشعور في عشقه

تنمري في ذاته وذوبي

وإستمطري دماك من مهجة

قد خلقت من دمه الغضوب

فصبغة الله دما وتره

فأصطبغي بصبغة الحبيب


إخوة الإيمان زاد الله في صدق محبتكم ومحبتنا لثار الله وابن ثاره الحسين عليه السلام، وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الانوار)، قدمناه لكم من إذاعة طهران، تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة