البث المباشر

حديث الامام الباقر(عليه السَّلام): لايقين كأستضعاف الدنيا

الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 - 13:40 بتوقيت طهران
حديث الامام الباقر(عليه السَّلام): لايقين كأستضعاف الدنيا

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 229

نص الحديث

قال الامام الباقر (عليه السَّلام): "لا يقين كاستضعاف الدنيا".

دلالة الحديث

الحديث اعلاه صورة تشبيهية، ولكنها ليست كالتشبيه المعروف بقدر ما تنتسب الى التشبيه المباشر اي: غير المتكئ على رصد ظاهرتين وايجاد العلاقة بينهما.
والمهم هو: النكتة الكامنة وراء التشبيه المذكور وهي ما نبدأ نحدثك عنها.
نحن الآن امام أحد مظاهر القلب حيث ان مظاهره تتردد بين يقين وشك ورجحان واحتمال الخ... إلا أن اليقين هو الطموح الأعلى فيما يندر من البشر ان يصل الى تحقيقه نظراً لنسبية الاشياء، الخ...
ان ما نعتزم توضيحه الآن هو: تحليل العلاقة التي اوجدها الامام (عليه السَّلام) بين اليقين وبين استضعاف الدنيا وهي علاقة طالب الامام (عليه السَّلام) بايجادها كما لاحظنا والسؤال: كيف نتبين ذلك ؟
الجواب: اليقين هو الوصول الى قناعة فكرية او نفسية كقناعتنا بأن الله تعالى هو المبدع لهذا الوجود إلا ان النكتة هنا تكمن في تصورنا حيال الوجود او الدنيا من حيث كونها جسراً للاخرة ومع ان الشخصية المؤمنة مقتنعة بان الدنيا وسيلة وليست هدفا بذاته نجد ان غالبية الناس يتشبثون بزينتها مع معرفتهم بخطأ هذا التشبيث وهذا ما ألمح الامام الباقر (عليه السَّلام) اليه حينما قرر بان (الدنيا) مستضعفة وليست حاكمة حيث رسم تشبيها يقرر بأنه لا يقين كاستضعافك الدنيا اي: لامناص من اليقين حيال المتاع الدنيوي العابر والسؤال من جديد: كيف يتحقق اليقين ؟

بلاغة الحديث

ان الصورة التشبيهية المتقدمة تهدف الى جعلنا مدققين في تعاملنا مع الدنيا لماذا لانمنح هذه الدنيا طابع (الاستضعاف) لان الشيطان نفسه وهو الذي يزين هذه الدنيا (للاشخاص) فيما وصفه الله تعالى بأن كيد الشيطان ضعيف، اذن الدنيا ضعيفة او مستضعفة لا فاعلية حقيقية تقف وراءها وهذا لا يحدث إلا في حالة ما إذا سلطنا (الوعي الحاد) على هذه الدنيا وانسقنا مع الامام علي (عليه السَّلام) في مخاطبته للدنيا، غري سواي، حيث لا فاعلية لها وهي المستضعفة على خداع المؤمنين الملتزمين الذين تسلحوا باليقين من خلال معرفتهم بزوال الدنيا وبقاء الآخرة التي هي الحياة الحقيقية: الحياة المقترنة برضاه تعالى والحياة التي لا حدود لوصف نعيمها الذي اغدقه تعالى على عباده الصالحين.
اذن: امكننا ان نتبين جمالية الصورة التشبيهية التي اوجدت علاقة تماثل بين اليقين وبين الاستضعاف الدنيوي، سائلين الله تعالى ان يجعلنا كذلك وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة