البث المباشر

إجتناب تلامذة الشيخ الانصاري التصدي للمرجعية موقف شجاع للسيد جمال الدين الافغاني أمام الشاه الايراني

السبت 13 يوليو 2019 - 10:53 بتوقيت طهران
إجتناب تلامذة الشيخ الانصاري التصدي للمرجعية موقف شجاع للسيد جمال الدين الافغاني أمام الشاه الايراني

ذكر سماحة الشيخ الفلسفي في محاضرة القاها زمن الشاه ان المصلح الكبير السيد جمال الدين الاسد ابادي المعروف بالافغاني سافر الى مصر واخذ يستنهض المسلمين ويدعوهم الى اليقظة والوحدة والاصلاحات السياسية في البلاد الاسلامية والوقوف بوجه الاستعمار والاستبداد الداخلي.
وبالطبع فان هذا التحرك لم يكن يعجب الحكومة المصرية فقررت ابعاد السيد جمال الدين الافغاني عن مصر، فوصل الى ايران، وكانت عاصمتها انذاك مدينة اصفهان وبمناسبة قدومه عقد العلماء والوجهاء مجلساً كبيراً لاستقباله وكان الشاه القاجاري قد حضر المجلس للقاء به ايضاً كان السيد الافغاني في المجلس يلعب بسبحته، يرميها ثم يلقفها، يلفها باصبعه ثم يفتحها، وكان الشاه جالساً بجانبه، فقال له احد الحاضرين: "لا يليق بك هذا يا ايها السيد، ان اللعب بالسبحة خلاف الادب في الجلوس مع الشاه".
فرد عليه السيد، والشاه يسمعه: عجيب امركم، تعترضون عليَّ وانا العب بسبحتي التي هي ملكي الشخصي، ولا تعترضون على هذا الشاه الذي يلعب في بلاد الاسلام كما يشاء، ومن دون ان يرى مصلحة الامة ومصيرها؟!

*******

بعد وفاة المرجع الكبير الشيخ مرتضى الانصاري زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف سنة 1281 للهجرة، اخذ الناس يسألون افاضل تلامذة الشيخ وكبار العلماء عمن هو جامع لشرائط التقليد لكي يرجعوا اليه في الاحكام الشرعية، فاجتمع العلماء الافاضل في بيت تلميذ الشيخ الانصاري رحمه الله وهو الشيخ حبيب الله الرشتي الذي كان من ابرز علماء عصره بعد استاذه ولكن اتفقت كلمة العلماء بما فيهم الشيخ الرشتي على ان يكون المرجع هو قرينه وزميله آية الله العظمى الميرزا محمد حسن الشيرازي فارسلوا اليه، وطلبوا منه ان يحضر الاجتماع، وكان اعاظم العلماء حاضرين كذلك، كالشيخ حسن نجم آبادي، والميرزا عبد الرحيم النهاوندي والميرزا حسن الاشتياني، فلما حضر الميرزا الشيرازي قال العلماء له لابد للناس من مرجع في التقليد والرئاسة الدينية وقد اتفقنا على سماحتكم مرجعاً ورئيساً.
فقال الميرزا الشيرازي: اني لم استعد لذلك ولا استحضر ما يحتاج اليه الناس، وسماحة الشيخ حسن فقيه العصر اولى بذلك مني.
فقال الشيخ حسن: والله ان ذلك حرام عليَّ لما في من الوساوس ولو دخلت فيه افسدته، وانما هو واجب عيني عليك بالخصوص. تكلم كل واحد من اكابر العلماء بنحو ما تكلم الشيخ حسن.
وهكذا اتفقوا على الميرزا الشيرازي والزموه بقبول التصدي للمرجعية الكبرى للشيعة في العالم الاسلامي الكبير، فقبلها الميرزا الشيرازي ودموعه تجري على خديه ومحاسنه.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة