البث المباشر

شرح قوله (عليه السلام): (وبابك مفتوح للطلب والوغول)

الأربعاء 7 أغسطس 2019 - 14:37 بتوقيت طهران
شرح قوله (عليه السلام): (وبابك مفتوح للطلب والوغول)

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وبابك مفتوح للطلب والوغول " من دعاء الصباح.

 

لا نزال نحدثكم عن الادعية المباركة وما تتضمنه من بلاغة العبارة وعمق دلالاتها ونكاتها وفي مقدمة ذلك دعاء الصباح للامام علي(ع) حيث قلنا في لقاءات سابقة جملة مقاطع منه ونقدم مقطعاً جديداً الآن وهو المقطع القائل (الهي كيف تطرد مسكيناً التجأ اليك من الذنوب هارباً) الى ان يقول: (وبابك مفتوح للطلب والوغول، وانت غاية المسؤول ونهاية المأمول ...)، هذه الفقرات من الدعاء نحدثكم عنها الان فنقول: الفقرات المتقدمة تتساءل متوسلة بالله تعالى قائلة بما معناه كيف يطرد الله تعالى عبداً التجأ اليه طالباً شرب الماء وهو ظمآن، او التجأ هارباً الى الله تعالى ...، ثم يقول (وهذا ما نستهدف الحديث عنه الآن) ان باب الله تعالى مفتوح للطلب والوغول مع انه تعالى هو غاية المسؤول ونهاية المأمول؟ هذا النمط من التساؤل والتوسل ينطوي على نكات متنوعة نبدأ اولاً نحدثكم عن الفقرة الاولى منه وهي (بابك مفتوح للطلب والوغول)، ولعل قارئ الدعاء يحرص على معرفة عبارة قد تبدو غامضة بالقياس الى باقي العبارات ونعني بذلك العبارة التي تتضمن مفردة الوغول أي ان قارئ الدعاء يفهم بوضوح بان الدعاء يتوسل بالله تعالى او يتجه اليه مستفهماً كيف يطرد الله تعالى عبداً لجأ اليه هارباً او ظمآن محتاجاً الى الماء على ان باب الله مفتوح للطلب أي لمن طلبه الله ان يتجه اليه وايضاً لمن يدخل الى موضع الشراب او الطعام دون ان يدعى او يطلب منه، وهذه الفقرة الاخيرة أي المفردة التي تقول بان باب الله مفتوح للوغول معناها الدخول دون ان يدعى العبد والان اذا اتضح معنى "الوغول" حينئذ تكون الاستعارة على نحو ما ذكرناه قبل قليل وهي ان باب الله تعالى مفتوح لمن طلبه ولمن لم يطلبه أي انه مأذون للدخول من الباب الى ساحة الطعام والشراب لكل من يرغب الى ذلك، سواءاً ادعى للطعام والشراب او لم يدع ولا نعتقد ان قارئ الدعاء بحاجة الى ان نوضح له النكتة العميقة التي تتضمنها منه الاستعارة، أي ان قارئ الدعاء يعرف بان الله تعالى حينما يقول لعبده ادعني استجب لك مثلاً فهذا يعني انه تعالى قد رحم عبده واعتنى به كثيراً ولكن حينما يقول الدعاء بان باب الله مفتوح حتى لمن لم يدع الى الدخول فهذا يعني ان رحمته تعالى بلغت ن السعة بحيث لا يستطيع احد ان يحدد مداها غير المحدود.
ولندع هذا الجانب ولنتجه الى ما بعد الاستعارة المذكورة وهي عبارة (وانت غاية المسؤول ونهاية المأمول)، نحن الان امام الله تعالى من جانب وامام العبد المذنب من الجانب الاخر، ولنر كيف ان الدعاء قد تناول هذين الجانبين فمن الجانب الاول اشار الدعاء الى ان الله تعالى هو "غاية المسؤول" ومن الجانب الاخر اشار الدعاء الى انه تعالى نهاية المأمول ولكن المأمول هنا يرتبط كما هو واضح بالعبد المذنب فماذا نستخلص من النكات.
من البين عندما نذكر الدعاء بان الله تعالى هو غاية المسؤول انما يشير الى ما لا حد له من الجهة التي يقصدها العبد المذنب وهي المعنى ان الله تعالى هو الغاية التي ما بعدها غاية بغفران الذنب.
واما ما ذكره الدعاء بانه تعالى هو "نهاية المأمول" فمعنى ذلك ان الامل الذي رتبه العبد على الله تعالى هو نهاية ما يطمح ويتطلع العبد اليه حيث لا مأمول بعد ذلك أي يتحقق الاشباع لدى العبد ما دام الامل الذي علقه هو نهاية ما يمكن تصوره من التطلع والتشوق والتوجه والتوقع لحاجات العبد وتحققها بواسطة الله تعالى.
اذن: امكننا ان نتبين جملة من النكات الكامنة وراء الفقرات الثلاث أي ان باب الله تعالى مفتوح لمن طلبه ولمن لم يطلبه وانه تعالى غاية المسؤول وانه تعالى نهاية المأمول....
والاهم من ذلك هو ان نستثمر هذه الدلالات ونتجه الى الله تعالى بان يغمرنا برحمته التي لا حدود لها وان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة