البث المباشر

حسينية للأديب السيد حيدر الحلي (القرن الثالث عشر)

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 13:24 بتوقيت طهران
حسينية للأديب السيد حيدر الحلي (القرن الثالث عشر)

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 10

عاشوراء يوم متميز في الايام والشهور والسنين والدهور. يوم للارتباط بالله تبارك وتعالى الارتباط الخاصّ. واهذا اليوم آداب ومزايا تُراعى حُرمتها.
يقول الامام الصدّيق عليّ بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة. ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عزوجلّ يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرّت بنا في الجنان عينهُ. ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله شيئا ً لم يُبارك له فيما ادّخر، حُشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعُمر بن سعد لعنهم الله، الى اسفل درك من النار.
انها ملحمة عاشوراء! تظلّ على الدهور فريدة وحيدة لاتتكرر ؛ فالحسين الشهيد سلام الله عليه متفرّد متوحّد لا يتكرر. وتظل المأساة مأساة، وتظلّ كربلاء كربلاء.
هكذا انطلق صوت السيد حيدر الحلي في اواخر القرن الثالث عشر، وهو شاعر الثكل والتفجع والحمية المعروف، يبدأ حديثه عن شجن حمامة من الحمائم:

وا دّعت حولي الشجا ذات طوق ٍ

مات منها على النياح الهُجوعُ

وصفت لي بجمرتي مُقلتيها

ما عليه انحنَينَ منّي الضلوعُ

شاطرتني بزعمها الداءَ حُزنا ً

حين أنّتْ، وقلبيَ الموجوع ُ

يا طروب العشيِّ، خلفك عني

ما حنيني صَبابة وولوعُ

لم يَرُعني نوى الخليط، ولكنْ

من جوى الطفّ راعني ما يروعُ

عجبا ً للعيون لم تغدُ بيضا ً

لمصاب تحمرّ فيه الدموع ُ!

رأسي شابت الليالي عليه

وهو للحشر في القلوب رضيعُ!

أيُّ يوم ٍ رُعبا ً به رجف الدهـرُالى

ان منه اصطفقْنَ منه الضلوع!

أيُّ يوم ٍ بشفرة البغي فيه

عاد أنفُ الاسلام وهو جديع!

يوم صكّت بالطف هاشم وجه الـموت ِ،

فالموت من لقاها مَروعُ

بسيوف ٍ في الحرب صلت، فللشوس ِ

سُجود من حولها وركوع ُ

موقف لا البصير فيه بصير

لاندهاش ٍ، ولا السميعُ سميعُ

ويتسلسل السيد حيدر رضوان الله عليه ليصوّر لمحات من الشجاعة الحسينية المدهشة:

قد تواصت بالصبر فيه رجال

في حشى الموت من لقاها صُدوعُ

سدَّ فيهم ثغر المنية شهم

لثنايا الثغر المخوف طلوعُ

طمعت أن تسومه القوم خَسفا ً

وأبى الله والحسام الصنيعُ

كيف يلوي على الدنية جيدا ً

لسوي الله ما لواه الخضوعُ

فأبى أن يعيش إلا ّ عزيزا ً

او تجلى الكفاح وهو صريع ُ

فتلقى الجموع فردا ً، ولكنْ

كلُّ عضو ٍفي الروع منه جُموعُ

زَوّج السيف بالنفوس، ولكنْ

مهرها الموتُ والخضاب النَّجيعُ

 

قطعوا بعده عُراه، ويا جدلَ

وريد الاسلام انت القطيعُ

قوِّضي يا خيام عليا نزار ٍ

فلقد قوِّضَ العماد الرفيع ُ

وأملأي العين يا أميةُ نوما ً

فحسين على الصعيد صريع ُ

ودعي صكّة الجباه لُؤًيُّ

ليس يُجديكِ صكها والدموع ُ

أفلطما ً بالراحتين، فهلا ّ

بسيوف ٍ لا تتقيها الدروعُ ؟!

وبكاء بالدمع حزنا ً، فهلا ّ

بدم الطعن ِ، والرماح ُشُروعُ؟!

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة