البث المباشر

شرح فقرة: "وأنعش به البلاد وأقتل به جبابرة الكفر"

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 09:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأنعش به البلاد وأقتل به جبابرة الكفر " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة'>الادعية المباركة وما تتضمن من المعرفة العبادية في ميدان العقائد والاخلاق والاحكام ومن ذلك: دعاء الغيبة وهو احد الادعية النادبة للامام المهدي(ع)، والوارد قراءته بعد فريضة العصر، كما يتلى في سائر الازمنة ... وقد حدثناكم عن مقاطع متسلسلة وانتهينا من ذلك الى مقطع يقول: (واظهر به الحق، وامت به الجور، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل، وانعش به البلاد، واقتل به جبابرة الكفر، واقصم به رؤوس الضلالة ...)، ان هذا المقطع من الدعاء سبق وان حدثناكم عن بعض فقراته في لقاء متقدم، الا وهي فقرة: (واظهر به الحق، وأمت به الجور، واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل) .. اما الآن نبدأ بما يليها من فقرات، ومنها فقرة: (وانعش به البلاد) ... فماذا نستخلص منها؟
لقد قلنا ـ في لقائنا السابق ـ ان مقطع الدعاء يتضمن الاشارة الى ثلاثة محاور: التوسل بالله تعالى بان يزيل الانحراف على يد الامام(ع) عند ظهوره، وان ينقذ المؤمنين مما هم عليه، وان ينعش المجتمعات الاسلامية ... وها هي فقرة: (وانعش به البلاد)تتحدث عن المحور الاخير ... والسؤال هو: ما المقصود من انعاش البلاد؟
من البين ان المجتمعات تتألف من افراد وجماعات وان ثمة فوارق بين افراده او جماعته من حيث الاشباع لحاجاتهم "كأنقاذهم من ذل المنحرفين"، وبين التوازن الاجتماعي او الرفاه الاجتماعي الذي يجسد جانباً من الجهاز المادي والمعنوي العام للمجتمع ... لذلك فان فقرة الدعاء حينما تتوسل بالله تعالى بان ينعش بالامام(ع) البلاد، انما تعني ان يتحقق التوازن الاجتماعي والرفاه الاجتماعي العام بحيث لا يبقى جانب من جوانبه "كالجانب السياسي والاقتصادي والفكري ...الخ" الا وهو مرفه ومتوازن وسعيد ...الخ.
نتجه بعد ذلك الى فقرة جديدة من المقطع المتقدم، وهي فقرة تتناول المحور المتمثل في ازالة الجور، حيث تمثل في مفردات كثيرة ومتنوعة من اشكال الانحراف والاشخاص مثل الجبابرة ورؤوس الضلالة ونحوهم فيما ورد في مقطع الدعاء، حيث لاحظنا فيه عبارة (واقتل به جبابرة الكفر، واقصم به رؤوس الضلالة ...)، والسؤال الان هو: ما هو المقصود من الجبابرة والرؤوس، او المقصود من مصطلحي الكفر والضلالة؟ ... وهذا ما نبدأ بملاحظته ولنقف عند الفقرة الاولى وهي: (واقتل به جبابرة الكفر) ... فماذا تعني؟
طبيعياً ينبغي ان نفرق بين مصطلح "الجبار" الخاص بالله تعالى، بمعنى القادر والعظيم ... الخ وهي من صفات الله تعالى، حيث يتفرد بوحدانيته، وبين المصطلح المنسحب على الخلق، حيث يشكل ـ في حالة المخلوقات ـ سمة سلبية كل السلب، لان العظمة والقدرة والهيمنة على الكون هي لله تعالى وحده، اما اذا انتحل العبد لنفسه مفهوم التسلط ونحوه فهذا يشكل منازعة قبالة الله تعالى.
وفي ضوء ذلك فان "الجبابرة" في نطاق المخلوقين هم المتكبرون والعتاة والمتمردون على اوامر الله تعالى.
وفي الغالب نجد ان المتكبر والمتمرد والعاتي يمارس تسلطاً على المحكومين الذين يخضعون الى سيطرته، وهذا التسلط يتمثل في الاذلال والقهر، وفي انزال العذاب على الاخرين: من تشريد وسجن وقتل و...الخ، وهو ما نلاحظه في مجتمعات الانحراف المعاصرة بمختلف ايدلوجياته الكافرة.
من هنا يتوسل الدعاء بالله تعالى بان يقتل بالامام(ع) هؤلاء الجبابرة المتسلطين على رقاب الناس، وهم الكفار بمختلف ايدلوجياتهم كما قلنا، بصفة ان الكفر ملة واحدة سواء كان ذلك متجسداً في اللامنتمي او المشكك او المنحرف عن الاسلام او المنحرف عن المذهب الحق ...الخ.
وهذا فيما يتصل بعبارة الكفر، واما ما يتصل برؤوس الضلالة كما ورد في مقطع الدعاء، فسنحدثكم عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى اما الآن فحسبنا ان ندعو بدورنا بان يقتل الله تعالى بظهور الامام المهدي هؤلاء الجبابرة وان يجعلنا من انصار الامام(ع)ويوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة