البث المباشر

شرح فقرة: وأسألك يا رب توبة ً ترضاها

الأحد 8 سبتمبر 2019 - 11:23 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وأسألك يا رب توبة ً ترضاها

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأسألك يا رب توبة ً ترضاها " من دعاء عالي المضامين.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الخاص قرائته بعد زيارة الائمة عليهم السلام، أي زيارة الجامعة وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك عن الجديد من ذلك ومنه الفقرة الاتية المتوسلة بالله تعالى بان يرزق قارئ الدعاء حج بيته الحرام وزيارة قبر النبي(ص) والائمة عليهم السلام، ولا نحسب انا بحاجة الى توضيح هذا الجانب حيث ان الحج فريضة لمن استطاع الى ذلك سبيلاً، ولكن مع كونه فرضاً مشروطاً الا ان عظمة الحج وقدسيته حيث ينزل الحاج ضيفاً عند الله تعالى حينئذ فان النفس لتتوق الى ذلك ليس في نطاق الواجب فحسب بل الحج المندوب حتى انه ورد في الادعية المتنوعة التوسل بالله تعالى بحج بيته الحرام في كل عام أي مدى العمر، واذا كان الحج يتميز بعظمته المشار اليها فان الادعية لا تفصل بينه وبين زيارة قبر النبي(ص) والائمة عليهم السلام وهم الامام الحسن والسجاد والباقر والصادق عليهم السلام فضلاً عن زيارة مطلق الائمة عليهم السلام في المناسبات المتنوعة.
ونحسبك تتساءل عن الصلة بين الحج وبين زيارة المعصومين عليهم السلام وهو امر يستاقنا الى تذكيرك بان النصوص الواردة بالنسبة الى الحج وعدم فصله عن زيارة النبي(ص) وائمة البقيع وسائر المدفونين هناك هذه النصوص تشير الى انه من الجفاء ان يزور الحاج بيت الله تعالى ولا يزور النبي(ص) وائمة البقيع عليهم السلام والسر هو ان المعصومين بعامة لا ينفصلون عن مبادئ الله تعالى وهم الموصلون الاحكام الى عباد الله تعالى وهم الثقل الاخر أي الكتاب والعترة حيث انهم احد هذين الثقلين بعد ذلك نواجه مقطعاً جديداً هو (واسالك يا رب توبة نصوحاً ترضاها، ونية تحمدها، وعملاً صالحاً تقبله)، ونقف اولاً عند ظاهرة التوبة وكونها نصوحاً فنقول ان الانسان ما دام غير معصوم فان المعصية تصدر عنه بشكل او بآخر عموماً ولكن الله تعالى ذكر في كتابه ان الذين يجتنبون كبائر الاثم يجسدون الاشخاص المؤمنين غير المذنبين من هنا فان التوبة تعتبر اعظم نعمة من الله تعالى يمن بها على عباده لانها ببساطة تعني الندم على الذنب ومن ثم فان غفران الذنب وكسب رضاه تعالى يظل هو المطلوب اساساً بالنسبة الى العبد، وقد ورد الحث على التوبة قبل فوات الاوان، طالما لا نعرف تماماً متى ياتي اجل الانسان مما يدفعه هذا الى عدم التسويف في التوبة هنا يثار السؤال الاتي لماذا قال النص (اسألك يا رب توبة نصوحاً)، أي ما معنى النصوح وما هي فلسفته؟ ما دام الانسان معرضاً لوسوسة الشيطان فانه قد يتوب عن الذنب ويعود اليه ان العودة مع كونها تقترن ايضاً بقبول التوبة أي ان الافضل هو ان العبد اذا اقلع من الذنب فعليه الا يعود الى ذلك من هنا فان القرآن الكريم او الدعاء ذكر بضرورة ان تكون التوبة نصوحاً خالصة غير مقترنة بالتفكير بمعاودة الذنب أي التصميم والجزم والعزم على عدم معاودة الذنب مهما كانت المحركات الحادة تفرض على العبد عودته الى الذنب بل المطلوب هو مقاومة الوساوس الشيطانية وممارسة الارادة القوية في التصميم على الطاعة.
ورد في الدعاء ان التوبة هي المقترنة برضاه تعالى حيث قال توبة نصوحاً ترضاها وهذا القيد أي رضاه تعالى يعني ان العبد اساساً ما دام قد ارتكب ذنباً فالعدالة تقتضي محاسبته ولكن رحمة الله تعالى تسبق غضبه ولذلك يتوقع العبد ان يكسب رضاه تعالى قبل ان ينزل عليه غضبه.
ختاماً نسأل الله تعالى ان يوفقنا الى الطاعة والتوبة من الذنوب والتصاعد بالطاعة الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة