البث المباشر

دوام الحمد الله عزوجل

الأحد 6 أكتوبر 2019 - 08:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 125

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ايها الاطائب طابت اوقاتكم برحمة الله وبركاته، واهلاً بكم في وقفة قصيرة عند النصوص النورانية التي تدعونا الى مكارم الاخلاق ومعاليها، حيث نستنير في هذا اللقاء ببعض ما هدانا له اهل بيت الرحمة المحمديه –عليهم السلام- من فضيلة خلق (دوام الحمد الله عزوجل)
نبدا بما رواه ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن ابي بصير قال: قلت لابي عبدالله الصادق –عليه السلام-: هل للشكر حدٌ اذا فعله العبد كان شاكراً، فقال:
(نعم ... يحمد الله على كل نعمة في اهل ومال، وان كان فيما انعم عليه في ماله حق اداه، ومنه قول الله عزوجل "سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ" (سورة الزخرف ۱۳)، ومنه قول تعالى "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" (سورة القصص ۲٤)، ومنه قوله تعالى "رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ"، (سورة المؤمنون ۲۹)، وقوله " رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً" (سورة الاسراء ۸۰)
ايها الكرام يتضح من الحديث المتقدم وما استدل به الامام –عليه السلام- من الآيات الكريمة ان التحلي بخلق دوام الحمدلله عزوجل هو اعلى درجات الشكر له الذي هو من صفات الاحرار في عبوديتهم لله تبارك وتعالى.
كما ان هذا الحديث الشريف يبين لنا سبيل التحلي بهذا الخلق وهو تذكر حقيقة ان الله هو مبدا الانعام بكل نعمة واستشعار قيمة وعظمة بركات هذه النعم، وهذا ما يشير اليه الصادق –عليه السلام- في حديث آخر روان الشيخ العياشي رحمه الله في تفسيره عنه –عليه السلام- انه قال:
"ذكر النعمة ان تقول: الحمدلله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد –صلى الله عليه وآله- وتقول بعده: " سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ""
وتوفيق التحلي بهذا الخلق النبيل هو اعظم من كل نعمة يحمد الشاكر ربه الكريم عليها، فقد روي في كتاب الكافي عن الرضا –عليه السلام- قال:
"من حمد الله على النعمة فقد شكره وكان الحمد افضل من تلك النعمة" وفيه ايضاً عن الصادق –عليه السلام- قال:
"ما انعم الله على عبد بنعمة صغرت او كيرت فقال الحمدلله الا ادى شكرها"
وقال ايضاً: "من انعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد ادى شكرها".
وهذا الخلق الكريم- ايها الاخوة والاخوات- هو حق الشكر لله اي الذي يتحقق به صدق الشكر له عزوجل، روي في الكافي عن حماد بن عثمان ان الامام الصادق –عليه السلام- خرج من المسجد وقد ضاعت دابته فقال:"لئن ردها الله علي لأشكرن الله حق شكره".
قال الراوي: فما لبث –عليه السلام- ان اتي بها فقال: الحمدلله، فقال قائلٌ له: جعلت فداك قلت: لا شكرن الله حق شكره، فقال عليه السلام:
الم تسمعني؟ قلت: الحمدلله!
كما ان التحلي بخلق حمدالله عند كل نعمة صغرت او كبرت من وسائل الفوز اليسيرة بالجنة، فقد روي في الكافي عن الصادق –عليه السلام- قال:
"ان الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب الله له بها الجنة... انه ليأخذ الاناء فيضعه على فيه فيسمي {يعني يقول: بسم الله] ثم يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد [الله] ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله فيوجب الله عزوجل له بها الجنة"
جعلنا الله واياكم ايها الاطائب من الحامدين لله عزوجل على كال حال ببركة الاخذ بوصايا محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين... انتهى لقاء اليوم من برنامج معالي الاخلاق شكراً لكم والحمدلله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة