البث المباشر

مع روح الله.. مجاهدة النفس عند روح الله الموسوي الخميني (رض)

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 08:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع روح الله: الحلقة 1

مستمعينا الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اهلا بكم في الحلقة الاولى من برنامج مع روح الله لننهل من الشذرات العطرة التي تعطرت بها سيرة الامام الخميني الراحل (رض).
سنتناول ومضات من هذه السيرة الزلال، آملين ان تصفى لنا القلوب وتبتهج بهذه القدوة الحسنة.
وقتا مفيدا نتمناه لكم.
ايها الافاضل، لقد امتازت شخصية الامام الخميني (رض) بابعاد كثيرة، ووقف الكثيرون امام سعة هذه الابعاد وعمقها، متحيرين معجبين بهذه الصياغة الاسلامية الفريدة في عالمنا المعاصر.
ذلك لانهم وجدوا في شخصية الامام (رض) صوتا ونداء، ومشعل وضاء، وراية ولواء.
وجدوا صوت الحق فيه ونداء الرشاد ومشعل البصيرة في ليل الفساد، قد نطق بالحق في كثافات الضلال عندما سكت الاخرون.
وأظاء منار الهدى في غياهب الغي حين خنس الباقون.
ايها الاكارم، برنامج مع روح الله سينتخب لكم في كل حلقة من حلقاته صفة جليلة تحلى بها الامام الخميني (رض).
وارتأينا لكم في هذه الحلقة صفة جهاد النفس عند الامام الخميني (رض)، وفقنا الله واياكم الى حسن السيرة والاقتداء بهذه السيرة الحسنة.

مجاهدة النفس عند روح الله الموسوي الخميني (رض)

أيها الاعزاء، مجاهدة النفس في حياة الامام الخميني (رض)
أمر عجيب، إذ تُجسد لنا حقيقة المطلوب في جهاد النفس، ومنابذة أهوائها، ومقارعة شهواتها، وعدم الركون إليها، أو الاستسلام لرغباتها.
ذلك لان الامام رجل قرآني، والرجل القرآني هو الذي يستطيع ان يتفهم حقيقة السر في النهي الالهي عن متابعة النفس أو التسليم لها.
وهذا هو الذي حذر من غوائل الهوى ويخاف من مضلات الرغبات وينهى عن السماع والاستماع لداعي النفس الأمارة.
هوى النفس لم يجد مسربا الى عالم الامام (رض).
فهو الشجاع الهمام، يغلب هوى نفسه ولا يغلبه، ويقودها بحكمته ولا تقوده.
ايها السادة والسيدات الافاضل،
كان الامام الخميني (رض) يكره بشدة الممارسات التي يُراد منها اضفاء الجلالة والوجاهة الظاهرية عليه.
كان حازما في النهي عن القيام بذلك، فمثلا اذا سار أحد خلفه، توجه اليه ونهاه عن هذا الفعل.
- عندما كان الامام (رض) يلقي دروسه في مسجد السلماسي بمدينة قم المقدسة بين عامي ۱۹٤۸- ۱۹٤۹ كان جيرانه يكنون له جليل الاحترام ينتظرون خروجه بفارغ الصبر،
- وحالما يلمحون قدومه، يهرعون اليه ليسلموا عليه فيبادلهم التحية ويلاطفهم، ثم يقف ليسألهم عن احوالهم واحدا واحدا، فيؤانسهم ويستأنسوا به،
- وقبل ان يستأذنهم ليودعهم وينصرف عنهم يطلب منهم السير امامه، ولم يسمح لاحد منهم مطلقا بالسير خلفه أو مشايعته اكبارا أو اجلالا له.
- يفعل ذلك كي لايسمح للعجب ان ينفذ الى نفسه، بل ويبعدها وينقيها من جميع الاهواء الدنيوية الزائلة.
- في أحد الايام اتصل الشهيد المظلوم الدكتور السيد بهشتي (رحمة الله عليه) ممثلا للجنة استقبال الامام المستقرة في طهران، بمكتب الامام (رض) في باريس، اتصل هاتفيا، وطلب اخبار الامام ان اللجنة اتخذت قرارات في جملة من الامور، احتفاءا لاستقباله من مثل فرش المطار بالسجاد ونصب مصابيح الزينة ونقل الامام من المطار الى مقبرة جنة الزهراء بواسطة طائرة عمودية وغيرها من الاجراءات.
- أصغى الامام (رض) بدقة لما طلب الشهيد بهشتي طرحه عليه، وكانت هذه هي صفاته، لا يقاطع المتحدث، ويتكلم بعد ان ينهي كلامه، عند ذلك قال بلهجة صريحة حاسمة وقاطعة ( اذهب واسألهم: هل يريدون استقبال كوروش أو جمشيد، لا حاجة لي بكل هذه الاجراءات، إن الذي خرج من ايران وهو طالب حوزوي ليحفظ كرامة دينه، يريد ان يعود الى بلاده وهو نفس ذلك الطالب الحوزوي، أرغب ان اكون بين ابناء امتي واسير معهم ولو كان مصيري السحق.

من اقوال الامام الخميني(رض)

ينبغي ان تكونوا قبل كل شئ بصدد تهذيب انفسكم وإصلاحها، وينبغي ان يكون هذا محل اهتمامكم.
اسألوا الله ان لا تصبحوا ذوي مقام اجتماعي قبل ان تتمكنوا من تربية انفسكم وتهذيبها وإصلاحها، وبغير ذلك فانكم حينئذ سوف تخسرون كل شئ، سوف تضلون.
إبنوا انفسكم واصلحوها قبل ان يفلت الزمام من ايديكم.

سيدي يا روح الله

يا مجدد الاسلام وحامي حماه

وهازم الكفر وماحي دجاه

يا طلعة النور في ظلمة الديجور

وطليعة الفتح في عصر الظهور

انت بسمة الحبور على شفاه الثكالى

أنت كهف اليتامي وموئل المحرومين


الى هنا وصلنا واياكم الى نهاية الحلقة الأولى من شذرات من سيرة العشق الالهي.
حتى الملتقى في الحلقة القادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة