البث المباشر

بكاء زينب(ع) على الحسين(ع) حوار مع الشيخ علي الكوراني حول اسرار كلمة: "اللهم تقبل منّا هذا القربان"

الأحد 2 يونيو 2019 - 08:58 بتوقيت طهران

كم من دم سفكوا وكم من حرمة

هتكوا كذي حنق ونقمة ناقم

وبنات وحي الله تسبى بينهم

من ظالم تهدى لا لعن ظالم

والهفتاه لزينب مسبية

بين العدى تبكي بدمع ساجم

وترى اليتامى والمتون تسودت

بسياطهم الماً ولا من راحم

فاذا بكت ضربت، وتشتم ان شكت

من ضارب تشكو الهوان وشاتم

سلام على الاخت التي واست اخاها في مهمته، وشاركته في نهضته وتباهت بالاسلام وعزته سلام على من ناصرت الحسين في جهاده ولم تضعف عزيمتها بعد استشهاده.
وقتل سيد الشهداء، سيد شباب اهل الجنة، سبط المصطفى وريحانته، قتل ابن فاطمة الزهراء وابن علي سيد الاوصياء قتل الحبيب بتلك الحالة التي لا توصف ولا تتصور فكيف كان وقع ذلك على قلب اخته العقيلة زينب الكبرى والصديقة الصغرى، تالية امها الصديقة الكبرى؟‍
ومن هي زينب تلكم يا ترى؟ أليست هي حفيدة رسول الله، وبضعة سيدة النساء، ونبعة المرتضى امير المؤمنين؟‍ أليست هي ربيبة الوحي، وبنت الرسالة، وسليلة النبوة والامامة، من ذلك البيت الذي اذهب الله عن اهله الرجس وطهرهم تطهيراً؟‍
اجل من هذا الفيض السماوي المبارك كانت زينب فكانت خلقاً شريفاً من الايمان والتقوى والعبادة والبصيرة والهداية فكيف بها وهي ترى اخاها امام زمانها على تلك الحالة المروعة، في ذلك اليوم العصيب؟‍ الا يحق لها ان تجهش بالبكاء، وتنادي بهذا الدعاء الهي تقبل منا هذا القربان، ثم تنثني شاكية وجدها الى جدها تقول: يا محمداه، هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الاعضاء، وبناتك سبايا، وذريتك مقتلة.

*******

وللعقيلة زينب سلام الله عليها كلمة خالدة يوم عاشوراء نتعرف على بعض دلالاتها في الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم ورحمة وبركات مستمعينا الافاضل وانتم تتابعون هذا البرنامج، نستضيف في هذه الحلقة سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ سؤالنا عن العقيلة زينب سلام الله عليها فيما يرتبط بابعاد هذه الكلمة التي اثرت عنها والتي قالتها عند جسد اخيها سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وهي عبارة اللهم تقبل منا هذا القربان، ماهي دلالات هذه العبارة؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم شكراً لك اخي الكريم، سلام الله على الامام الحسين ورضوان الله على الصديقة الطاهرة ناصرته زينب بطلة كربلاء، هذه الكلمة اخي الكريم، اللهم تقبل منا هذا القربان هذه لها بعد تاريخي، هذا القربان القربان الموعود من الازل وابراهيم لما امره الله عزوجل ان يذبح اسماعيل هذا هو القربان الموعود فرفع عنه الذبح وجعل الذبح رمزي وفداه بكبش، في قربان موعود ثأر الله في ارضه من ابراهيم والانبياء السابقين لما يأتي وقته، النبي صلى الله عليه وآله لما اخبره جبرئيل ان القربان الموعود لله في الارض ثأر الله هو ولدك الحسين، زينب رضوان الله عليها عاشت في هذا الجو في بيت امير المؤمنين البيت كله كلهم عاشوا هذا الجو ان الحسين هو قربان الله في ارضه فزينب رضوان الله عليها مدركة ما حصل في كربلاء فاول ما خاطبت سلام الله عليها وتقول يا ربي هذا القربان الذي انت جعلته اخي الحسين والذي اعددنا له يا ربي تقبله منا، لاحظوا ما قالت تقبل من اخي، الكل مشاركين فيه، يعني يا ربي جدي رسول الله ابي امير المؤمنين امي الزهراء اخي الحسن نحن كلنا قدمنا هذا القربان واخي الحسين هو قدم نفسه فتقبل منا جميعاً، هذه الاسرة المختارة المصطفاة تقبل منا القربان الذي جعلته انت منا، هذا بعد وهناك بعد آخر انه في المعركة والمأساة التي وقعت والثكل والاطفال وشماتة العدو وانتصاره في ذلك الجو هي ما حاضرة ان تعيش منطق انتصار الاعداء ولاتعيش حالة الانهزام، هي تعيش حالة عبادة ربانية ياربي نحن استطعنا ان نعبدك اليوم عبادة وقدمنا لك قرباناً حالة الصلاة هذا ايضاً يدلنا على روحيتها ومستواها ان هي تعيش صلاة شهادة الامام الحسين عليه السلام، بعض الناس يعيشون مع المحسوس مع الالام مع المفرح مع المحزن مع الجوع مع العطش مع الامور التي مضت ذلك اليوم في عاشوراء وخاصة لما تودعه، زينب رضوان الله عليها أين تعيش تعيش في جو اللهم تقبل منا هذا القربان، هذا القربان له ايضاً مستتبعات ونحن شركاء في صنعه ونتحمل، هذا شكر لله سبحانه وتعالى، منطق زينب سلام الله عليها هي تعيش منطق ابيها، اجواء جدها اهل البيت عليهم السلام حتى لو لم تكن زينب من المعصومين ولكنها تلميذة هؤلاء العظماء وتعيش في جوهم.

*******

نعود معكم والعقيلة زينب أي اخلاص كانت تعيشه زينب العقيلة صلوات الله عليها؟‍ واي وفاء للرسالة وللرسول وائمة الحق صلوات الله عليه وعليهم وعليها؟‍ فما فارقت امام عصرها واخاها الحسين يوماً واحداً، لازمته في جميع المواقف والمحن، حتى رافقته في سفر الشهادة الى كربلاء ارض الكرب والبلاء، لتشاهد تلك المشاهد الرهيبة، وتنقلها الى الاجيال رسالة محمدية علوية حسينية تتلى فيها آيات الفداء والتضحية في سبيل الله، وآيات الشهادة والعروج الى مرضاة الله، وقد كلف ذلك زينب الكبرى آلاماً عظيمة، واحزاناً جسيمة، هد منها القوى فامسك بها ايمانها وصدع منها النفس فرمم ذاك ولاؤها، فنهضت بفاجعتها لتجعل منها ملحمة التاريخ تدوي في آفاق الدهور والاجيال تكتبها بدماء الحسين وآل الحسين، واصحاب الحسين وترشها بدموعها الشريفة، ودموع الارامل واليتامى.
في اليوم الثاني من المحرم نزل الحسين عليه السلام في كربلاء واوقف رحله فانزله هناك وثبت خيامه ثم اعتزل في خباء له، واخذ يصلح سيفه ويقرأ هذه الابيات:

يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق والاصيل

من طالب او صاحب قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل

وكل حي فالى سبيل

ما اقرب الوعد من الرحيل

وانما الامر الى الجليل

ولم يزل عليه السلام يكرر هذه الابيات مرتين او ثلاثة فعرفها ابنه علي زين العابدين وكان مريضاً تداريه عمته زينب، فخنقته العبرة، فرددها ولزم الصمت، وعلم ان البلاء نزل.
وكذا العقيلة زينب سلام الله عليها، سمعت وفهمت ما عنى ابو عبد الله الحسين صلوات الله عليه من ان الامر سينتهي برميهم بسهم الشتات، فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثيابها حتى انتهت اليه، فخاطبته، يا اخي وقرة عيني، يا خليفة الماضي، ويا ثمال الباقين، هذا كلام من ايقن بالموت‍ واثكلاه‍ اليوم مات جدي محمد المصطفى، وابي علي المرتضى، وامي فاطمة الزهراء، واخي الحسن الرضي المجتبى.
فنظر اليها الحسين فقال: يا اختاه تعزي بعزاء الله، فان سكان السماوات يفنون واهل الارض كلهم يموتون، وجميع البرية يهلكون، وكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ، ابي خير مني واخي خير مني، ولكل مسلم برسول الله اسوة فقالت له زينب بعد ان رأته يرد غصته وقد تغرغرت عيناه بالدموع يا ويلتاه افتغتصب نفسك اغتصاباً فذاك اقرح لقلبي واشد على نفسي. واثكلاه ينعى الحسين الي نفسه‍ والله يا اخي لا فرحت بعدك ابداً‍‍، وهوت مغشياً عليها، فقام اليها الحسين يصب على وجهها الماء ويسليها:

ودعيني واستعملي الصبر انا

من قبيل يفوق كل قبيل

شأننا ان طغت علينا خطوب

نتلقى الاذى بصبر جميل

لا تشقي جيباً، ولا تلطمي خداً

فانا أهل الرضى والقبول

واخلفيني على بناتي، وكوني

خير مستخلف لاكرم جيل

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة