البث المباشر

خطوة طهران الثانية: رفع مستوى التخصيب بدء من اليوم

الأحد 7 يوليو 2019 - 11:46 بتوقيت طهران
خطوة طهران الثانية: رفع مستوى التخصيب بدء من اليوم

أعلن المتحدث باسم الحكومة الايرانية على ربيعي ، عن تطبيق ايران للخطوة الثانية في خفض تعهداتها في اطار الاتفاق النووي وقال سنبدأ اليوم رسميا بتجاوز مستوى 3.67 بالمائة في تخصيب اليورانيوم.

وجاء الاعلان عن القرارات الجديدة اليوم الأحد في مؤتمر صحفي مشترك للمتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي ومساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي والمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي، وذلك بعد انتهاء مهلة الستين يوما التي حددتها طهران للدول الاوروبية للوفاء بالتزاماتها في اطار الاتفاق النووي.

وأضاف ربيعي أننا نواجه اتجاهين بالمجتمع حول مفاوضات الاتفاق النووي، اتجاه يرفض المفاوضات ويعتبر الاتفاق النووي عبثيا ولا يريدون الاتفاق النووي، أما الاتجاه  الآخر، يدعو للبقاء في الاتفاق النووي بأي ثمن.

وصرح بان اختلاف وجهات النظر هو حق المجتمع والاطراف السياسية، ونحن نرحب به ، ولكن قرارنا بالبقاء هو أنه يستفيد منها جميع البلدان، بما في ذلك إيران والمنطقة والعالم ، ولكن الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاق ارتكبت خطأ استراتيجيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة: نحن لن نبقى في الاتفاق النووي بأي ثمن ، فنحن نفعل كل شيء للحفاظ على الاتفاق، لكن بقائنا يعتمد على الطرف الاخر، وأي قرار يتخذ يعتمد على المصالح الوطنية ومصالح البلاد.
وفي إشارة إلى حقيقة انسحاب الولايات المتحدة قال انه كان يهدف لإثارة حرب نفسية بغية تقويض الأمن في إيران، الا أننا نعالجها بالتماسك الاجتماعي.

بدوره قال مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون السياسية عباس عراقجي أننا سنبعث برسالة اليوم الى الاتحاد الاوروبي بأننا سنخفض التزاماتنا وهي خطوة تهدف الى الحفاظ على الاتفاق.
ولفت عراقجي أن المسار الدبلوماسي مازال مفتوحا لكن المهم تلبية مطالبنا خاصة فيما يتعلق ببيع الفنط واستلام العوائد، مؤكدا أن ما نقوم به من خفض التعهدات يأتي في إطار الاتفاق النووي.

وأوضح أن خطواتنا تعطي مهلة ستين يوما للاطراف الأخرى لايجاد حلول واذا لم يتمكن الاروبيون من تلبية مطالبنا فنستمر في خفض التزاماتنا خطوة تلو أخرى.

وقال عراقجي إنه تم ارسال رسالة من ظريف الى موغريني حول تعليق جديد للالتزامات واليوم نتخذ الخطوة الثانية في مسار خفض التزاماتنا.

وحول محاولات الدول الاوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي؛ أكد أن أوروبا لم تلتزم بقرارات واشنطن ومجلس حكام الطاقة الذرية يدركون اننا اعطينا فرصاً عديدة.

وبخصوص ردود أفعال الاطراف النووية قال ان محادثات الرئيس الفرنسي مع الرئيس روحاني كانت جيدة جداً وهناك مساع للوصول الى حل بناء. وهناك رغبة من قبل الصين وروسيا ودول أوروبية في التوصل الى حل، الا أن طهران تقدم شكوى ضد اميركا لنقضها التزاماتها تجاه ايران.

كما أشار مساعد الخارجية الى أن طهران أعطت الدبلوماسية وقتاً كافياً وتقليص التزاماتها ليس انتهاكاً للاتفاق، ولو نفذ الاوروبيون التزاماتهم في الاتفاق النووي ما كنا اتخذنا قرار خفض تقليص التزاماتنا.

وجدد القول بأن ايران ستعيد النظر اعتباراً من اليوم في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم من ناحية النسبة والكمية.

*إيران قد تنهي مشاركتها في الاتفاق النووي

وبيّن أن وتيرة تقليص التزامات ايران تأتي في إطار صيانة الاتفاق النووي، وقد تؤدي هذه الوتيرة الى إنهاء مشاركتنا في الاتفاق النووي.

وإذا لم يتمكن سائر المشاركين في الاتفاق النووي من تنفيذ التزاماتهم، الا ان خطواتنا مستمرة بنحو تمنح الفرصة في فترات 60 يوما للدبلوماسية والتعامل. ومع ذلك إن لم تتم الاستفادة من هذه الفرص، فلا ينبغي لأحد ان يشك في جدية ايران، لأن وتيرة تقليص الالتزامات سيستمر في هذه الخطوات الستينية.

ولفت عراقجي الى اننا نعتقد ان الاتفاق النووي هو وثيقة دولية هامة ومعتبرة، فالاتفاق النووي يعترف بإيران قوة تملك التقنية النووية السلمية بما تشتمل عليه من دورة الوقود وتخصيب اليورانيوم وانتاج الماء الثقيل. فهذه وثيقة هامة جدا، ونحن نريد استمرار الاتفاق النووي، ولكن من المؤكد يجب تلبية مطالبنا في هذه الوثيقة، وإلا فإننا سنعيد النظر في تنفيذ التزاماتنا.

وتابع: هذا هو المنطق الذي اوصلنا الى هذا الحد اليوم، واذا لم تتمكن الدول الاوروبية من تلبية مطالبنا، فإن هذه الوتيرة ستستمر، مثلما وعدت هذه الدول في بيانات عديدة.

وبشأن موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على طلب اميركا تشكيل اجتماع لمجلس الحكام، قال عراقجي: هنا نواجه مهزلة، فأميركا التي خرجت من الاتفاق النووي تطالب بعقد اجتماع لمجلس الحكام لدراسة ما يزعمونه انتهاك ايران للاتفاق. وبالطبع فإن أيا من اعضاء مجلس الحكام يمكنه ان يطالب بعقد اجتماع طارئ للمجلس. وهذا لا يعتبر أمرا غير عادي كثيرا.

واضاف: المهم ان الدول الاخرى الاعضاء في الاتفاق النووي؛ الدول الاوروبية وروسيا والصين لم تتماشَ مع هذا المطلب الاميركي، وأميركا اصبحت وحيدة في هذه الخطوة. ونتوقع أن مجلس الحكام سيستمع في اجتماعه الى منطق ايران، ومن المؤكد سيتقبل الاعضاء أن ايران منحت الفرصة الكافية للدبلوماسية. منحت سنة كاملة فرصة للدبلوماسية وللدول الاعضاء في الاتفاق النووي قبل البدء بخطوات تقليص الالتزامات.

ولفت الى ان حركتنا حركة مشروعة تماما وتمت في صميم الاتفاق النووي. فإن ما تقوم به ايران في تقليص التزاماتها، لا يعد انتهاكا للاتفاق النووي من وجهة نظرنا، لأننا نستخدم حقنا المدرج داخل الاتفاق النووي وطبقا للمادتين 26 و36.

* ايران ستطرح الشكوى في مجلس الحكام ضد اميركا والدول الاوروبية لنقضها الاتفاق النووي

وتابع مساعد الخارجية ان منطقنا سيطرح في اجتماع مجلس الحكام، وبالتزامن سنطرح هناك كذلك شكوانا ضد اميركا والدول الاوروبية لنقضها الاتفاق النووي. إنهم قصروا في تنفيذ التزاماتهم، والذي أدى الى التقليص في تنفيذ التزامات ايران، وان عليهم ان يتحملوا المسؤولية.

 
وبشأن مفاعل اراك، بيّن مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون السياسية، ان رسالة ظريف الى موغريني تبين ان موضوع مفاعل اراك موضوع منفصل، وفيما اذا لم تتمكن الاطراف الباقية في الاتفاق النووي من العودة الى الجدول الزمني بشأن تحديث مفاعل اراك، فإننا سنقوم بإكمال وإنشاء مفاعل اراك بناء على الصيغة السابقة.

وتابع: خلال الشهرين الماضيين تحقق تقدم جيد في مفاعل اراك، وقد عقدت مجموعة العمل الخاصة بأراك اجتماعات عمل جيدة برئاسة الصين وبريطانيا، وتم التوقيع على بعض العقود، وبعضها قيد التفاوض. ومن الناحية التقنية والتخصصية حققنا تقدما جيدا، ونحن نرصد كما في السابق، تقدم الامور في اراك، واذا تم تنفيذ الجدول الزمني المطلوب، سنواصل تحديث مفاعل اراك، وإلا فإننا سنتخذ قرارا آخر، وسنحدد فترة لنرى هل ستتم تلبية مطالبنا.

وبيّن عراقجي اننا بحاجة الى صوت موحد في التعامل مع المواضيع والقضايا الوطنية، مضيفا: عندما قررت ايران الدخول في مسار تقليص الالتزامات، حظي القرار بدعم وطني من قبل الشعب ومختلف الفئات السياسية في البلاد، وهذا امر ميمون.

 
* لا مانع لدينا من مشاركة اميركا في المفاوضات شريطة عودتها الى الظروف السابقة

وبشأن موضوع 5+1 والذي طرح خلال المحادثات الهاتفية ليلة البارحة بين روحاني وماكرون، قال عراقجي: إن عجز الاوروبيين عن تلبية مطالبنا، لا يعني ان المشاورات الدبلوماسية تعطلت، وانعدمت الافكار. فالمشاورات الدبلوماسية العلنية وغير العلنية موجوة، وتتم الاتصالات على المستويات العليا، ومحادثات ليلة البارحة احدى امثلتها، والفكرة التي طرحت تمثلت في المحادثات بيننا وبين 4+1، واذا استدعت الحاجة يشارك فيها الاميركان. وبناء على تصريحات روحاني، لا مانع لدينا من مشاركة اميركا في المفاوضات ولكن بشرط ان تعود أميركا الى الظروف السابقة، وبالطبع هذا لا يعني إعادة تشكيل 5+1، فلم يعد لدينا مفهوم باسم 5+1، لأن أميركا خرجت من الاتفاق النووي.

وصرح: ان مفاوضاتنا مع 4+1، واذا أرادت اميركا ان تشارك في المفاوضات، فمن وجهة نظرنا لا مانع من ذلك فيما اذا رفعت الحظر، نأمل أن نتوصل الى التفاهم خلال الايام القادمة من خلال قرارات الرئيسين الايراني والفرنسي المبنية على الافكار والمبادرات الجديدة، الامر الذي يؤدي الى إطلاق محادثات جديدة.

 
* لن نسمح لأميركا ان تحقق نتيجة من ممارسة الحد الاقصى من الضغوط

وأكمل: أن ايران الآن تتمتع بعزة ومشروعية وأحقية في العالم، وذلك بسبب توقيعها وتنفيذها الاتفاق النووي عن حسن نية، وبعد خروج اميركا منه وعدم تلبية مطالبنا برفع الحظر، بقيت ايران في الاتفاق النووي لسنة كاملة، وقد عملت حركة ايران العقلانية بمنح الفرصة للدبلوماسية، على إيجاد موقف محقّ لنا على الساحة الدولية. وبالطبع فإن الضغوط والحظر الاميركي موجود كذلك، الا ان الدول تسعى للتوصل الى صيغة للحد من آثار هذا الحظر والضغوط.

وأردف: لقد قدمنا أداء جيدا في السياسة الخارجية. ومن المؤكد سنزرع اليأس لدى اميركا في متابعة سياساتها، ومثلما اضطرت للعودة الى طاولة المفاوضات بعد اختبارهم كل السبل، ففي هذه المرة سنؤيسهم كذلك، وبالتأكيد سنتجاوز هذه المرحلة بسلامة من خلال الاعتماد على الشعب وقواتنا المسلحة وقدراتنا الدفاعية، ومن المؤكد سنجبر أميركا على الانسحاب من مواقفها.

من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي أن طهران تقوم في الساعات المقبلة برفع مستوى التخصيب ، مشيرا الى أن قرار اليوم هو خطوة تهدف الى توفير الوقود للمحطات النووية وسيتم تسريعها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة