البث المباشر

مرثية السيد محمد جمال الهاشمي لعلي الاكبر

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 15:01 بتوقيت طهران
مرثية السيد محمد جمال الهاشمي لعلي الاكبر

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 32

حكى الامام عليّ بن الحسين السجاد عليه السلام طرفا ً من واقعة كربلاء، وقد شهدها مريضا ً قد قعد به الداء عن القتال.. فقال: لما اشتد الامر بالحسين بن عليّ بن أبي طالب نظر اليه من كان معه، فاذا هو بخلافهم... وكان الحسين(ع) وبعض من معه من خصائصه: تشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسكن نفوسهم.
فقال بعضهم لبعض: انظروا... لايبالي بالموت!
فقال لهم الحسين(ع): صبراً بني الكرام؛ فماالموت الا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء الى الجنان الواسعة والنِّعم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن ٍ الى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلا ّ كمن ينتقل من قصر إلى سجن ٍ وعذاب.
كوكب متألق سخيّ النور من كواكب كربلاء... هو عليّ الاكبر نجل سيّد الشهداء صلوات الله عليه وعزيزه الاثير. لمقتله الفجيع في قلب ابيه ـ كانت ـ حرارة خاصّة وأسى ً ممضّ يُرنّح الجبال.
ورثاء علي الاكبر سلام الله عليه... يمتزج فيه الشجى والالم بوصف البطولة والرجولة والجمال. إنّ كل شيء متميز في هذا الشهيد الفتى الكريم. إنه نبعة الحسين، وكفى فخراً وعظمة أن تقول: إنه نبعة الحسين.
واحدة من مراثيه هذه التي انشدها السيد محمد جمال الهاشمي:

هلهلت باسم سيفه كربلاء

فتهادى العلى، وماس الاباء

بطل تنطف الشجاعة منه

وتفيضُ الفتوّةُ العصماء ُ

وفتى باسمه المكارم تشدو

وتُشيد الحرية الحمراء ُ

علويُّ الشُّعاع، قد أطلعته

من سماها الصديقة الزهراءُ

من بني هاشم الاباة، ولكنْ

فضلتهم نفس له شمّاء ُ

سبط طه... يحكيه خُلقاً وخَلقاً

فله منه منطق وبهاءُ

وحفيد الوصيِّ، يُعرب عنه ُ

بأسه... إذ تثيره الهيجاء ُ

ووليد الحسين... حاز معاليـه

وبالورد تُعرف الاشذاءُ

ولدته الشموسُ... حتى تسامى

كوكباً منه تزهرُ الاجواء ُ

ونمته السيوف فهو حسام

أرهفته الخطوب والارزاءُ

 

هلهل الطفُّ حين لاح عليُّ

فارساً يحتفي به الخيلاءُ

واشرأبّتْ له العيون اندهاشاً:

أهو وجه أم كوكب وضّاءُ؟!

جاء يختال بالجمال، وللحُسـْن

ازدهار تزهو به الكبرياءُ

تترامى القتلى حواليه إمّا

راعهم من حسامه إيماء ُ

آه... لو لا الظما لأنبأ عنه

الطفُّ ما تحتفي به الانباء ُ

أثرَ الحَرُّ في قواه، فراحت

تشتكي من كفاحه الاعضاءُ

فطوى الجيش ينشر الموت، حتى

شتتتهُ غاراته الشعواء ُ

لهف نفسي له، وقد خضَّبتهُ

من يد البغي ضربة نكراء ُ

وادلهمّت له العوالمُ، واهتزت

- خشوعاً لقتله - الغبراء ُ

وأصيب النبيُّ فيه، وناحت

من شجاها البتولة العذراء ُ

عانق المُهرَ، وهو يدعو اباه

بنداء ٍ ضجّت له الارجاءُ:

(وعليك السلامُ، هذا وداعي

فيه فاضت نفسي، وحان القضاءُ)

فأتاه الحسينُ... كالصقر منقضاً

وكالرعد ماج فيه الفضاءُ

فرأى شبلهُ... وقد وزّعَته

إرباً في سيوفها الاعداءُ

يرفعُ السِّبط ُ راسهُ وهو يدعو

ربَّهُ: (في رضاكَ هذا الفداءُ) 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة