البث المباشر

حسينية للأديب علي بن الحسين الشفهيني (القرن التاسع)

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 09:48 بتوقيت طهران
حسينية للأديب علي بن الحسين الشفهيني (القرن التاسع)

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 2

انها ايام المحرم. شهر الحزن العاشورائي المستديم، وزمن التذكر الحسيني المقيم. ولاينفك اهل البيت صلوات الله عليهم يذكرون - في حزن ٍ دهريّ لاينقضي - قتيل كربلاء الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما.
يقوا الامام الرضا سلام الله عليه للريان بن شبيب وقد دخل عليه في اول أيام المحرم:
يا ابن شبيب، إن كنت باكيا ً لشيء فابْك ِ للحسين بن علي بن ابي طالب؛ فانه ذبح كما يُذبح الكبش، وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا ً ما لهم في الارض شبيهون. ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله. ولقد نزل الى الارض من الملائكة أربعة الاف لنصره، فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شُعْث غبْر الى ان يقوم القائم عليه السلام فيكونون من انصاره، وشعارهم: يالثارات الحسين.
وهذه نبضات قلب من القرن الثامن ترسم صورة لجوانب من ملحمة عاشوراء الخالدة.
ها نحن مع صوت الشاعر عليّ بن الحسين الشفهيني... من الحلة بالعراق، وقد تذكر أحبته الراحلين:

أبكي اشّتياقا ً كلما ذُكروا

وأخو الغرام يهيجُهُ الذكرُ

فأنا الغريبُ الدار في وطني

وعلى اغترابي ينقضي العمر

هلا ّصبرت على المصاب بهم

وعلى المصيبة يُحمدُ الصبرُ

وجعلتَ رزءك في الحسين، ففي

رُزءِ ابنِ فاطمةٍ لك الاجرُ

مكروا به اهل النفاق، وهل

من مثلها يُستبعد المكرُ؟!

بصحائفٍ كوجوههم وردت

سودا ً وطيُّ سطورها الغدرُ

وتسارعوا لقتاله زُمَراً

ما لا يحيط بعدِّها حصر ُ

طافوا بأروع في عرينته

يُحمى النزيل ويأمن الثغر ُ

فكأنهم سرب قد اجتمعت

ألفا ً، فبّدد شملها صقر ُ

يا قلبهُ وعداه من فرق

فِرَق، وملء قلوبهم ذُعرُ

وكأنه فوق الجواد، وفي

متن ِ الحسام دماؤهم هدْر ُ

أسدٌ على فُلْك ٍ وفي يده ال

مرِّيخُ قاني اللون مُحمرُّ

 

حتى اذا قرُبَ المدى وبهِ

طاف العدى وتقاصر العمرُ

أرادوه منعفراً تمُجُّ دما ً

منه الظُّبا والذبَّل السُّمرُ

بدر هوى من سعده، فبكى

لخمود نور ضيائه البدرُ

هَوَت النسورُ عليه عاكفة ً

وبكاه ُ عند طلوعه النَّسرُ

سلبت يدُ الطلقاء مغفرهُ

فبكى لسلب المغفر الغَفْرُ

وبكت ملائكة السماء لهُ

حزنا، ووجه الارض مبرُّ

والدهرمشقوق الرداء، ولا

عجب يشق رداءه الدهرُ

والشمس ناشرة ذوائبها

وعليه لا يستقبحُ النشرُ

برزت له في زي ثاكلة

اثيابها دموية حمرُ

وبكت عليه المعصراتُ دما

فاديم وجه الارض محمرُّ

ويستمر الشاعر في تصويره هذه المناحة الكونية التي احتدمت يوم عاشوراء، في قصيدة طويلة... موّاجة بالاسى ولواعج الحزن لمصاب آل محمد(ص) في كربلاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة