البث المباشر

ابيات للصنوبري في مدح اهل البيت(عليهم السلام)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 10:59 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 202

بسم الله وله خالص المدح والحمد والثناء حبيب قلوب الصادقين وأزكي الصلوات علي أنوار الاولياء سيد الانبياء وآله الاصفياء حجج الله علي العالمين.
سئل أحد العلماء عن سر إختيار الله جلت حكمته مودةَ أهل البيت (عليهم السلام) لتكون الاجر الذي أمر نبيه الاكرم (صلي الله عليه وآله) بأن يطلبه من أمته مقابل ما تحمله في سبيل تبليغها الرسالة ونقلها من ظلمات الجاهلية الي نور الأسلام.
فأجاب هذا العالم قائلاً: لقد إختار الله مودة أهل البيت (عليهم السلام) وليس طاعتهم أو إتباعهم أو الدفاع عنهم أو غير ذلك، لأن المودة هي رأس كل الخير فاذا حصلت جاءت بالطاعة والإتباع والدفاع وغير ذلك، ولذلك جاء في الحديث الشريف: وهل الدين الا الحب.
وقد عبّر عن الإستجابة لهذا الأمر القرآني كثيرٌ من شعراء المسلمين إمتاز منهم الشاعر الموصوف بالمبدع في وصف الرياض والأزهار الأديب الولائي أبوبكر أحمد بن محمد الضبي الحلبي الأنطاكي المعروف بالصنوبري من أعلام القرن الهجري الرابع المتوفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمئة للهجرة (رضوان الله عليه).
نقرأ لكم أولاً هذه الأبيات من قصيدة له (رحمه الله) يفتتحها بأبيات يشير فيها الي إعراضه عن زخارف الدنيا لأنه قد وجد كل خير فيما قال عنه:

حبّ النبي محمد ووصيّه

مع حبّ فاطمة وحب بنيها

أهل الكساء الخمسة الغرر التي

يبني العلا بعلاهُم بانيها

كم نعمةٍ أو ليتَ يا مولاهُم

في حبهم فالحمدُ للموليها

 

هُم صفوةُ الكرم الذي أصفيتُهم

ودّي وأصغيتُ الذي يصفيها

أرجو شفاعتهم فتلك شفاعةٌ

يلتذُّ بردَ رجائها راجيها

صلوا علي بنت النبيّ محمد

بعد الصلاة علي النبي أبيها

وينتقل في أبياتٍ أخري الي مدح سيد الوصيين (عليه السلام) يقول في بعضها:

رفع النبي يمينه بيمينه

ليري إرتفاع يمينه رائيها

في موضع أضحي عليه منبهاً

فيه وفيه يبدعُ التشبيها

آخاه في خمّ ونوّه باسمه

لم يألُ في خبرٍ به تنويها

 

هو قال أفضلكم عليٌّ إنه

أمضي فسنّته التي يمضيها

هولي كهارونٍ لموسي حبذا

تشبيهُ هارونٍ به تشبيها

يوماه يومٌ للندي يرويهمُ

جوداً ويومٌ للقنا يرويها

يسعُ الأنامَ مثوبةً وعقوبةً

كلتاهما يمضي لما يمضيها

بيدٍ لتشييد المعالي شطرها

ولهدم أعمار العدي باقيها

ثم يتحدث الأديب الصنوبريُ عما جري علي أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في كربلاء وغيرها خاتماً قصيدته بالقول:

بأبي عَفَت منكم معالمُ أوجهٍ

أضحي بها وجهُ الفخار وجيها

مالي علمتُ سوي الصلاةِ عليكم

آل النبيّ هديةٌ أهديها

سقياً لها فئةً وددتُ بأنني

معها فسقّاني الردي ساقيها

تلك التي لا أرضَ تحمل مثلها

لا مثلَ حاضرها ولا باديها

قلبي يتيهُ علي القلوب بحبها

وكذا لساني ليس يملك تيها

ومن قصيدة غراء أخري للأديب المبدع أحمد الصنوبري نختار من أبياتها ذكره لمودة قربي النبي (صلي الله عليه وآله) بقوله (رضوان الله عليه):

ما زلت أمحضُهُم مَحضَ الودادِ وما

أوَدُّ وُدَّ سوي من وُدَّهم مَحضا

هوي بني هاشمٍ فرضٌ وأقومُنا

علي السبيلِ الأولي قاموا بما فُرضا

الناقضين من اللأواءِ مُبرَمَها

والمبرمينَ من النعماءِ ما انتقضا

 

يا من بغاني ارتكاضاً في محبَّتهم

لا زلتَ فيهم كما لا زلتُ مُرتكضا

وكيفَ لا يطيب لي مَدحُهُم وهمُ

من لم يجد مادحٌ من مدحِهِم عِوَضا

أُهدي قريضي وأُهديهِ وودّيَ لو

أَهدي القريضَ إليهم كلُّ من قَرَضا

إن أعترض حبَّ أصحاب الكساءِ أحد

حُبّيهُمُ جوهراً في القلب لا عَرَضا

 

خَلِّ الرُّبي والأضا واحلُل بساحتِهم

تحلل بخير ربي منهم وخير أَضا

هُم زُبدةُ الفخر عنهم في القديم وفي

الحديثِ صرَّحَ محضُ الفخرِ إذ مُخضا

يزدادُ فخرُ سِواهم عند فخرهُم

ضيقاً وإن طال ذاك الفخرُ أو عُرضا

من كان حشوَ حشاهُ غيرُ حبّهِمُ

لا كان حشوَ حشاهُ غيرُ جمرِ غَضَا

صلاةُ ربي علي أبناءِ فاطمةٍ

ما استيقظ الطرفُ من غمضٍ وما غَمَضا

والي هنا ينتهي لقاؤنا بكم في هذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار وقد قرأنا لكم بعض أبيات شاعر مودة أهل بيت النبوة (عليه السلام) في القرن الهجري الرابع أحمد بن محمد الضبي الحلبي الأنطاكي والشهير بالصنوبري (رضوان الله عليه).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة