البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد عليهم السلام،..."

السبت 3 أغسطس 2019 - 11:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد عليهم السلام " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

وله عظيم الحمد والثناء إذ رزقنا بلطفه مودة وموالاة رحمته الكبري للعالمين المصطفي الأمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين. 
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته. بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج لنا فيها وقفة تأملية واستلهامية من أحد المقاطع الأخير من الدعاء الشريف الذي أمرنا مولانا الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه) بتلاوته في عصر الغيبة وخاصة في عصر أيام الجمعات. وهو المقطع الذي يعلمنا أن نطلب من الله عزوجل قائلين: (اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد (عليهم السلام)، ولا تجعلني من أعداء آل محمد (عليهم السلام)، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ علي آل محمد (عليهم السلام)، فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني واستجير بك فأجرني، ... يا أرحم الراحمين).
ثمة سؤال اول قد يطرق الأذهان للوهلة الأولي وهو يستمع لهذه العبارة، وهذا السؤال هو: ما مغزي أن يعلمنا الدعاء أن نطلب من الله عزوجل أن لا يجعلنا من خصماء آل محمد وأعدائهم وأهل الحنق والغيظ عليهم في حين نحن نفتخر بكوننا من شيعتهم ومن أهل مودتهم، وإذا لم نكن عاملين بالكامل بوصاياهم ولا تصدق علينا بالكامل صفات الشيعة الصادقين، فنحن علي الأقل متمسكون بحبل مودتهم وحبهم (عليهم السلام) فكيف يمكن أن نكون من خصمائهم وأعدائهم؟ 
بالنسبة لهذا السؤال يمكن الإجابة عنه بعدة أمور: 
الأمر الأول: هو أن المراد التنبيه إلي خطورة أمر معاداة آل محمد (عليهم السلام) وآثاره التدميرية بحيث يعلمنا الدعاء أن نستعيذ بالله منه مهما كان إحتمال الإبتلاء به بسيطاً أو ضعيفاً.
أما الأمر الثاني: فهو يرتبط في الواقع بطلب حسن العاقبة والثبات علي العقائد الحقة عند الإحتضار ومقاومته محاولات الشيطان لحرف الإنسان عن تلك العقائد مستغلاً خصوصيات حالة الإحتضار الصعبة.
أعزائنا المستمعين، الأمر الثالث: الذي ينبهنا له دعاء المعرفة الجليل من خلال تعليمنا أن نطلب من الله عزوجل أن لا يجعلنا من خصماء آل محمد (عليهم السلام) هذا الأمر هو لزوم الإحتياط والحذر من السقوط من حيث لا ندري في المصاديق غير المقصودة أو غير الصريحة لمعاداة أهل بيت النبوة (عليهم السلام).
فأمر معاداتهم (سلام الله عليهم) قد يكون مقصوداً صريحاً واضحاً وهذا حكمه كحكم الشرك الصريح بالله والعداء له عزوجل، فهو ظلم فضيع لا يقع فيه إلا النواصب الذين جاهروا بمعاداة أهل البيت (عليهم السلام) وحكم الفقهاء لذلك بكفرهم.
وقد تكون معاداتهم (سلام الله عليهم) مقصودة ولكن غير صريحة أي مبطنة تظهر خلاف ما تبطن، وهذه الحالة حكمها كحكم المنافقين في عهد رسول الله (صلي الله عليه وآله) والذين تحدث القرآن الكريم مفصلاً عنهم في آيات سورة التوبة وسورة المنافقين وغيرها.
ومما لا شك فيه أن التلبس بهذه الحالات من معاداة أهل البيت سبب لحلول العقاب الإلهي والعذاب غيرة من الله عزوجل عليهم؛ ومثل هذه الحالات من المستبعد أن يصاب بها قلب محب لأهل بيت الرحمة المحمدية (صلوات الله عليه وآله)، فليست هي المستعاذ منها في الدعاء الشريف.
أما الحالات الأخري لمعاداة آل محمد (عليهم السلام) والتي ينبغي للمؤمن أن يستعيذ بالله ويستجير به عزوجل منها، فهي الحالات التي تكون فيها معاداة أهل بيت النبوة غير مقصودة من قبل الإنسان نفسه وخفية عليه نفسه، فلا يدرك أنها عداء لأهل البيت (عليهم السلام).
ومن نماذجها المهمة معاداة أوليائهم وشيعتهم دون الإلتفات إلي أن تشيعهم لآل محمد (صلي الله عليه وآله) يجعل معاداتهم معاداة لآل محمد (صلي الله عليه وآله). كما نصت علي ذلك عدة من الأحاديث الشريفة. كما أن نماذجها المهمة الأخري عدم البراءة من أعدائهم ونفوذ شيء مهما كان بسيطاً من محبتهم أو الإعجاب ولو ببعض فعالهم، أو مناصرتهم في بعض مواقفهم ونظائر ذلك، فهي كلها تعد من المصاديق الخفية وغير المقصودة لمعاداة أهل البيت (عليهم السلام) ولذلك ينبغي الإستعاذة بالله منها والإستجارة بالله منها لعظيم أخطارها أعاذنا الله وإياكم منها ورزقنا كامل البراءة من أعداء محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
انتهي أعزائنا لقاؤنا بكم في هذه الحلقة من برنامج (ينابيع الرحمة) استمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة