البث المباشر

قصيدة "العروس السبية" لشاعر معاصر

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 15:34 بتوقيت طهران
قصيدة "العروس السبية" لشاعر معاصر

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 59

في مهرجان النور والعطر الملكوتي الطاهر، تتلألأ في روضة كربلاء قبة السبط المظلوم الشهيد باسقة نحو الأعالي. وعلى مقربة منها تتألق قبة أخيه الشهيد أبي الفضل العباس (عليه السّلام)، رمز الوفاء الأوفى والتضحية الأصدق والأعمق.
وفي مناسك الزيارة الكربلائية المقدسة، نزور أبا عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)، كما نزور مرقد أخيه الناصح المواسي ابي الفضل (سلام الله عليه).
نقول في زيارة العباس (عليه السّلام): السلام عليك ايها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته، وعلى روحك وبدنك.
اشهد انك مضيت على ما مضى عليه البدريون، والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد اعدائه المبالغون في نصرة اوليائه، الذابون عن أحبائه. فجزاك الله افضل الجزاء، وأوفر جزاء أحد ممن وفي ببيعته، واستجاب له دعوته وأطاع ولاة امره. أشهد أنك قد بالغت في النصيحة واعطيت غاية المجهود.. فبعثك الله في الشهداء وجعل روحك مع ارواح السعداء، وأعطاك من جنانه افسحها منزلاً، وافضلها غرفاً، ورفع ذكرك في العليين وحشرك مع
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا.
بقية السلف من آل محمد الابرار الاطهار، اقتيدوا من كربلاء أسارى مسبيّين، وهم الذين هدى الله العالم بجدهم المصطفى وأبيهم امير المؤمنين (صلوات الله عليهما وآلهما)! ولا تسل عما اقترفه القتلة البغاة في حق سبايا آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من ايذاء وتنكيل وتعذيب، لم يسلم منه حتى الصبايا الصغيرات، وحتى الجنين في أحشاء أمة الثكلى.
شاعر معاصر يهيج في قلبه حب اهل البيت والحزن لظلاماتهم، فيرسم لواعجه في كلمات تومئ الى بعض مشاهد السبي الفظيعة، ومشاهد مذبحة عاشوراء:

آه يا درب السبايا يا طريقاً

ملؤه ضرب وشتم ورزّية

لا تسل عن عطش الدرب ولا عن

جوعهم فيه، وعن عجف المطية

لا تسل عن عضة القيد، وقد

أبدى حزوزاً داميات حفرّية

لا تسل عن رشقات الصخر

إن مرّوا بقوم.. او نواح قرويّة

لا تسل عن اي شيء إن أدنى

ما لقوه لوّع الزهرا الصفية

 

بينهم كانت عروس، ليلة العرس

قضتها في (احتفال) الغاضرية!

زينوا الحجلة والحنّاء جاءت

وثياب العرس بيض مخملية

وبدا (القاسم) بدراً، فأبوه

المجتبى أورثه كل سجية

وأتى الشيخ حسين عاقداً ما

بين نوري قمري ولد الزكية

إنها كانت وصاة من أخيه

وحسين هو من أجرى الوصية

ورأت فاطم بنت السبط عرساً

مثلما شاءت لها فيه المشية

حجلة العرس لها خيمة قتلى

جمعت مقطوعة الرأس دميّة!

وثياب الزفة البيض استحالت

من دماء القتل حمراً قرمزية!

ونثار الورد احجار تهاوت!

يالها رشقة ورد حجرية!

أرأيتم عقد عذراء حيّه

قد غدا (حفلة عرس) كارثية؟!

 

لا تقل عن خبر الحنّاء شيئاً!

ها هي الآن محناة... جلية!!

صبغة الحناء حناء .. وهذا

واضح تعرفه كل صبية

فلماذا فلذة الزهرا تحنى

وهي تبكي احمر اللون قنية؟!

إن ما حنّى يديها من أبيها

نحره المذبوح في هذي العشية!

شهدت هذا ولكن أين نجل العم؟!

اين الطلعة الغرّا الوضية؟!

إنه الآن ذبيح .. وطريح

بثياب العرس في القتلى الرمية!

من رأى عرسا كهذا؟! وحده

العرس لآل الله قد أمسى رزية!

والصبية؟! كتفوها في السبايا!

يا الهي... أعروس وسبية؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة